كتبت - مروة لطفي

 

تعبت .. نعم .. تعبت , ولم أعد قادرة على تحمل أى إخفاق جديد ,.. فقد تذوقت مرارة الفشل حتى كدت أكره حياتي من جرائها  لذا ليس لدى استعداد لخوض أى تجربة قابلة للاَحتمال ! .. فأنا مطلقة فى بداية العقد الثالث من العمر , بدأت حكايتى منذ 5 سنوات حين تزوجت بطريقة تقليدية من شاب ممتاز بجميع المعايير العقلية لكنه يعانى من كافة الأمراض العاطفية و هو ما اكتشفته بعدما جمعتنا أربعة جدران ! ..  و دون الخوض في تفاصيل محرجة أسفرت عن طلاقي بعد   أقل من عام  ! .. و ما صاحب هذه التجربة من مضاعفات نفسية عنيفة أثرت على ثقتى بنفسي , فاستغلها أحد المتلاعبين بالمشاعر ليدخلنى معه فى متاهة جديدة من الفشل .. الأمر الذى أصابنى بالانهيار بعدها , قررت  تجميد مشاعرى و الانشغال بالعمل  .. و بالفعل عشت على هذا المنوال لمدة 3 سنوات حتى حدث ما لم أتوقعه .. فقد ظهر في حياتي مطلق يكبرنى بسبع أعوام و  ليس لديه أطفال .. و نظرة , فكلمة , فابتسامة شعر كل منا بالاَنجذاب نحو الآخر و من ثم أسرع للتقدم لأسرتى .. و اتفق معهم على جميع تفاصيل إتمام الزواج لكن فى اليوم المحدد لخطبتنا تلقيت مكالمة من طليقته لتؤكد على تمسكها به و إصرارها على استرجاعه بأى ثمن .. و عندما واجهته بمكالمتها أكد على استحالة ذلك لعدم وجود أى تفاهم بينهما حتى أن مشاجراتهما كانت محور أحاديث  الأهل الجيران و من ثم لن يعود لها سواء ظللت فى حياته أم لا .. و لا أنكر حبى و سعادتي معه لكن فى نفس الوقت  أخشى تكرار الفشل  , فأنا بحاجة لمن يطيب جراحى و ليس من أداويه !.. فهل استمر أم انسحب بكرامتى أفضل ؟!

م أ "الدقي"

أن يتأثر الإنسان بتجاربه السابقة فيجعلها درساً يستفيد منه في تجنب تكرار أخطائها  فهذا شيء طبيعي بل و مطلوب , لكن أن يصنع من تلك التجارب شبحاً يشككه في نفسه و من حوله فيعوق استمتاعه بأى مشاعر تفرح قلبه..  فهنا يكون الخطر .. و هو ما تعانينه .. فقد انعكس إخفاقك السابق على نظرتك لنفسك و من حولك , فتركز تفكيرك على البحث عمن يداوى جراحك ناسية أو متناسية أن لكل شخص أوجاعه و ألامه التى تبحث عن من يطيبها .. و لأن الحياة العاطفية تبنى على الأخذ و العطاء فعلى طرفي العلاقة مداواة بعضهما  .. فليس من العدل أن يقوم أحدهما بدور الطبيب المعالج طوال الوقت بينما يكتفي الأخر بوضع المريض  !.. و طالما أن ارتباطكما مبني على الصراحة فعليكِ قبول ظروفه كما سبق و فعل معك بدلاً من أهدار سعادتك على أوهام لن تؤدى إلا لضياع من نبض له قلبك .. 

 

 

 

                    ومضة حب

                   برقية منك !

   المناسبة .. ليلة ينتظرها العشاق من العام للعام بحثاً عن الأمان , بينما أهرب أنا منها بالمشاعر التى أبعثرها على الورق !..

المكان .. صحراء جرداء مهما لونها الخضار أو ازدحمت بالأنفاس طالما أنها خالية من رحيق عطرك! 

الزمن .. مجرد أرقام تتساقط من أجندة العمر المتوقف على صفحة عشقك !.. و بعد كل هذا يسألوننى عن  سر شرودى في عيد الحب و لهم أقول : أذوب في أحلام اليقظة علها تأتيني ببرقية منك و لو عن طريق الخطأ !

 

في الحب واحد و واحد يساوى واحد ....

جان بول سارتر


المصدر: مجله حواء مروة لطفى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 539 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,964,553

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز