كتبت: نجلاء ابو زيد
أدهشتنى طريقتها وهى ابنة الحادية عشرة عاما فى التعامل مع عامل النظافة العجوز فهى تأمره عبر البلكونة بالتنظيف أمام عمارتها وهو ينفذ دون أن ينطق لم أستطع الصبر وطلبت منها الحضور لنتحدث وعندما سألتها لماذا تعامل جامع القمامة بهذا الأسلوب ، ولماذا لا تناديه عمو فلان كما نفعل جميعا ؟ فاجأتنى بقولها أقول للذبا ل عمو؟ ماما بتعامله كده وتعطيه فلوس عادى يا طنط لازم يعرف حجمه ، أشعرنى ردها أن القضية أكبر من أن أتناقش معها تركتها تذهب وأنا مصدومة كيف تربى أم ابنتها على هذه القسوة ؟ وتعجبت لأن البنت تنتمي لأسرة متوسطة لكنها ترى جامع القمامة مواطن درجة تانية فكيف ستعيش حياتها وتتعامل مع مختلف الطبقات وعرفت أن هناك كثيرا مثلها فللأسف بعض الأهالى يربون أبناءهم على أنهم الأفضل وأن الآخرين أدنى لا يدركون أن التربية لا تعنى توفير مأكل ومشرب ومسكن ملائم لكنها تعنى تنشئة إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معان فما أحوجنا لتوعية أخلاقية للأهالى الغافلين عن تربية أبنائهم على المبادىء ليعرفوا أن من يمارسون مهن بسيطة شرفاء أعفاء النفس يعملون حتى لا يسألون الناس ويجب معاملتهم باحترام ، فما يزرعه الآباء من كبر فى قلوب أبنائهم سيحصدونه فى المستقبل فلننتبه للمبادىء لأنها التى تبقى
ساحة النقاش