نتائج المرحلة الانتقالية تؤكد:

 وكأنك ياشعب ما ثُرتْ !

كتبت : منار السيد- سماح موسي


 حالة ارتباك شديدة تجتاح المصريين قبل أيام ليست بالبعيدة عن يوم الاقتراع لاختيار رئيس مصر الجديد بعد الثورة، الارتباك نتيجة وانعكاس طبيعي لمرحلة انتقالية اكتنفها الغموض والتفاهمات السياسية الغامضة بين الفصائل المختلفة التي يبدو أن مساحات الاتفاق بينها منعدمة، وباتت متناحرة لتضيع أمام كل ذلك أهداف ثورة شعبية، بات إيمان المصريين بقدرتها علي تغيير حياتهم للأفضل محل شك، ليدخل المصريون في مرحلة إختيار المضطر الذي قد يسىء الاختيار نتيجة لضبابية المشهد وغموضه، وزاد من تلك الحالة غياب تيار وطني قوي، مؤمن بالثورة وبحق مصر وشعبها فى مستقبل أفضل ويسعي إلي ذلك.

 فما رؤية المصريين للمرحلة المقبلة وهي المرحلة الحاسمة ومشهد الختام الذي يجب أن يلتفت إليه الجميع؟-! الإجابة في السطور التالية

 يرى الكاتب الصحفى خالد عيسى الأزمة الحالية أزمة سياسية فى أكثر من اتجاه مضيفاً بأن الأزمة بين مختلف القوى السياسية فى مصر أزمة ثقة بين المواطن المصرى والإخوان وفقدان الثقة فى أى تعامل مع المجلس العسكرى وأصبح الموقف السياسى فى مصر متخبطاً، بالإضافة إلى أن مايوجد على الساحة من أحزاب ماهى إلا أحزاب كرتونية لا تمتلك قدرة فاعلة.

 ويضيف خالد: إن جماعة الإخوان المسلمين فقدت الثقة لدى الشعب المصرى بسبب عدم وفائهم بوعودهم كوعدهم بعدم طرح مرشح رئاسى، مما أضعف مصداقيتهم السياسية لدى الشعب المصرى الذى منحهم الأكثرية فى البرلمان.

 ثورة أخرى

 ويؤكد الشاعر أحمد سويلم أن المرحلة القادمة مريبة وغامضة ومبهمة تماماً وخطيرة، مضيفاً: اعتقد أن الإخوان المسلمين استطاعوا أن يستحوذوا على السلطة وهذا الاستحواذ سوف يضع مصر فى مأزق ويعرضها لحدوث أمور شديدة الخطورة فى حين استبعاد بعض القوى السياسية والمثقفين والعلماء، يدفعنى إلى التنبؤ بثورة شبابية أخرى للاحتجاج على هذه الأوضاع.

 وأرى مما يجرى فى مصر من تبادل اتهامات وخلافه، ينذر بعواقب وخيمة وصراعات ستطال كل الأطراف مما قد يؤثر سلبا على مسار البلاد فى رحلة التحول الديمقراطى المنشود.

 مرحلة كشف الحقائق

 ويرى الأب بطرس دانيال - مدير المركز الكاثوليكى للسينما - المرحلة التى نعيشها هى مرحلة كشف الحقيقة لكافة التيارات السياسية والمرشحين للرئاسة يقول: رغم ذلك كله إلا أننى متفائل بمرور تلك المرحلة الصعبة وسوف تقوم مصر وتتعافى من مرضها، وأرى أن الإخوان المسلمين بعيدون تماماً عن الفوز بقيادة مصر لأنهم فقدوا ثقة الشعب ولا أشك فى قيام المجلس العسكرى بتسليم السلطة.

 أما عما يحدث على ساحة الترشح السياسى يؤكد الأب بطرس: إن المنافسة الموجودة على رئاسة مصر وضع طبيعى ولأى شخص الحق فى الترشح بضوابط وشروط وقواعد وأتمنى أن يكون الرئيس القادم مؤمناً بالديمقراطية وحازماً وذا خبرة سياسية وألا يكون من رجال الأعمال حتى لا تغريه المصالح.

 التاريخ يعيد نفسه


 ويعيدنا د. حسين على - أستاذ الفلسفة والمنطق والعلوم بكلية الآداب جامعة عين شمس - إلى وجود تفاهمات وليس اتفاقات معلنة بين المجلس العسكرى والإخوان المسلمين، ويقول د. حسين: هذا مالمسناه من خلال الموافقة على التعديلات الدستورية واختيار اللجنة التأسيسية الواضعة للدستور، ولم يستفد الإخوان المسلمين من دروس الماضى فتحالفهم مع الملك ضد الوفد أدى إلى تخلى الملك عنهم، وتحالفهم مع جمال عبد الناصر ضد الديمقراطية أدى إلى تنكيله بهم، أما عن تحالفهم مع السادات فقاموا هم بالانقلاب عليه.

 وعن رأيه فيما يحدث على الساحة السياسية وخاصة الترشيح للرئاسة يقول: هذه مهانة لمصر ولهذا المنصب، فكل من لم يملك عملاً يقدم نفسه كى يترشح لهذا المنصب الرفيع.

