وداعا أنيس منصور ..
صاحب الجملة الرشيقة" المرأة خرجت من الرجل، لا من رأسه لكي تتحكم فيه، ولا من قدميه لكي توقعه، وإنما من أحد جنبيه لكي تكون إلى جواره، ومن تحت ذراعيه لكي تكون في حمايته، وبالقرب من قلبه لكي يحبها! " انها أحد أقوال الكاتب الصحفى والفيلسوف والأديب أنيس منصور الذى رحل عن دنيانا الجمعة الماضية عن عمر يناهز ال 87 عاما بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بإلتهاب رئوي اثناء كتابته لمذكراته التى كان حريصا علي أن ينتهى منها قبل وفاته ...
حفظ أنيس منصور القرآن الكريم في سن صغيرة في كُتّاب القرية ، وفي دراسته الثانوية كان الأول على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة برغبته الشخصية، ودخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه، وحصل على ليسانس الآداب عام 1947، وعمل أستاذا في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم حينما انتقل إليها مع كامل الشناوى، ثم مالبث أن تركها وتوجه إلى مؤسسة الأهرام في مايو عام 1950 حتى عام 1952، ثم سافر أنيس منصور وكامل الشناوى إلى أوروبا، وفي ذلك الوقت قامت ثورة 23 يوليو 1952، وقام أنيس منصور بإرسال أول موضوعاته إلى أخبار اليوم التى ظل يعمل بها حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف حيث أسس مجله أكتوبر .
عاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقا مقربا لـمحمد أنور السادات، وهو ما جعل كثيرا من مثقفي المعارضة يعيبون عليه اقترابه الدائم من السلطة التى كانت بعيدة عن الشعب، وكان هو أحد المعبرين عن وجودها، أما الجانب المضيء له فتمثل فى صراحته ومواكبته للمتغيرات وتعبيره اليومي عن احوال الناس و طريقة عرضه لاي موضوع من الموضوعات، فهذه الطريقة الفريدة من نوعها والمشوقة إلي أقصي حد يمكن تصوره، هى التى جعلته صاحب الكتب الأكثر مبيعاً .. كما كان من أكثر الكتاب المصريين العرب الذين يستطيعون الكتابة عن أعقد الموضوعات بجمل بسيطة ورشيقة وجذابة تناسب القارئ العادي . ورغم تخطيه مرحلة الشباب فقد كانت الغالبية العظمى من قرائه من فئة الشباب الذين كان دائم الاقتراب منهم ومن مشاكلهم وطموحاتهم .. ومن بين أقواله لهم : السعادة أن تعيش بعض الوقت وتضحك معظم الوقت وتحب كل الوقت وألا تصدق هذه العبارة! " ، و " أصعب شئ في الدنيا هو أن تعرف قدر نفسك..وأسهل شئ في الدنيا هو أن تنصح الآخرين!" ، و "احترم الماضى واحترس من الحاضر إذا ارت ان يكون لك مستقبل " .. و "الزواج هو شركة مكونة من سيد وسيدة واثنين من العبيد ومجموعهم: اثنان دائما! "
ساحة النقاش