وسط ضعف الرقابة وغياب الضمير

 مخاوف من مشوثة بالحمى القلاعية

كتبت :سمر الدسوقي

 بعد نفوق آلاف الماشية نتيجة لإصابتها بفيروس الحمي القلاعية، لم يسأل أحد أين تذهب هذه المواشي النافقة؟ وما الآلية التي تمنع عدم لجوء أصحاب الضمائر الخربة من تصنيع لحوم هذه الحيوانات؟ حيث أن خروجها للتصنيع وصعوبة اكتشاف المنتجات المصنعة منها يؤثر علي صحة الملايين، الذين قد لا يكتشفون هم ولا الأطباء المعالجين ذلك إلا بعد مرور سنوات.

 وهنا يأتي دور الدولة فى وقف تسرب هذه الحيوانات النافقة ووصولها إلى أصحاب الضمائر الخربة.. فى هذا التحقيق نجيب على أكثر من تساؤل علها تجد من أهل الاختصاص إستجابة

على الرغم مما أعلنته وزارة الصحة من عدم وجود أية حالة اشتباه بشرية مصابة بالحمى القلاعية فى مصر، وأن هذا المرض لا يمثل أى مشكلة على الصحة العامة، ولا خوف على الإنسان من تناول اللحوم التي قد تكون مصابة به شريطة أن يتم طهيها جيداً، هذا بجانب ما أعلن عن تواصل انحسار المرض بعد تحصين رءوس الماشية باللقاح المضاد فى العديد من المحافظات بل وقرب انتهاء الأزمة مع بدء موسم الصيف فى مايو المقبل.

 إلا أن شائعة تم ترويجها عن نفوق أكثر من 19 ألف رأس ماشية فى الفترة الماضية نتيجة لهذا المرض، وبدء البعض بشراء لحوم المواشى الميتة وفرمها وبيعها لمحال،الكبابجى والحواوشى ومصانع تصنيع اللانشون والبسطرمة والبلوبيف والسجق، بعد تخزينها لتضليل مباحث التموين، بما يصعب معه اكتشافها لأنها تستخدم فى أرغفة الحواوشى والكفتة بعد إضافة التوابل والبرغل والدهون، وهو ما جعلنا نتساءل كيف يمكننا اكتشاف هذه المأكولات، بل وهل لها أضرار على الصحة العامة، وكيف يمكن الوقاية من أضرارها؟

 فى البداية تقول د. شفيقة ناصر- أستاذة الصحة العامة والتغذية بجامعة القاهرة- بداية لابد وأن نشير إلى أن مرض الحمى القلاعية بشكل عام لا ينتقل بصورة كبيرة إلا بين الحيوانات بعضها البعض، ولبعض الأفراد الذين يعملون فى الوسط المحيط بحيوانات مصابة إذا لم يكن هناك احتياطات من قبلهم بالحفاظ على نظافتهم العامة عند التعامل معها، وأن نسبة انتقاله للإنسان فى حالة تناول اللحوم المصابة تكاد تكون معدومة عند طهو هذه اللحوم بشكل جيد، ولكن المشكلة هنا أن هذه اللحوم النافقة والتى تأخذ شكل اللحوم المصنعة بعد إضافة التوابل والبرغل والدهون وكذلك مكسبات الطعم والرائحة إليها تعد من مخلفات اللحوم التي من الممكن أن تصيب الإنسان بأنواع خطيرة من الأمراض خاصة مرض سرطان البنكرياس والذى لا تظهر أعراضه فى مراحل عمرية متأخرة، فإعداد هذه اللحوم بالمنزل وطهوها بشكل جيد يحد من مخاطر إصابة الإنسان بأى مرض عن طريقها، خاصة بعد تنظيفها وإن كان هذا أمراً غير محبب ولا يفضل اللجوء إليه.

