عندما يقول الشاب للفتاة : أحبك آه أتجوزك لا
كتبت :ايمان عبدالرحمن
نزل بي من سماء الحب وأحلام الحياة الوردية فجأة إلي سابع أرض ، أعتبر أنه خانني وتلاعب بمشاعري ولكنه يرمي باللوم علي لأنني صادقته من البداية .. وإليكم تفاصيل قصتي التي تتشابه مع قصص كثير من الفتيات ..
لا حقني بنظراته .. وسعدت باهتمامه الزائد بي، اعترف لي بحبه، ولم أصدق أنني وجدت الحب الحقيقي الذي بحثت عنه كثيرا .. وافقته علي الخروج معه لنتعرف أكثر علي بعض .. وتعودت علي صورته في المكالمات ليلا .. وانتظرت أن يطلبني للزواج .. ثم فجأة أعلنها لي بصراحة أنا لم أفكر في الزواج بك ، لامني لأنني وافقت علي علاقتنا من البداية .. فهل أخطأت ؟
أحمد أيمن - طالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة جامعة عين شمس - يرى أن هذه الفكرة موجودة بالفعل وإن كانت خاطئة ، وإنه يعرف شباب كثيرين يتعاملون مع البنات بهذا المنطق، وأن الشباب «بيتسلى» لذلك لا تفرق معهم صفات معينة فى هذه الفتاة لكن بالطبع عندما يفكر فى الزواج تكون له شروط أخرى .
ويؤكد أن مظهر الفتاة يعد عاملاً مهماً جداً فى طريقة أو نية تعرف الشاب بها، فبعض الشباب يفكر بمنطق أن طالما هذه الفتاة محجبة أو ملتزمة فى ملابسها فإنها بنت محترمة ، ولكن لو كانت فتاة تلبس الملابس الضيقة والمكشوفة فإنها لا تصلح إلا «للتسلية»، ويضيف أن البنت المحترمة لن تدع أى شاب «يتسلى بها» .
وتتفق بسمة عبدالعزيز - طالبة بالفرقة الثالثة كلية الآداب جامعة عين شمس - مع الرأى السابق وتضيف «لو البنت تعرف قيمة نفسها جيدا، لن تدع أى شاب يتعرف عليها و«يسرح بينها»، ثم فى النهاية يتركها، لأن البنت المحترمة تعرف كيف تتعامل مع الشباب وتعرف كيف تتعرف على الشاب الجيد من الشاب الذى «يتسلى» بها ولا تقع تحت سحر كلماته ووعوده ».
الكلام المعسول
هبة أحمد رضا - طالبة بالفرقة الأولى كلية التجارة - تقول : بالطبع من السهل أن تفرق البنت بين الشاب الذى يبحث عن علاقة جدية وبين الشاب الذى يريد «تسلية» لكن الفتاة التى تقع تحت تأثير كلمات الشاب من أنه يحبها و«يتسلى» بها تكون غير ناضجة ولا عاقلة، وفى رأيى أن الفتيات فى الجامعة والكثيرات منهن يوافقن على الارتباط العاطفى بالشباب وهن على علم بأنهم لا يستطيعون الزواج بعد التخرج مباشرة، فإنهن يردن التسلية، لأن الفتاة لابد وأن توقف الشاب عند حده فى التعامل معها.
بينما يرى أحمد جمال الدين - طالب فى الفرقة الثالثة كلية الحقوق - أن «البنات هن من يحددن العلاقة بينهن وبين الشباب» ويقول : أى فتاة تقبل بعلاقة مع شاب فهى تريد ذلك .. ولكن الفتيات المحترمات لن يقبلن من الأساس التعرف على الشاب الذين من الممكن أن تكون نيتهم غير جادة معهن.
وإذا كانت هذه آراء الشباب فماذا عن رأى المجتمع فى تلك العلاقة ؟!
د. إنشاد عز الدين - أستاذ علم الاجتماع الأسرى والمشكلات الاجتماعية بكلية الآداب جامعة المنوفية - تقول : إن هذه المشكلة تتوقف على عدة عوامل لأننا من الصعب أن نحكم على العلاقات الإنسانية من منظور واحد، فشخصية البنت تلعب دورا مهما، فمثلا هل تعانى من مشكلات أسرية وتحاول أن تنتقم من أسرتها بالتعرف على الشباب والتحدث إليهم، أم أنها صغيرة السن والخبرة؟! لذلك لا يمكننى تغافل الفروق الفردية، فأيضا الشاب له دور مهم ، ما نيته من هذه العلاقة من الأساس هل هو يبحث عن التسلية المؤقتة أم أنه ينوى الارتباط الفعلى بالفتاة التى تعرف عليها ؟!
وشخصية البنت مهمة جدا ، فنجد فى بعض الحالات شخصية قوية لو أحست أن هذا الشاب «يلعب بمشاعرها ويريد تسلية فقط» فيكون رد فعلها قويا وتجعله يندم على اللحظة التى فكر فى التلاعب بها» .
وأحيانا أخرى يكون تصرف الفتاة هو الذى يحدد العلاقة بينها وبين الشاب، وحسب تصرفاتها لو كانت حريصة فى تعاملاتها معه ولم تفرط فى نفسها سوف يحترمها الشاب ويتزوجها، لكن لو تصرفت بطريقة أخرى وأهانت نفسها لن يكمل معها ولن يفكر فى الزواج منها، وحالات أخرى يتعرف فيها الشاب على الفتاة ويحترمها ويكون فى نيته التسلية ولكنها «تستطيع أن توقعه» ويتزوجها ..
وتتطرق د. إنشاد إلى نقطة هامة وهى ضرورة تحديد الهدف من العلاقة سواء للفتاة أو الشاب، فبعد التحولات التى شهدناها والتغيرات والثورة لا يمكن أن يظل الشباب فى نوع من التغييب العقلى ، فأهم شئ لابد أن يحدده ماذا أريد ولابد أن يكون على وعى بما يهدف إليه، فنحن فى إعلام مفتوح وتعليم وتقنيات على أعلى مستوى ، فبعض الشباب يكون مسيرا ولا مخيرا فى علاقاته، فالفتاة أحيانا تستمر فى علاقتها بالشاب لمجرد أنها تعودت عليه وليس لأنها ترى فيه مواصفات زوج المستقبل ، فلابد أن يخططا للمستقبل معا ولا تكون مجرد علاقة عابرة لمجرد سماع كلام حب ولكن بهدف علاقة جديدة وزواج .
وتضيف د. إنشاد أن فكرة رفض الأم لارتباط ابنها بفتاة تعرف عليها فترة قبل الارتباط الرسمى فكرة اندثرت منذ زمن، فلم يعد للأم التأثير على الابن فى الوقت الراهن بهذه الدرجة ، من الممكن أن يكون فى فترة ماضية رغم أنه من الممكن أن تكون موجودة عند بعض الآباء ، ولكن مرحلة أن البنت تنكر معرفتها بالشاب حتى لا يتحفظ الأهل على الارتباط .. أعتقد أنها مرحلة ولت من مدة
ساحة النقاش