زوج لشهر واحدفى السنة ! «1»
كتيت :سكينة السادات
رمضان كريم وكل عام ونحن جميعا بخير وصحة وسعادة وستر من عند الله سبحانه وتعالى، وأرجوكم جميعا ألا تنسوا صلة الرحم والبر بالأهل ولا تنسوا أن الأقربين أولى بالمعروف وأن الحسنة تمحو السيئة خصوصا فى شهر رمضان الفضيل، واسأل الله تعالى أن يتقبل منا جميعا.
حكاية اليوم روتها لى قارئتى د. شهيرة (41سنة) وهى سيدة تتميز بالجمال المصرى أى اللون الخمري البديع والشعر الأسود والعيون السوداء الواسعة والضحكة الصافية الرائعة التى شابها شىء من الحزن والقلق إستطعت بفضل الله تعالى أن أذيب ذلك القلق وذلك الحزن الذى شاب صفاء نفسها.. إلى حد ما والله المستعان.
قالت شهيرة: أنا ابنة أستاذ جامعى كان- رحمه الله- علما من أعلام هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية وبلدنا الأصلى هو الاسكندرية فيه عشنا أبا عن جد ونشأنا فيه وأحببناه بل عشقناها عشقا ! .
أما والدتى فقد كانت رحمة الله عليها أيضا- توفت بعد رحيل والدى بثلاث سنوات ولى أخ واحد وأخت واحدة وهما متزوجان ولهما أولاد كبار ويعيشان مع أسرتيهما فى الإسكندرية الجميلة !
واستطردت د.شهيرة.. بدأت حكايتى مثل أية فتاة مراهقة ترى أمامها شاباً وسيماً فتقع فى غرامه ويصير هو فتى أحلامها حتى ولو لم يكن يلاحظ ذلك الغرام أو يشعر به هذا هو ما حدث مع ابن خالتى «شريف» الذى يكبرنى بعشرة أعوام والذى كان قد تخرج فى جامعة الاسكندرية قبلى بعدة أعوام والتحق بالعمل فى إحدى شركات الملاحة بالاسكندرية.
ولاحظت أمى شدة تعلقى بابن أختها وكانت هى شخصيا تحبه كثيراً لأنه ابن أختها الوحيد على ثلاث شقيقات.. وكنت فى الجامعة أحظى بالتميز الذى يطال كل أولاد وبنات أساتذة الجامعات فالاساتذة والمحاضرون يختصوننا بخلاصتهم الدراسية المختصرة النافعة ويسهلون علينا عملية الاستذكار، ولأننى كنت مجتهدة أيضاً ومحبة للعلم فقد حصلت على الامتياز مع مرتبة الشرف عندما تخرجت ورشحت للعمل كمعيدة بالكلية، وطبعا كان عدد كبير من (العرسان) قد تقدموا بطلب يدى لكننى كنت لا أجد فيهم صورة فارس أحلامى الذى هو ابن خالتى شريف الذى كان قد بدأ مؤخرا الاهتمام بى والسؤال عنى بين الحين والآخر لكنه لم يفاتح أحدا فى مسألة ارتباطه بى ربما لأنه كان دائما يجاهر بأنه «مش بتاع جواز» وأنه يعشق الحرية !
ذات يوم قالت لى أمى.. وبعدها لك يا شوشو ؟ عشرة عرسان رفضتيهم واللى فى بالك مش دريان !! إيه العمل؟ عاوزة أطمئن عليك يا بنتى .
قلت لأمى.. يا أمى سمعت منك مثلا بيقول: اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك.. لماذا لا تجسين النبض ؟ هل توافق أختك علينا ؟ وهل شريف يريدنى أم أننى لست فى (دماغه) بالمرة ؟ سرحت أمى وقالت ضاحكة...
تحبينه منذ أن كنت فى الثانية عشرة من عمرك .. بقلب الأم أعرف !
واستطردت شهيرة.. باختصار شديد اكتشفنا أنهم يظنون أنهم أقل منا مالا ومستوى وأنه أكبر منى بسنوات كثيرة وأنهم يتمنون وقال شريف أننى عروسة أحلامه !!
وتزوجنا وحملت فى ابنى الكبير ثم فوجئت بأن جامعة لوس انجلوس قد أرسلت لى بعد دراسة مشروع التخرج تهنئني بمنحة دراسية مجانية وطبعا كدت أطير من الفرحة أنا وشريف فقد كان غير سعيد فى عمله وكان يحلم بالسفر إلى الخارج وعمل مشروع تجارى من هنا سافرنا إلى أمريكا أنا وزوجى وولدى البكرى وبدأ شريف مشروعا تجاريا بالفعل وكان يعتمد على القطن المصرى والملابس المصنعة منه فضلا عن كل منتجات خان الخليلى الرائعة مع الفضيات والمجوهرات المقلدة.
وتستطرد.. لكن شريف لم يكن تاجراً ناجحاً وكان ينافسه تاجر يهودى فى نفس (المول) وللأسف كان يعرض منتجات خان الخليلى المصرية بنصف الثمن مما أثر سلبا على تجارة زوجى .
ماذا جرى بعد ذلك ؟
الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية
ساحة النقاش