التشكيلية العراقية علياء الوهاب :

العراقيات مهمشات ويعانين من الفقر

كتبت :سمر الدسوقي

انتهى الاحتلال الأمريكى للعراق مخلفا العديد من الأوضاع الصعبة للنساء واللاتى بات معظمهن يعانين من الفقر والأمية والتعرض للعنف والتعذيب ، وحتى مع وجود وزارة للمرأة مازالت الكثيرات لايرضين أدائها، وهو ما حاولنا رصده من خلال الناشطة والفنانة التشكيلية العراقية علياء الوهاب، والتي كان لها العديد من المواقف الداعمة للمرأة والمجتمع العراقى على حد سواء

فى البداية تقول عن وضع المرأة العراقية فى فترة الحرب ثم الاحتلال الأمريكى وما بعده: لا شك أن المرأة العراقية تعانى على مدى تاريخ العراق ، ففى بعض المجتمعات بالجنوب والوسط وضعها مهمش، وفى بغداد تراجع أيضاً بعد سطوة العامل الدينى، وقد بدأ هذا مع حالة الحصار التى فرضت على العراق وأطلقت فيها دعوات تحد من خروج المرأة وتجعل الخروج واللباس يخضع لمعايير معينة ، هذا بجانب سوء الأوضاع الاقتصادية والتي أثرت على رواتب العاملات بل ودفعت النساء العاديات لصناعة الخبز فى المنزل، ومع هذا كله ارتفعت معدلات الطلاق ، وتعدد الزوجات ، وبعد أن كانت الأمية معدومة قبل حرب الخليج الأولى ، أدى الحصار إلى رفع تسرب الفتيات من التعليم ، ثم بعد الحرب زادت الأوضاع سوءاً وأصبح من الصعب أن تسير النساء بمفردهن فى الشارع وزادت حالات الاغتصاب والطلاق وفقدن الكثيرات أزواجهن رغم وجود منظمات معنية بالنساء تسعى لتحسين أوضاعهن .

وتضيف : وفى المرحلة الحالية وبعد نهاية الاحتلال والغزو أصبح لدينا 2 مليون أرملة عام 2009م، كما ازدادت حالات خطف النساء وإجبارهن على الزواج واستغلالهن فى الدعارة ، وهناك نساء أحرقن أنفسهن عن عمد بسبب التعنيف الأسرى .

  وكيف كانت مشاركتكن كنساء فى مساعدة بعضكن البعض فى كل هذه المراحل ؟

- لقد حاولنا التأثير على الرأى العام منذ الضربة الأولى على العراق عام 1996م ، حيث أقمنا العديد من المؤتمرات الصحفية لإيضاح مدى رفضنا للحرب ، كما أرسلنا الحصص التموينية إلى العائلات الفقيرة قبل الحرب وأثناء الحصار لمساعدتهم، وقمنا بجمع التبرعات لإعانة المهجرين العراقيين ، وبعد الحرب حاولنا إنعاش ذاكرة العامة عن تراث العراق فأقمنا معرضاً كبيراً شارك به الكثير من الفنانين والكتاب والأدباء والشعراء وضم كل مايمس التراث العراقى .

  والآن ماذا تحتاج المرأة العراقية ؟

- هى حتى الآن لم تأخذ أىاً من حقوقها خاصة بعد التشدد الإسلامى الذى اتبعته الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال ، وتطبيق قوانين الأحوال الشرعية التى أتت بكشل متشدد، فواقع المرأة مزر بعد الحرب وبعد نهاية الاحتلال الأمريكى، ويحتاج لجهد كبير ، ومن أمنياتى أن أصمم لوحة كبيرة ومميزة تصل لمكان مميز وأساهم فى نهضة المرأة العراقية وتمثيلها بشكل مشرف

تهميش سياسي للكويتية والليبية والمغربية

يبدو أن الوضع لايقتصر على مصر فقط ، فالتهميش السياسى للنساء قد طال الكويتيات، حيث لم تفز أى امرأة فى انتخابات مجلس الأمة التى أجريت مؤخراً بعد أن كان هناك تواجد ملموس لهن منذ فتح أبواب الترشيح ومنحهن هذا الحق فى عام 2006م ، ثم عام 2008م ، وعام 2009م والذى فازت فيه أربع سيدات، ومع هذا فقد اختفى تمثيلهن تماما فيما بعد ، أما بالنسبة للمرأة الليبية فقد ألغيت الحصة «الكوتة» التى كانت مقررة لها بالبرلمان ، ولم يختلف الوضع كثيرآً فى المغرب، حيث جاء تمثيل وتواجد المرأة فى البرلمان والحكومة ضعيفاً على حد سواء ، وعن هذا تقول الناشطة الحقوقية «أشجان البخارى» : لايوجد دعم حقيقى من قبل الأحزاب للنساء حتى على المستوى العربى ، كما أن سطوة التيار الإسلامى فى بعض الدول فى الآونة الأخيرة له دور فى هذه الردة ، وبالتالى فالآن لابد وأن تكون هناك دورات تدريبية للمرشحات والناخبات فى كافة الانتخابات ، ودعم من الأحزاب والجمعيات المعنية بالمرأة ، مع مساندة من النساء لبنات جنسها