المقارنات

الظالمة! «2»

كتبت : سكينة السادات

بين دموع قارئى الشاب أحمد (30 سنة) أقسم لى أنه لم يحضر إلى لكى يشتكى والده الذى كافح كثيرا حتى تكون له شركة كبيرة وكل مؤهلاته شهادة ثانوية عامة فقط حصل عليها بشق الأنفس وبشقاء والده المزارع البسيط، وكان والده توسط لدى أحد بلدياته من رجال الأعمال الذى وظف ابنه بشركته ثم كبر الصغير واستقل بنفسه وكون شركة صغيرة كبرت مع الزمن وكان قد صان الأمانة مع رجل الأعمال ولم ينافسه أبدا أو يسحب منه عميلا بل ساعده الرجل الطيب نظرا لأمانته وصدقه، وحكى أحمد أن والده تزوج من ابنة عمه وأنجب خمسة أولاد هم اخوته الكبار غير الأشقاء وحكى نقلا عن أمه أنها تخرجت فى الجامعة ورشحها خالها صديق والده لكى تعمل فى الشركة وتقول والدته حسب روايته كما سمعها منها أنها أحبت والده حبا جما وكان أول رجل فى حياتها وأن الرجل تزوجها على سنة الله ورسوله دون علم زوجته الأولى ولكن بعلم أسرتها وخالها صديقه حتى أنجبت ثلاثة أبناء ثم اكتشفت الزوجة الأولى الأمر وأجبرته هى وأسرته على أن يطلق الزوجة الجديدة فطلقها مضطرا وتقول أم أحمد: أن الرجل - حتى اليوم- ينفق على بيتها وأولادها حتى تخرجوا فى الجامعة ورفضت البنت الوحيدة العمل بينما ألحق ابنيه من زوجته الثانية بالعمل فى شركته ويقول أحمد: أنه سمع كلاما كثيرا حول زواج والده ووالدته لكن ذلك ليس بيت القصيد!

 

ويستطرد قارئى أحمد .. طبعا تهامس اخوتى الكبار أن أمى ضحكت على أبى وسرقته من زوجته وأولاده أما أبى فلم يقل إلا أنها القسمة والنصيب وأنه لم يفعل شيئا سوى الحلال، لكن بيت القصيد يا سيدتى هو حالى أنا وأخى وأختى وحال اخوتى الكبار الذى يعيش أبى معهم ومع أمهم فى قصر كبير بناه أبى خصيصا فى مدينة أكتوبر وصممه على أن يعيش فيه هو وأولاده من زوجته الأولى، ولم يفكر فينا نحن أولاده أيضا من زوجته الثانية التى لم ترتكب إثما واضطروه لتطليقها عنوة !! وربما يجب أن أقول لك أننى أعمل أكثر من عشر ساعات فى شركة أبى وأننى أنا الذى أمسك بزمام الأمور وأصّرف معظم العمل بين إخوتى الكبار ويتولون هم أمور الإشراف وبعضهم يأتى إلى العمل فى الثانية عشرة ظهرا بينما أنا الذى افتح الشركة فى الساعة السابعة والنصف صباحا وأبدأ العمل حتى السابعة مساء وربما أسهر لو كانت هناك ميزانية أو صفقات جديدة !

 

واستطرد قارئى أحمد .. ومع ذلك أتقاضى أقل أجر فيهم ولا أشكو لأن أبى لم يقصر معى ولا مع والدتى واخوتى الأشقاء فى أى شىء بل إننى عندما أحببت فتاة محترمة بكلية الطب بالجامعة وطلبتها للزواج قام أبى بخطبتها ودفع المهر وكل المستلزمات، وعندما أشرت إلى أن اخوتى الكبار متزوجون ويعيشون معه فى قصره قام فورا ببناء حجرتين ومنافعهما فى حديقة منزله وقال إنها (فيلا) جميلة وأنه أتم فرشهما بمعرفته لإقامتى أنا وزوجتى حتى لا أظلمه وأقارن بينى وبين إخوتى !

لكن المقارنة موجودة يا سيدتى، اخوتى يعيشون داخل القصر يأكلون ويشربون مع الأسرة وقد حاولت أن أشاركهم المعيشة والطعام لكن زوجتى وجدت الأمر شاقا عليها خاصة بعد أن أنجبنا أول طفل لنا وعمره الآن عام ونصف العام .

ويستطرد.. إخوتى الكبار .. لا يمشون مشوارا حتى يصلوا إلى مجلس أبى فى الحديقة يوم الجمعة وأنا أسير فى الممر الطويل حتى أصل إليه، اخوتى يطلبون من الطاهى ما يريدونه من طعام هم وزوجاتهم وأولادهم، وأنا استحى من ذلك حتى عندما يسألنى أبى.

- لماذا لا تطلب من الأسطى فتحى ما تريد من طعام فيعده لك وتريح زوجتك من الطهى؟ استحى وأسكت علما بأن زوجتى طبيبة تعمل 12 ساعة يوميا وتضطر إلى ترك ابننا مع والدتها كل يوم لرعايته !

واستطرد .. طبعا .. وجود أم إخوتى مع أبى يعطيهم حقوقا كثيرة نفسية ومعنوية ومادية لانحصل عليها لكننى أحب أبى ولا أريد أن آراه ظالما فهل أنا مخطىء يا سيدتى ؟

 

طبعا مسألة زواج والدك من والدتك قسمة ونصيب كما قال الرجل الذى لم يؤخر عنك وعن اخوتك أى شىء لكنى أتفهم وجود أم الأولاد مع الزوج وأرى أن معك بعض الحق لكننى لا أرى أن والدك قد قصر معكم فى شىء باعتراف والدتك أما الراتب فيمكنك بحثه مع الوالد وأيضا لاتخجل من طلب ما تريد من الطاهى فهو مالك ومال والدك فما هى المشكلة إذن يا أحمد ؟

المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 708 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,817,146

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز