حكاية اسمها البكالوريا
كتبت :ايمان العمري
عرفت مصر أسماء كثيرة تم إطلاقها على شهادة إتمام التعليم الثانوى المعروفة الآن بالثانوية العامة، ولعل أشهرها كان اسم «البكالوريا»..
وهو الاسم الذى مازال يطلق على هذه الشهادة فى العديد من الدول العربية ومنها سوريا والعراق.
والبكالوريا كلفظ مشتق من اللغة اللاتينية المتأخرة، وكانت تطلق على شهادة المبتدئ فى الفروسية وقد تطور الأمر، وأصبحت تطلق على شهادة المرحلة الثانوية، وكان هذا الاسم معروفاً فى مصر فى فترة بداية التعليم الثانوى، واستمر فترة طويلة فى القرن الماضى ..
وكانت لشهادة البكالوريا مكانتها ومن يحصل على تلك الشهادة، فهو قد حصل على قدر كبير من التعليم ، ويمكن أن يعمل بها موظفاً محترماً فى الحكومة بمرتب شهرى كبير وفقاً لمعايير العصر الماضى..
القصر والقنديل
وكان لأهمية البكالوريا فى حياة المجتمع المصرى انعكاسه على الأدب فقد اهتم كثير من الكُتاب بتصوير مكانة هذه الشهادة فى حياة الأسرة المصرية، فنجد نجيب محفوظ فى رواية قصر الشوق يصور انتظار أسرة السيد أحمد عبد الجواد لنتيجة ابنهم الأصغر «كمال» فى شهادة البكالوريا ومتابعة أخبار النتيجة، وأخيراً احتفال الأسرة بحصول ابنهم على هذه الشهادة..
أما الكاتب الكبير يحيى حقى ففى روايته قنديل أم هاشم يعرض جانباً آخر للاحتفال بالشهادة الكبيرة التى حصل عليها بطل القصة إسماعيل، ويتمثل فى سعى أسرته لإلحاقه بكلية الطب، ومشكلة المجموع الذى لم يؤهله لتحقيق هذا الحلم فيقرر الوالد سفر ابنه لدراسة الطب فى الخارج ..
وهكذا ما بين القلق، والفرحة والسعى للالتحاق بإحدى كليات القمة قدم لنا كبار الكتاب صورا عن البكالوريا مازالت تتكرر داخل الأسرة المصرية، وإن كان تغير اسم الشهادة للثانوية العامة لكن ظل لنتيجتها نفس التأثير فى المجتمع المصرى.
ساحة النقاش