عيون الكلام

كتب :عمرو سهل

عام مر على ذكرى تنحى مبارك ليبدأ صراع جديد على السلطة بعد أن كان صراعاً مع السلطة .. وخلال هذا العام رصدت تحولاً مغلقاً فى طبيعة الإنسان المصرى.

فالمجتمع بدأ نسيجه يهترئ وبدأت فئاته ومفاصله تهاجم بل وتدخل فى مواجهات مع بعضها البعض، وجثم على أولى درجات سلم السلطة تيار الإخوان المسلمين الذى يحاول إعادة ترتيب مصر وزرع رجاله فى أركان حكمها.

رأيت مصريين ينفصلون عن جيشهم ويهاجمون قياداته الذىن أخطأوا فى إدارة البلاد، لكنهم فى نهاية الأمر مصريون،ورأيت مصريين يهاجمون الثوار، ويشككون فى نواياهم ورأيت أيضاً من يهاجم الداخلية ويعتبرها هدفاً لابد من إسقاطه لا إصلاحه.

لذلك أرى أننا محتاجون اليوم قبل أى وقت مضى إلى المصالحة الوطنية الشاملة شريطة ألا تضيع الحقوق ويتأخر الإصلاح لابد لنا من أن ننحى- كما نحينا مبارك- المصالح والحزبية والانتقام وتصفية الحسابات، فهناك من يريد لهذا الوطن ألايبقى موحداً صامداً أمام أعدائه.

لقد خرجنا من الجهاد الأصغر ضد مبارك ونظامه لنواجه الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس لنستعيد التسامح والوفاق والإيثار وقبول الآخر .. دقت ساعة العمل .. دقت ساعة الانتصار.