بورسعيد الباسلة.. همسة عتاب

كتبت :فاتن الهواري

بورسعيد الباسلة التى نالت شهرة فى أهميتها بعد محافظة القاهرة والإسكندرية.. تضم العديد من المعالم المميزة وأهمها ميناء بورسعيد والذى يعد ثانى الموانى فى مصر... وبها مبنى قناة السويس أهم الآثار الإسلامية... والمتحف الحربى الذى يوثق ويشهد ويبصم على بسالة أبنائك ورجالك فى صد العدوان الثلاثى .

بورسعيد التى دائما تتفاعل مع الأحداث التاريخية والوطنية التى شهدتها مصر فى العصر الحديث منذ نشأتها حيث دخل الاحتلال البريطانى مصر عبر بورسعيد سنة1882 وطوال مدة الاحتلال لمصر كانت بورسعيد أحد مواطن المقاومة فى مصر وخصوصا بعد اشتعال مدن القناة بالمقاومة للوجود البريطانى بعد إلغاء معاهدة سنة 1936 ولكن الحدث الأجل فى تاريخ المدينة صمودها فى مواجهة العدوان الثلاثى الذى شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر سنة 1956 ردا على تأميم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لقناة السويس وهو ما أهلها لحمل لقب المدينة الباسلة واتخاذ يوم 23 ديسمبر من كل عام عيدا لها وهو عيد النصر ومعه خرج آخر جندى بريطانى عن المدينة سنة 1956. بورسعيد الباسلة التى وقفت فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على مصر سنة 1967 وعجز الجيش الإسرائيلى عن التوغل فيها بعد انتصار أكتوبر المجيد.. بورسعيد التى تحتضن المساجد والكنائس والتراث المعمارى الفريد الذى يجمع بين الفن الأوروبى والفن العربى..

بورسعيد التى سكنها منذ نشأتها العديد من الجنسيات الأجنبية وخصوصا من دول البحر المتوسط وهو ما أكسب المدينة طابعاً متعدد الثقافات انعكس بدوره على مبانيها وتراثها المعمارى.

بورسعيد التى احتضنت العديد من المباريات الرياضية من قبل حيث استضافت إحدى المجموعات فى بطولة كأس العالم للناشئين لكرة القدم سنة 1997 وبطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم سنة 2009 وبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم سنة 2006 كما كانت إحدى المدن المستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة اليد للرجال سنة 1999 فضلا عن استضافتها لبعض الألعاب فى إطار دورة الألعاب العربية الحادية عشرة التى استضافتها مصر سنة 2007.

بورسعيد ما حدث على أرضك وهز كياننا وأبكى مصرنا وأدمى قلوبنا لن ينسينا تاريخك ولن ينسينا وطنية أبنائك الذين استشهدوا بالآلاف على أرضك ولكنها مؤامرة خطط لها باتقان لتنفيذ الجريمة على أرضك دون رحمة أو شفقة بشباب مثل الورد راح ضحيتها، ضيعوا عليك فرحة الانتصار بدموع الأمهات على فلذات الأكباد.. مخطط من الحاقدين على مصر لتدمير الوطن وإسقاط الدولة والثمن سقوط ثمانين شهيدا لا ذنب لهم ليسحبوا وسط فرحتك بالانتصار لقب الباسلة ويطلقوا عليك الغادرة..

عتاب عليك يا مدينة البواسل، لماذا لم تحم ضيوفك من هؤلاء البلطجية والمأجورين فمهما كان المخطط ومهما كانت المؤامرة فبورسعيد وأبناؤها الرجال الذين صمدوا طوال التاريخ كانت تستطيع أن تكون يقظة وتحمى ضيوفها فضيوف بورسعيد الحرة لا يحتاجون لأمن يحميهم ولكن يكفيهم أنهم ضيوف على أرضك وفى حضنك، نحن لا نشك فى وطنية أولادك ولكن من حقنا العتاب ومن حقنا أن نحاسب من وراء هذه الجريمة التى هزت مصر وخطفت شبابا بريئا كل ذنبه أنه محب لفريقه ورافض للظلم.

نحن لا نشك فى وطنية أولادك ولكن من حقنا العتاب ومن حقنا أن نحاسب كل يد تحاول العبث بأمن مصر وإشعال الفتنة بين أبنائها، فمصر تمر بمنعطف خطير لابد أن نكون جميعا فى حالة تأهب للدفاع عن الوطن ولا نترك فرصة لأى حقود للنيل من مصر، فمصر الجميلة بخير، وخير دليل على ذلك فشل الإضراب والعصيان الذى دعا إليه قلة مغرضة حقودة تريد أن تنال من مصر وتهدد أمنها «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» ولن ينال أحد منك أبدا يا وطن