لنتـوحـد على روح أكتـوبـر والثــــورة
كتبت : ايمان حمزة
الشعب يريد إنقاذ البلاد.. من خلال استعادة روح أكتوبر 1973 التى تجددت فى روح الميدان مع ثورة 25 يناير.. حين توحد المصريون على قلب واحد.. وعلى إعلاء قيم التكاتف والتلاحم والإيثار والانتماء والتضحية من أجل استعادة الحرية وكرامة الوطن .. ومن أجل استعادة أراضى وثروات الوطن التى سلبت ونهبت .. توحد الجميع من أجل مصلحة البلاد.. لم يفكر أحد فى مصالحه الخاصة حين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداء حرية بلادهم تضحيات غالية بزهرة شبابنا من أجل وطننا الغالى .. فبالقوة الهادرة التى تحققت بالعزيمة والإرادة والتضحية من جموع الشعب والجيش.. شعب عاش سنين طوال يشد الأحزمة على بطنه ويضحى ويرضى أن يعيش على 33% من دخل بلاده حتى يتوجه لتسليح قوى لجيشه فى وجه عدو يقف من وراءه تسليح أقوى البلاد أمريكا وغيرها من دول أوربا.. رحب الشعب بكل حب وتلاحمت جموعه بكل التكاتف والإيثار والتضحية التى لا تحدها حدود مع قواته المسلحة ليصنعا معاً انتصارات حرب أكتوبر 1973 التى جاءت على أسس قوية من التخطيط الكامل المدروس للجيش وبعنصر المفاجأة والمباغتة للعدو الاسرائيلى الذى شاع أنه العدو الذى لا يقهر .. وبالأسلوب الجديد للتغلب على التحديات والمعوقات بعقول وفكر علمائنا ومهندسينا المصريين مع المعدات الحديثة لاختراق قناة السويس بالكبارى العائمة التى عبرت فوقها الدبابات والمدرعات وأكثر من «150 ألف» مقاتل من الجيش الثانى الميدانى فى الساعات الخمس الأولى مع خراطيم المياه التى أذابت خط بارليف المنيع.. ولينتصر المصريون ويزهلوا العالم بقدرة الإنسان المصرى والجندى المصرى فقد وقف الشعب بكل دعمه المادى والمعنوى الكل معاً المرأة مع الرجل.. فجهود المرأة المصرية المشرفة التى سارعت بدفع أغلى من تحب الزوج والإبن والأخ الحبيب والخطيب إلى الميدان .. تدعو وتبتهل للمولى لينصر بلادها ويحمى أحبابها.. أسرعت للتبرع بالدم وحث كل أسرتها على ذلك لدعم الجنود بالجبهة وسارعت للتطوع بالطب والتمريض لإنقاذ الجرحى من الجنود الشجعان .. وشاركت مع غيرها بالأغانى الوطنية لإشعال حماس الجنود والشعب مع كل الفنانين ودفعت بكل طاقتها لإدارة عجلة الانتاج مع من تبقى من الرجال لإدارة عجلة الحياة بالمصانع ومؤسسات العمل بالدولة وبالزراعة مع الصناعة.. بسواعد قوية لا تكل وعقول تشتعل بالأفكار التى تحقق واقعاً .. ليتحقق النصر من عند الله لنصرة شعبنا الذى أخذ بكل أسباب القوة وتسلح بها وتكاتف فى عزم وإصرار وإرادة ليستعيد أرضه بقوة.. وينتصر فى وجه التحديات التى كان العالم من حولنا يؤمن أنها منيعة ومستحيلة .. وليتحقق لنا السلام المبنى على القوة لاستعادة الكرامة لكل المصريين وعبور الهزيمة واستعادة كل شبر من الأرض .