 صعوبة الاكتشاف

 ويضيف د. محمد عبدالقادر فهمي أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبدى- تكمن المشكلة فى مثل هذه اللحوم النافقة والتى يتم استخدامها بهذه الصورة، في صعوبة اكتشافها أو معرفتها من اللحوم العادية والمصنعة بعد إضافة مكسبات الطعم والرائحة، وكذلك التوابل وغيرها من الاضافات التى تضاعف من أخطارها، حيث تؤدى إلى ارتفاع نسبة تشبعها بالدهون الغنية بالكوليسترول، والأملاح المتعددة التى تضاف إليها كمضادة للميكروبات، هذا بجانب مواد أحادى جلوتيوميت الصوديوم وأملاح الفوسفات أو النتريت، وكل هذه المواد لإضافة لون وردى للحم بعد طهوه واعطاءه طابع المادة العادية الصالحة للتناول، مما يكون له أعراض سلبية على صحة من يتناولها كأن يصاب باضطرابات المعدة والسموم الفطرية والتى تؤدى إلى الإصابة بسرطان القولون أو التهاب القولون والقولون العصبي، وبالتالى فتأثير هذه اللحوم المستخرجة من الحيوانات النافقة إذا كان بسيطاً فى الأوضاع العادية وحين يتم طهو هذه اللحوم فى المنزل وبشكل جيد، يتضاعف بعد إضافة التوابل والبرغل والدهون والمواد الحافظة ومكسبات الطعم والرائحة إليها والأملاح، حيث يضاعف من آثارها السلبية على الصحة وفى نفس الوقت يصعب اكتشافه عند التناول.

 تأثيرات دماغية ومخية

 ويضيف د. ماهر عطية -أستاذ الصحة العامة بجامعة عين شمس - لاشك أن استخدام هذه اللحوم المستخرجة من هذه الحيوانات النافقة يضاعف من نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس كما أن لها تأثير آخر على تدمير بعض خلايا الأوعية الدموية المخية مع الوقت، ولأنه يصعب اكتشافها، فيمكن مواجهة تأثيرها أو الحد منه بقدر الإمكان من خلال تناول الخضروات والفاكهة بصورة كبيرة فى المنزل، وممارسة الرياضة وشرب العصائر الطازجة، فكل هذه المواد الطبيعية تحد من الآثار الصحية السلبية التى قد تنجم عن تناول هذه اللحوم المصابة، وإن كان هذا لا يمنع حدوث بعض الإصابات من جرّاء تناولها.

 دور المستهلك

 بسؤال سعاد الديب نائبة رئيس الاتحاد العربى لحماية المستهلك ورئيسة الجمعية المصرية لحماية المستهلك- إمكانية حماية المستهلك العادى من خطر تناول هذه الأطعمة الملوثة بلحوم قد تكون مصابة بالحمى القلاعية، تقول: لاشك أن هناك متابعة مستمرة من قبل وزارة الصحة وكذلك مباحث التموين بل وتتبع دائم لهذه القضية منذ اندلاعها، حيث يتم حصر الحيوانات المصابة، وتحصين رءوس الماشية باللقاح المضاد فى العديد من المحافظات أولاً بأول، ولكن هناك دور على المستهلك فى هذا الشأن فعليه أن يسرع بإبلاغ الجهات المسئولة بوزارة الصحة وهيئات حماية المستهلك ووزارة التموين والتجارة الداخلية عند الاشتباه فى وجود أى من الجهات التى تقوم بهذا الأمر وذلك للبحث والمعاينة والمتابعة، وأيضاً عند حدوث أى حالة من حالات الإصابة، ولابد ألا يقتصر هذا على اللحوم النافقة والمصابة بالحمى القلاعية، بل يمتد إلى اللحوم المصنعة بشكل عام والتى كثيراً ما تضاف إليها مواد لكى تتجاوز مدة صلاحيتها المدة المسموح بها وبالتالى تتضاعف أخطارها على الصحة، ومن هنا فالمسئولية لا تقع على الجهات المعنية فقط ولكن على المستهلك أيضاً.

 وأخيراً تشير ليلى البيلي-عضوة مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة إلى أن الغرفة تتعاون وبشكل دائم مع الجهات المعنية فى مثل هذه القضايا وغيرها من القضايا النظيرة والتى تتعلق بمراقبة الأسواق وتوعية تجار الجملة والتجزئة، بإعداد اللقاءات والدورات التوعوية لهم فى هذا الشأن، حيث إن بعض صغار التجار قد يكونون ضحية لكبار التجار المسيطرين على السوق والذين يستغلون حاجتهم ويقومون بترويج سلع غير رائجة أو ممنوعة أو مضرة أو تخضع لرقابة ومتابعة مباحث التموين إليهم، مما يعرضهم للمساءلة القانونية.

 إننا نستقبل شكاوى المستهلك العادى في هذا الشأن ونرفعها للجهات المسئولة، ونقوم بتوعية التجار الذين قد يقدمون على ارتكاب مثل هذه المخالفات القانونية، بالآثار السلبية المترتبة على أفعالهم، وفى النهاية فلابد للمستهلك وأن يكون عنصرا فاعلاً فى هذا الأمر ويتعاون مع الجهات المختصة لمحاسبة ومواجهة المخالفين

المصدر: مجلة حواء -سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 660 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,680,100

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز