مصر فى المرجيحة
كتبت :ماجدة محمود
يعكف المحللون والباحثون السياسيون الآن ، على دراسة الحالة المصرية الحالية وهم فى حيرة من أمرهم لما ستؤول إليه البلاد ، فهناك من يرى أن التيار الدينى قد زحف وبشدة إلى الشارع المصرى خاصة بعد ماحقق أغلبية برلمانية ونال الاستحقاق النيابى بسلطته التشريعية ، ومستقبلا سوف تتحقق له إدارة شئون البلاد عندما يتم إقرار مبدأ الرئاسة البرلمانية ، وهو ضمن بنود المشروع الإخوانى فى الدستور القادم ، حيث يطالبون بحكم رئاسى برلمانى . إذن هو خطا أولى خطواته وبثبات تجاه حكم البلاد، وإن أراد الرئاسة فمن السهل أن ينالها . إلا أنه - أى التيار الإسلامى - يفضل رئيساً توافقيا فى البداية لحين استقرار الأوضاع التى هى بالفعل فوق سطح صفيح ساخن ، فقط يريد أن يتفرغ وينظم الشأن الداخلى ، ثم بعد أن تهدأ الأوضاع يفكر فى حكم البلاد .
وهناك رأي آخر يرى أن التيار الإسلامى بنجاحه البرلمانى الساحق فى الشعب والشورى واستعداده لتشكيل الحكومة القادمة سوف يصطدم بجبل العلاقات الخارجية ، حيث أنه محكوم بمعاهدات واتفاقيات دولية صعب كسرها فى ظل ظروف اقتصادية ضعيفة ، وحالة سياسية معقدة، وبالتالى إذا ظل على تشدده الحالى فلن ينجح فى إدارة شئون البلاد، وسيخرج عليه الشعب الذى أعطاه ثقته ليطالبه بالرحيل ، وقتها ستنضم إليه الائتلافات الشبابية التى خرجت من المولد بلا حمص، رغم أنها هى صاحبة المولد، إلا أن جدالها واختلافها وضعها فى هذه الحالة ، ففى البداية كانت حائرة بين الانتخابات أولا أم الدستور . ثم أجريت الانتخابات . ورغم عدم قناعتهم امتثلوا للصندوق ورغبة الشعب . والآن يتناقشون حول الرئيس أولا أم الدستور؟!، وحتى بعد الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية مازال الخلاف قائماً والفتاوى القانونية حائرة بين من قبل من ؟! وإذا سألت رجل الشارع . زادك حيرة لأنه تائه وسط كل هذه الأفكار والرؤى لمختلف التيارات ليبرالية كانت أو إسلامية ..
وإذا سألتنى،أقول إن التيارات بكل أطيافها، ورجل الشارع، وأنا وأنت لا نعرف بالضبط مصير مصر، وماذا سيحدث اليوم وليس غدا، لأنه فى كل ثانية هناك جديد . سواء كان تصريحات، أم قرارات وزارية أم مرسوماً أم دعاوى قضائية لبطلان هذا أو ذاك . المشهد بجد ضبابى . ومصر الآن كما «التليفريك رايح جاى» ، حالها يذكرنى بالأغنية الشعبية «الدنيا زى المرجيحة» ، مصر فى «المرجيحة»، تتأرجح بين قوى سياسية متصارعة وستظل هكذا حتى بعد انتخاب الرئيس، واقتصاد ينهار يوما بعد يوم، وأصحاب الملايين والمليارات لم يمد أحد يده فى جيبه لينقذ مصر التى أعطته، وأعزته وأغنته، ومطالبات فئوية لاتهدأ ولا تنتظر، ولهذا لا نعرف ولا يعرف أى من كان صفته أو فكره أو انتماؤه إلى أين تسير مصر ؟ لكننا لدينا قناعة ويقين بأنها محفوظة بالقرآن .
ساحة النقاش