.. و رحيل أقدم برلمانية فى العالم
فى هدوء تام رحلت عن الحياة السيدة فايدة كامل الجمعة الماضية ، عن عمر يناهز 79 عاما بعدما تركت ميراثا فنيا وسياسيا سيظل خالدا فى ذاكرة التاريخ المصـرى
والمعروف أن فايدة كامل من عائلة فنية فهى شقيقة الموسيقار الراحل عبدالرحمن كامل ومطربة الأوبرا عايدة كامل،ولهذا بدأت حياتها مطربة وممثلة بعدما حصلت على دبلوم المعهد العالى للموسيقى، وغنت مجموعة من الأغانى الوطنية منها نشيد الوطن الأكبر عام 1960.. ومن أعمالها السينمائية فيلم "أنا وأنت" ،"سكة السلامة"، "على أد لحافك"، "أرض السلام".
ثم أصبحت نائبة فى مجلس الشعب لعدة دورات عن دائرة الخليفة بالقاهرة، بعد أن _توقفت عن الغناء، وترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة فى مجلس الشعب ، والذى جعلها تهتم بالمناصب السياسية هو المناخ السياسى الذى كانت تعيش فيه عندما تزوجت وزير الداخلية الأسبق النبوى إسماعيل،
وعرفت فايدة كامل بلقب "مطربة السلطة"، نظرا لقربها من عائلة الرئيس الراحل أنور السادات، وغنائها العديد من الأغاني له، ولكن تعتبر أهم حوادثها السياسية هى وقوفها في مجلس الشعب عام 1981للمطالبة بأن يكون الرئيس السادات رئيسا لجمهورية مصر العربية مدى الحياة، وغنت أغنيتها الشهيرة "يا سادات" وحدث التصفيق الحاد والتهليل والموافقة. وبالفعل حدث استفتاء بعدها وتم تعديل المادة 77 من الدستور، ليتمكن السادات من أن يكون رئيسا لمدد متعددة بدلا من فترتين، فيما عرف بإسم "تعديل الهوانم"، غير أن السادات توفي بعد اغتياله في 6 أكتوبر 1981، ولم يتمكن من استكمال فترته الثانية التي كانت ستنتهي في سبتمبر 1982.. واستفاد من التعديل الدستور الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي مكث في السلطة لقرابة خمس فترات متتالية قبل أن تطيح به ثورة 25 يناير. وبخلاف ذلك، فقد كانت فايدة كامل صاحبة صوت قوي ومؤثر ، خصوصا فى أيام العدوان الثلاثى على مصر، عندما أنشدت »دع سمائى فسمائى محرقة"، والعديد من الأغنيات الأخرى، غير أنها في 1971 قررت ترشيح نفسها مجلس الشعب، وكان ذلك عن دائرة قسم الخليفة، ومنذ ذلك الحين لم تترك مقعدها فى المجلس على مدى 34 عاما، وقد دخلت موسوعة »جينس« للأرقام القياسية بوصفها أقدم برلمانية بالعالم.
ساحة النقاش