ملحمة مصرية
ومن جديد توحد الشعب المصرى العظيم على روح الانتماء والإيثار والحب والفداء من أجل وطنه بثورته السلمية التى أزهلت العالم بانتصارها على كل التحديات التى واجهتها طوال سنوات مضت واستطاعت أن تسقط النظام بكل فساده وظلمه .. من أجل تحقيق أهدافها من حرية وعدالة اجتماعية وديمقراطية لكل الشعب واستعادة حقوقه المسلوبة وثرواته وأراضيه المنهوبة.. ثورة قام بها كل الشعب بأطيافه المختلفة من أجل مصر .. لا فرق بين امرأة ورجل، صغير وكبير، غنى وفقير، مسلم ومسيحى الكل فى واحد .. ثورة حماها جيش مؤمن بحق بلاده فى الحياة الكريمة والثورة على الظلم والفساد الذى امتد لأجيال وكان حلماً صعب المنال.. فالجيش المصرى الذى يصنف عالميا بأنه «عاشر» أقوى جيش على مستوى العالم والذى أقسم على حماية أراضى الوطن والشعب معاً.. ليتوحدوا من جديد فى ملحمة مصرية لشعب وجيش وهدف واحد للانتصار على الفساد والظلم لنرى كل رموز الفساد من الحكم والسلطة خلف القطبان.. وليرى العالم كيف يحاكم الشعب رئيس الجمهورية من خلال القضاء المصرى النزيه ليحاكم .. هو وكل رموزه على قتل المئات من المتظاهرين السلميين من الثوار وإصابة الآلاف الآخرين.. وعلى نهب وسلب وإهدار ثروات مصر .. توحد الشعب من جديد على روح الانتماء وعلى كل القيم النبيلة والجميلة التى كان يتصف بها الشعب المصرى دائماً ولكنها تورات فى السنوات الأخيرة من كثرة الظلم والفساد .. خرج الشعب يدافع عن شوارعه وبيوته وممتلكاته باللجان الشعبية من هجمات البلطجية واللصوص الذين خرجوا من السجون بفضل رجال النظام وأعوانه إنتقاما من الشعب المصرى وفى محاولة لإفشال ثورته متحداً مع أعداء الخارج من أجل تحطيم الثورة وافشالها .. فبنجاحها خطر كبير على مصالحهم بالداخل والخارج لأهمية مصر فى المنطقة كقوة استراتيجية لايستهان بها، وحتى لا تكتمل الثورة .. تكاتف الجميع من أعداء الداخل والخارج فى محاولة لبث الفتنة وتفتيت قوة الشعب.. لكن الشعب المصرى كان أكثر وعياً ممن يكيدون له .. فالتحديات قوية حتى لا تتحقق أهداف الثورة .. الشعب المصرى واع لأنهم يزرعون الفرقة خوفاً من قوة هذه الثروة البشرية الهائلة للمصريين .. لايريدون أن نتفرغ من جديد للبناء والتعمير لبلادنا وللتنمية وحتى لا ننعم بالاستقرار والأمان.. يزرعون الفرقة بين الجميع .. لاضعاف هذه القوة التى تمثل خطرا عظيماً عليهم..
لننقذ مصر أولا
ومن أجل ذلك كان علينا أن نستعيد من جديد روح أكتوبر بوعى شبابنا.. روح الانتماء الذى تفجر بداخل كل منا مع ثورة 25 يناير الكل من أجل مصلحة الوطن حتى يتحقق للجميع مصالحهم بعدها .. لننقذ مصر أولا نحمى بلادنا التى ضحينا بأغلى أرواح أبنائنا وآبائنا وإخواننا فكل أسرة مصرية لديها شهيد على مر التاريخ .. ننقذ مصر بقامتها وكرامتها ومكانتها التى استعدناها مع نصر أكتوبر 1973 .. ومن جديد مع ثورة يناير 2011 التى انحنى لها العالم ساسة وشعوباً وأعلنوا أنها أعظم ثورات العصر الحديث وأنها علمت العالم وأجياله كيف يثور الشعب ويطيح بنظام فاسد استمر ثلاثين عاما بثورة سلمية بيضاء لم يهاب رصاصات الغدر ولا عربات الموت التى حصدت أرواح مئات الشهداء وآلاف المصابين .
شعب ثار ثم قام بتنظيف الميدان والبلاد وعلم العالم هذا الأسلوب المتحضر .. عندما قامت الثورة كان الجميع يخاف على الجميع لم تحدث بين الثوار أى جرائم .. لم تهان كرامة البنات والسيدات رأينا السيدة تأتى برضيعها وصغارهما.. وفى صمود وتحد وإصرار على تغيير النظام ورحيل الرئيس مبارك ظلوا فى الميدان رغم قسوة البرد والمطر ورغم كل أنواع التعديات من النظام السابق عليهم .. فقط من أجل المصلحة العامة كانوا متوحدين صامدين .. وبهذه الروح القوية من الانتماء والإيثار والتضحية علينا أن نتوحد جميعاً لننقذ مصرنا .. ننقذ حياتنا من هذا الشلل الذى يزحف عليها.. من الفوضى التى تعم حياتنا مع انتشار البلطجية بأساليبها الخطيرة.. فتسرق منا جميعاً الأمان ومن أبنائنا من قبلنا وتخرب مصالحنا وأعمالنا وسير حياتنا لتجرنا إلى الضياع ..
