المؤذن الصغير

كتبت : ماجدة محمود

أتألم كثيراً كلما سمعت صوت الأذان يعلو فوق المئذنة و يتردد من حنجرة أطفال صغار لا يتعدى عمر الواحد منهم الثانية عشرة ، أتعجب من هذا الكم الكبير من الإهمال الذي تشهده المساجد المنتشرة أسفل العمارات الكبيرة والأبراج الشاهقة ، وأيضا الزوايا الموجودة هنا وهناك، والتي لا رقيب عليها ولا حسيب ، وأتساءل أين وزارة الأوقاف وأجهزتها الرقابية من هذه الأماكن الهامة والخطيرة ؟ ثم لماذا لا يطبق مبدأ الأذان الموحد الذى يعمل به فى بعض مساجدنا المنتشرة فى الأماكن الراقية كالزمالك مثلا والأولي أن يطبق فى هذه الأماكن التي لا رقيب عليها، لقد نادينا كثيراً لإنقاذها من كل الممارسات الخاطئة التى ترتكب داخلها وللأسف تتم تحت عباءة الدين وهو منها براء فليس فقط أداء الأذان بصوت أطفال صغار، يتلعثمون ويخطئون ونسمع منهم ما يؤذى مشاعرنا ويسئ إلى ديننا هو الانتهاك الوحيد ، إنما هناك أشياء أخرى كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر الخطاب الديني المتشدد، والترهيب بدلاً من الترغيب فى ديننا الذي يتسم بالسماحة وتقبل الآخر وكل المعاني الجليلة والعظيمة، ويكفى أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم اختار "بلال" مؤذنا وقال : "اخترت أندانا صوتاً " أي أعذبنا صوتاً ، هذا هو فكر رسولنا ، وهذه رسالته التي يجب أن تحتذي"ولكم في رسول الله أسوة حسنة " أيضاً كان النبي عليه الصلاة والسلام يفصل بين ما هو ديني ومدني ، فعندما سئل النبى عن تأبير النخل؟ قال: «أنتم أعلم بشئون دنياكم»، إذن فهناك شأن دينى وهناك شأن مدنى.

المسجد للعبادة فقط ، فلماذا يحدث الآن ما يحدث ولمصلحة من ؟ ولهذا أتصور أن يراجع المسئولون عن هذه الأماكن حساباتهم ويضعوها نصب أعينهم لأنها تمثل خطورة كبيرة على فكر وعقل العامة من الشعب الذي يعتبر المسجد والزاوية بيته الثاني وأمامه قدوته الحسنة فينهل منه الأفكار والمعتقدات المرسلة دون تفكير أو عن قناعة بل بالأمر المباشر ، أمر الترهيب لا الترغيب، الخوف من النار والرغبة في الفوز بالجنة ، وهذه الأمور مرفوضة تماماً لكنها تحدث وبكثرة دون توقف او محاسبة داخل مساجدنا ، ولهذا أعود وأكرر على أهمية أداء وزارة الأوقاف لدورها الهام والخطير وهى رسالة وأمانة سوف يسأل عنها المسئولون يوم المشهد العظيم، فحذارى من التقاعس تحت أى مسمى أو اعتبار لأي من كان، احموا مساجدنا وزوايانا من هذه الانتهاكات الظالمة والمسيئة لديننا الحنيف

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 590 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,785,755

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز