هايدى ذكى
"مصريات.. يصنعن الحرية بحياتهن"
<!--
مصريات كثيرات ناضلن، وقدمن حياتهن فداء للوطن.. فنقشت أعمالهن علي جدران المعابد وخلدت أسماؤهن في كتب التاريخ وذكرهن الأدباء والمفكرين بكل التقدير والتبجيل لدورهن العظيم.. فعندما عاد الزعيم سعد زغلول من المنفي وعرف بشهيدات الوطن قال "لتصيحوا جميعا ، لتحيا النساء المصريات"
صمود المصريات ونضال هؤلاء الشهيدات موضوعنا.
ولتكن البداية مقولة شهيرة للمصريات عندما وقفن يتحدين جنود الاستعمار قائلين:
"أطلق بندقيتك في صدورنا.. لتجعلوا في مصر مس كافل ثانية" هكذا هي المرأة المصرية.. مقدامة.. شجاعة.. أبية عندما تؤمن بقضية تضحي بالغالي والنفيس من أجلها
- وحتي رسولنا الكريم لم يمانع خروج النساء فى الغزوات فقد خرجت معه السيدة عائشه رضى الله عنها فى غزوة "بني المصطلق"، كما كانت معه "ام سلمى" في "صلح الحديبية"، وباشرت "أم عمارة نسيبة بنت كعب النجارية" القتال بنفسها دفاعا عن رسول الله.
- وفي العصر "العثمانى" كانت "زينب خاتون من أكثر من تحلي بالشجاعة وهى من أوائل النساء اللاتي حاربن الاحتلال الأجنبي في مصر، فقد كانت تأوي الفدائيين والجرحى ببيتها عندما كان يطاردهم جنود الحملة الفرنسية
<!--
-وفي الحملة الفرنسية سقطت أول شهيدة فى تاريخ المقاومات المصرية، فعندما سارت الحملة فى اتجاه رشيد قاتلت نساء رشيد الفرنسيين حتى أن فتاة رشيدية واحدة قتلت خمسة عشر جندياً وجرت جثثهم فى بئر بمنـزلها.. حيث كانت تخرج لاستدراجهم وقتلهم فى بيتها وقد أعدمها الفرنسيون انتقاما منها علي جسارتها وبطولتها .
- وعندما نصل إلى القرنين التاسع عشر فسنجد العديد من النساء اللاتي ضحين بحياتهن لنقش حروف استقلال مصر بدمائهن، فقد كانت "منيرة ثابت" أول مناضلة سياسية مصرية تقف أمام النائب العام عام 1918، وكان عمرها لا يتجاوز الـ17 عاماً، وكان ذلك بقرار من المندوب البريطاني في مصر، وكانت التهمة الموجهة لها "مهاجمة التدخل الأجنبي في مصر والاستعمار والمندوب السامي"، فأجابت أول فتاة مصرية تحصل على ليسانس الحقوق قائلة "إنها تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه".
- وسقطت حميده خليل أول شهيده فى ثورة 1919 من حي الجمالية خرجت لتهتف بسقوط الاحتلال البريطاني، تطالب بعودة الزعيم المنفي سعد زغلول لتخرج أول مظاهرة نسائية مكونة من 300 سيدة تقودهن السيدة هدى شعراوي لتسقط الشهيدة الأخرى في حي بولاق السيدة "سعدية حسن"، ثم توالى سقوط الشهيدات المصريات؛ فتبعتها شفيقة محمد وعائشة عمر وفاطمة رياض ونجية إسماعيل ..
- وأبداً لم تستسلم النساء بقيادة هدى شعراوى فتقول "إن النساء لسن أقل منكم شجاعة أيها الرجال ولا غيرة قومية." و أسست أول جمعية نسائية للعمل على الأرض، وانضم لها رائدات بارزات مثل سيزا نبراوى ونبوية موسى، ومن بعدهن توالت الرموز من أجل تحرير الوطن وحصولهم على حقوقهم كاملة.
الفدائيات
- وظلت المرأة تشارك فى المظاهرات الوطنية التى اندلعت قبيل ثورة 1952 وشكلت مجموعة من النساء المصريات أول لجنة نسائية للمقاومة الشعبية تعاون وتساند الفدائيين فى كفاحهم المسلح ضد الاحتلال البريطانى فى القناة وقد سقطت عدة شهيدات أثناء عمليات المقاومة الشعبية فى القناة أشهرهن (أم صابر) التى استشهدت فى مدينة أبى حماد و (سيدة بندارى) التى استشهدت فى التل الكبير.
- ولقبت راويه عطية بـ«أم المقاتلين الشهداء»، وقال عنها "عبدالناصر "«لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية من كفاح السيدة راوية عطية"، وبدأت راوية عطية رحلة كفاح العمل السياسي الوطني، وكان عمرها 11 سنة، ثم أصبحت أول ضابط اتصال في جيش التحرير الوطني وقد حصلت على نوط الجيش الثالث لحرب أكتوبر المجيدة ودرع القوات المسلحة ودرع الجيش الثالث والثاني.
- وظهرت بنت النيل "درية شفيق "رائدة من رائدات حركة تحرير المرأة في مصر؛ ناضلت ضد الاحتلال البريطاني لمصر؛ و ينسب إليها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر العام 1956، و فى فبراير 1951 قادت مظاهرة برفقة 1500 امرأة اقتحمت بها مقرى (البرلمان)، ويعتبر الكثيرون هذه اللحظة لحظة تاريخية بالنسبة للحركة النسائية.
- وفي عام 1962 في عهد الثورة الناصرية دخلت أول امرأة مصرية الوزارة، فكانت وزيرة الشئون الاجتماعية الدكتورة حكمت أبو زيد، وتوالت المراكز النسائية المصرية في الخارج.. فكانت أبيه النفراوي أول ملحقة صحافية في السفارة المصرية.. كذلك شغلت الدكتورة سهير القلماوي منصب رئيسة المجلس النسائي العربي.. كما عيّنت الدكتورة عائشة راتب سفيرة لمصر في كوبنهاجن.. ومثّلت عزيزة حسين المرأة العربية في لجنة مركز المرأة في الأمم المتحدة لتتوالى مناصب ومشاركة المرأة فى الحياة السياسية حتى.
سالي زهران
- ثورة 25 يناير 2011 كان الوضع مختلفا لم تكن الثورة فى وجه محتل أجنبي أو عدو صهيوني ولكن كانت الثورة فى وجه الظلم, فخرجت "حواء" لتقف فى وجه الفساد لتسقط "جان دارك " الثورة المصرية سالى زهران وصاحبة الوجه الأشهر بين شهداء ثورة 25 يناير من خلال صورتها التي تحمل ابتسامة حياة وهى من أبز مؤثرات الثورة
لتنضم معها يوم الغضب زهرة الأسكندريه أميره سمير السيد الذى شاء القدر أن تسقط شهيدة وهى تقف فى شرفة منزلها لتخترقها رصاصات غادرة
- ثم تعود المرأة المصرية لتقف من جديد وتشارك بقوة لتصحيح مسار الثورة فى 30 يونيو 2013
وتبقى صفحات التاريخ المجيدة تروى حكاية المرأة المصرية الصامدة التى تقف جنبا إلى جنب مع الرجل فى معاركه النضالية من أجل الحرية والعدل والمساواة .
ساحة النقاش