ولنضرب لأبنائنا الصغار والكبار المثل والقدوة.. مع بدء العام الدراسى بالجامعات المصرية أيضا والذى كان بدايته تحقيق الديمقراطية بانتخابات نزيهه للجامعات .. للعمداء.. وغيرهم يأتى من رؤساء أقسام ورؤساء الجامعات فيما بعد .. لنعلم أبناءنا من الشباب كيف تكون الانتخابات وكيف يشاركون بانتخابات اتحادات الطلاب وفى الحياة السياسية بشكل راق وواع تمهيدا للاختيار الحر لمن يمثلونهم من أعضاء البرلمان القادرين على وضع قرارات من أجل المجتمع وتنمية، ومراقبة أداء الحكومة وتقويمها.. ليتقدموا من أجل المصلحة العامة وليس لمصالحهم الشخصية والحصانة البرلمانية وتمهيدا للاختيار الحر الصحيح لرئيس الجمهورية القادم الذى يستطيع أن يقود البلاد للخروج من هذه المرحلة الانتقالية ولخير البلاد والشعب واستعادة مكانة مصر .
طوق النجاه
وحتى نصل إلى كل ذلك ونحققه واقعاً وليس وأحلاماً .. لنأخذ بأصوات الشرفاء من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة لكل المصريين.. فهذا الحق الذى قامت من أجله الثورة كأحد الأهداف المهمة حتى تستقيم الحياة وتستقر وعلينا جميعاً أن نتكاتف ونتشارك فى كيفية تحقيق هذا المطلب الأساسى لكل مصرى حتى ننهى هذه المطالب الفئوية لمستحقيها .. فمن حقهم أن ترتفع رواتبهم الضعيفة من أجل حياة كريمة لهم ولأبنائهم من قبلهم.. ولكن حتى تكون الحلول سريعة يجب أن نستمر فى العمل والانتاج واستقرار مسيرة الحياة.. فى الوقت الذى نتقدم فيه بكل مطالبنا من خلال القنوات الشرعية وبممثلين عنا ننتخبهم من بيننا ليمثلونا عن حق للتفاوض وطرح المطالب أولا وعلى الحكومة أن تعلن بشفافية ما الذى تستطيع أن تقدمه فى هذه المرحلة الانتقالية الراهنة على المستوى السريع وما الذى يمكن أن يتحقق فيما بعد من خلال عقول الخبراء المتخصصين من داخل مصر ومن تجارب الدول التى سبقتنا ونجحت فى تطوير اقتصادها فى سنوات قليلة مثل الصين وشرق اسيا وتركيا .. فعندما تحدث رئيس الوزراء التركى السيد «رجب أردوغان» عن أسباب نجاح التجربة التركية قال أنهم حققوا الاستقرار للبلاد من خلال القضاء على الفساد الضارب فى كل مجالات الحياة كأهم وأقصر طريق للوصول الى تحقيق النمو الاقتصادى.. صحيح أن ذلك لن يكون فى يوم وليلة ولكنه أمر ليس بالمستحيل مع تكاتف كل قوى الشعب .. ولتأتى معها التنمية فى كل المجالات وأهمها التعليم أهم استثمار فى الثروة البشرية ومعها التطوير فى الإدارة للمؤسسات بالدولة وأسلوب العمل وخلق فرص عمل نتيجة لما يحققه الاستقرار من جلب السياحة والذى يسبقه مواجهة مشاكلنا بقوة للتخلص من عدم الاخلاص فى العمل وتغليب المصلحة الشخصية كما كنا نرى من قبل للاستيلاء على الأموال العامة أو أموال الغير .. عندما ننجح فى القضاء على هذه الأمور سنستعيد المال وسنشجع عودة المستثمرين سواء من داخل البلد أو خارجها .. وبالنسبة لنا فإن إعادة هيكلة الأجور ورفع الحد الأدنى وخفض الحد الأقصى هو الحل السريع الذى يرضى هؤلاء المتضررين .. فالأهم هم المواطنين الأكثر احتياجاً لنحقق الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية.
فلنتكاتف جميعاً كأفراد الشعب والجمعيات الأهلية مع مؤسسات الدولة والقوى السياسية ورجال الدين ومعهم يأتى دور الإعلام البناء ليظهر الحقائق بشفافية ويدعو للبناء والتعمير .. وطرح سبل النجاح والناجحين ممن تغلبوا على تحديات الحياة وواجهوا أيضا الفشل ليحولونه الى قصة نجاح يحتذى بها الآخرين لنمنع عن الناس اليأس والإحباط .. ونمنع فى نفس الوقت أن نشوه قيمة ما وصلنا إليه من ثورة مصرية..
فهل نتوحد جميعاً ياخير أجناد الأرض الطيبة.. على روح الانتماء والتكالتف والإيثار ليعم الخير على الجميع سريعاً
ساحة النقاش