 سرقة الثورة


 وتشير د.عزه عزت -استاذة الإعلام- أنه إذا كان على الشعب المصرى فى المرحلة القادمة أن يختار بين العسكر والإخوان سواء اتفق الفصيلان وتقاسما السلطة .. أو اختلفا وكان على الشعب أن يستجير بأحدهما ضد عسف الآخر بحيث يبدو فى حقيقة الأمر «كالمستجير من الرمضاء بالنار» أو كمن عليه الاختيار بين أمرين أحلاهما مر .. كما أنه بهذا المنطق ينطبق عليه بالفعل القول الشائع «يخرج من حفرة يقع فى دحديره» كما تقول الأمثال الشعبية .. لكننى أرى أن الحيرة هى حال الشعب المصرى فى ظل ما هو مطلوب منه فيما يتعلق بانتخابات رئاسية نزل فيها إلى ساحة المنافسة كل من هب ودب، ممن لايقدرون حجم المسئولية وجسامتها، ولاقيمة مصر العظيمة ومكانة رئيسها ودوره محلياً وإقليمياً ودولياً .. الأمر الذى خلق «ديلمة» وحيرة بالغة أمام الشعب المصرى.. الأمر الذى خلق بلبلة وانعدام ثقة، وعدم مصداقية لوجوه رئاسية محتملة كان يفترض أنها ترتكز على قيمتى «التدين» و«الصدق».

 مضيفة: يظل الإنسان المصرى مع كل ذلك غير سعيد بما يحدث، ولا يرى فى أوضاعه تجديداً أو تغييراً يكافئ حجم التضحيات التى بذلها دما وشهادة وإعاقات لخيرة شباب مصر، خاصة وقد تواكب ذلك مع حالة من الإحباط الذى استشعرته قطاعات كثيرة بسبب شعورهم بسرقة الثورة، وجني مكاسبها من قطاع لم يكن فاعلاً فيها أصلاً، ينافسه من هم من بقايا النظام السابق ومؤيديه، من رجال الأعمال والعسكريين والوزراء السابقين من نظام بائد ثار عليه.

 أما عن رؤيتها للمرشح المناسب للمرحلة القادمة فتقول: من سيحاول أن يحقق أهداف الثورة التى سرقت ويعيدها إلى الشعب .. أو أن يتوسم فيه الناخب ذلك على أقل تقدير، فمن سيرتب أولوياته مع ترتيب احتياجات المواطنين .. كل المواطنين، أى التى أجمعوا عليها فى ثورتهم، وهتفوا بها وهى معروفة .. وهو من سيلقى قبولاً لدى الناس، بوصفه من سيحقق أملهم فى رئيس عادل لايفرق بين طوائف الشعب، أو ينتصر لفئة على أخرى، أو يفسد وينهب المال العام .. أو يعيد إنتاج النظام البائد بشكل أو بآخر.

 نوع من التهريج

 أما -عصام السيد- رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية - فيقول: يحاول الإخوان المسلمون بكل الطرق أن يجمعوا كل أركان الحكم لهم، فقد استحوذوا على مجلسى الشعب والشورى والنقابات، ويحاولون فى رئاسة الجمهورية فمن المحتمل أن يكونوا «دولة الإخوان المشتركة»؛ وأرى أيضاً أن ما يجرى على الساحة السياسية «نوع من التهريج» ولا يليق بمصر أبداً، فلابد هنا من وضع أسس لاختيار رئيس دولة مثل مصر بعراقتها وقوتها.

 منظور المصالح

 وتتفق كريمة الحفناوى - أمينة عام الحزب الاشتراكى المصرى- مع القول بوجود وفاق بين المجلس العسكرى والإخوان المسلمين تقول:

 حدث هذا منذ اندلاع الثورة وعندما حاول الإخوان المسلمين التفاوض مع عمر سليمان وفشل هذا التفاوض ودائماً ما يعودنا الإخوان على النظر إلى مصلحتهم العليا منذ بداية الثورة حتى أنهم لم يشاركوا فى الثورة إلا بعد تأكدهم من نجاحها، واستمر ذلك خلال المرحلة الانتقالية فعملوا على التخلى عن الثورة التى لم تكتمل أهدافها بعد! فى سبيل تحقيق أهدافهم.

 وأرى أن هذا الخلاف والتقاسم على السلطة لن يطول وسرعان ما سيحدث اتحاد بين القوتين «العسكرى والإخوان» وسيتوصلان إلى اتفاق من جديد وسيتم الإتفاق على تشكيل الحكومة وسيكون هناك رئيس توافقى.

 ورقة ضغط

 ويرى محمد الصاوى - عضو مجلس الشعب و أمين لجنة الثقافة - أنه من البداية أراد الإخوان الإستحواذ على السلطة بداية من انتخابات مجلس الشعب والنقابات وصولاً للجمعية التأسيسية للدستور مروراً بمفاجأة الإعلان عن مرشح للرئاسة.

 واعتقد أن هذا السلوك ما هو إلا ورقة ضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد الخلاف الذى حدث بين الطرفين.

 ويؤكد الصاوى أنه مازال أفراد من النظام السابق طامعين فى الحكم والعودة مرة أخرى لحكم البلاد، وسط هذا الزخم السياسى هناك محاولات لتجاهل المادة 28 من الاعلان الدستورى التى تنص على عدم الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات وهذا مخالف للدستور والقوانين.

 وأخيراً استطيع أن أقول إن الأصلح هو من سيخرج البلاد من هذه المرحلة العصيبة دون الالتفات لمصالحه الشخصية وهو من لم يظهر بعد

المصدر: مجلة حواء -منار السيد -سماح موسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1182 مشاهدة
نشرت فى 11 إبريل 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,690,177

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز