العيد السعيد.. وحدث فى ليلة القدر
كتبت :سكينة السادات
بسم الله الرحمن الرحيم.. {ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتي مطلع الفجر} صدق الله العظيم.
قبل الحديث عن ليلة القدر انتهز هذه الفرصة لكى أهنئ كل قرائى وقارئاتى الذين واللائى هم سر سعادتى وبقائى، أهنئ الجميع بقرب حلول عيد الفطر المبارك بعد أيام قليلة أعاده الله علينا جميعا وعلى أمة الإسلام جمعاء بالخير واليمن والبركات.
وكما نقول كل عام ونردد مقولة رسولنا عليه صلاة الله وسلامه للصائم فرحتان.. فرحة بإتمام صيامه وصلاته وزكاته خلال شهر رمضان المعظم وفرحة بإفطاره بعد طول حرمان وظمأ خاصة فى هذا الجو القائظ الشديد الحرارة الذى يقول عنه علماء المسلمين إن الصيام فى هذا القيظ وتحمل الظمأ والجوع والحر يزيد فى ميزان حسنات الصائم وكلما زادت المعاناه زاد الثواب وتقبلنا الله سبحانه وتعالى قبولا حسنا وأسأل الله تعالى أن يهدى شعب مصر وشبابها إلى سواء السبيل وأن يجعلهم سببا فى عزة مصر وتقدمها ورقيها وأن يكرمنا المولى العزيز بالصبر والهدوء ومراعاة مصلحة بلادنا قبل كل شىء والبعد عن العنف والحقد والكراهية التى لم يكن أهل مصر يعرفونها بل كان العرب والأجانب يشيدون بطيبة أهل مصر وابتسامتهم الدائمة وشطارتهم فى إصلاح أى شىء يستعصى على الإصلاح وأذكر أن صديقة لى من لبنان وجدتها تحمل جهازاً صغيراً لتكييف الهواء معطلا وعندما سألتها لماذا تحمله من لبنان إلى مصر وهو عطلان قالت:
- بعون الله، عمال أصابعهم من ذهب وماس! ولم أقصدهم فى أية إصلاحات إلا وقاموا بها على خير وجه بأقل التكاليف ولذا فإننى أعتمد عليهم فى كل الإصلاحات!
وفعلا بعد ساعات وجدت الجهاز قد تم إصلاحه وعاد إلى العمل كما لو كان جديدا!!
فى العيد.. قارئتى العزيزة أرجوك أن تتواصلى مع الأهل والأصدقاء والصديقات وصلة الرحم، اسألى أنت عنهم ولك الثواب والأجر عند الله، ولا تنسى حبيبتى أن تخرجى زكاة الصيام قبل صلاة عيد الفطر عنك وعن كل من تعيشين معهم مثل الزوج والأولاد أو الأم والأب والإخوة والأخوات وأضعف الإيمان أن تذكرى الأسرة قبل انتهاء شهر رمضان المعظم بوجوب إخراج الزكاة قبل أن تنتهى الأيام المباركة. فيفوتك الثواب على الخير الذى أديته لهم!
ونأتى إلى ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر وبركتها وبركة نزول القرآن الكريم على رسولنا الكريم وذكرياتنا عن ليلة القدر كثيرة ومتأصلة داخل نفوسنا.. وأذكر عندما كنا أطفالا صغارا كانت أمنا - رحمة الله عليها - تقول لنا إنه لا يجب أن ننام فى ليلة القدر بل نقضيها فى الصلاة والدعاء والتطلع إلى السماء، لأن من يرضى الله عنه فإنه سوف يرى (طاقة القدر) أى نور يشع من السماء وعلينا أن نلحق وندعو الله بما نتمناه وأكدت أن تلك الدعوة سوف تكون مستجابة مائة فى المائة.
وقالت أمى رحمها الله أنا سمعت أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت فوق سطوح منزلها ليلة القدر وأن (طاقة القدر) انفتحت لها فقالت أم كلثوم.. يارب الغنى الغنى تقصد (الثراء) لأنهم كانوا فقراء جدا فاستجاب الله سبحانه وتعالى وصارت ملكة الغناء فى العالم العربى كله وصارت تتحلى بالماس والمجوهرات وتملك المال الوفير.
وكان يتصادف أن نكون فى قريتنا (ميت أبو الكوم مركز تلا منوفية) فى ليلة القدر وعند ذلك كنا فعلا نصعد إلى سطوح منزلنا الريفى هناك ونجلس طوال الليل نردد الدعاء ونصلى ونقرأ القرآن ونتطلع إلى السماء لكى نرى طاقة القدر وأحيانا كان يحدث أن يتحرك نجم فى السماء فينبعث منه شريط من الضوء فكنا أنا وإخوتى نصرخ ونقول انفتحت الطاقة يارب خللى لنا والدنا ووالدتنا وإخوتنا ونجحنا فى الامتحان وارزقنا من عندك ما يرضيك ويكفينا إنك سميع مجيب الدعوات يارب العالمين!
ونظل نبتهج ونصيح ونقول للجميع إننا رأينا طاقة القدر وإننا بإذن الله تعالى سوف ننجح فى الامتحانات ونوفق فى حياتنا ويعيش لنا والدانا وإخوتنا وأن يخرج شقيقى أنور السادات من السجن، وكان الله سبحانه وتعالى بنا رحيما فرأينا من الأيام الحلو والمر مثل باقى الناس وأكرمنا المولى بالكثير من النعم التى لا تعد ولا تحصى وأهمها محبة الناس ومحبة الله سبحانه وتعالى وكل عام وأنتم بخير وسعادة ومحبة وصحة وراحة بال.
ساحة النقاش