المرأة شريك أساسي في التنمية الاقتصادية
كتبت : إيمان عبدالرحمن
فريدة النقاش: 42% من إنتاج الريف و 32% من انتاج الحضر تنتجه المرأة.
د.حمدي عبدالعظيم: مشاركة المرأة مجتمعيا وسياسيا تصب في تنمية الاقتصاد.
د.زينب الأشوح: كون المرأة أما حتي ولو لم تعمل ينمي الاقتصاد.
ازدادت مساهمة المرأة في الحياة الاقتصادية مع ظهور الصناعة وازدياد الحاجة للأيدي العاملة وخاصة النساء وقد برزت هذه الظاهرة في مصر منذ النهضة التي صاحبت أولي انتصارات الحركة الوطنية في ميادين الإنتاج القومي وقد نجحت المرأة رغم وجود عقبات كثيرة تعوقها في إثبات كفاءتها وقدرتها في هذا المجال.
تفاصيل كثيرة في هذه السطور عن دور المرأة في التنمية الاقتصادية
بداية رصد التاريخ، الدور العظيم الذي لعبته المرأة في التنمية الاقتصادية علي مر العصور، فالمرأة عرفت ميادين العمل اليدوي منذ فجر التاريخ، ومنذ عصر الفراعنة، أما المرأة الريفية فدورها بدأ منذ سبعة الاف سنة عندما ساهمت في تعمير وادي النيل، حتي النساء في الطبقات الوسطي كن يعملن لمساعدة الرجال، وأتت الحرب العالمية الثانية لتقلب الموازين والمفاهيم وتدخل المرأة في كل مجالات التنمية الاقتصادية، ثم أتت قرارات التأميم أيام الراحل جمال عبد الناصر لتزيد عمالة المرأة زيادة كبيرة وتمكنت المرأة وقتها أن تحل محل النساء الأجنبيات في مواقع العمل.
عمالة تتناقص
هذا عن دورها قديما ولكن في ظل الظروف التي نعيشها الآن، هل تغير هذا الدور؟ وكيف تشارك المرأة في هذه التنمية؟
وتجيب الكاتبة الصحفية فريدة النقاش عن هذه التساؤلات قائلة: " المرأة علي امتداد التاريخ ساهمت في بناء الاقتصاد وتنميته، حتي لو لم تعمل خارج المنزل، فدورها في تربية أولادها له عائد اقتصادي وإن لم يكن له عائد مادي، فتربيتها للنشأ ولأولادها عمل اقتصادي، ولكن هناك معوقات تواجه المرأة وأهمها البطالة، فالإحصائيات تقول إن بين كل أربعة عاطلين ثلاث نساء عاطلات وهي نسبة كبيرة، وبالتالي تلجأ النساء إلي العمل غير مدفوع الأجر (الاقتصاد الهامشي) ف42 % من ثروة الريف تنتجها المرأة ولا تتقاضي عنها أجراً، مثل مساعدة زوجها في الحقل وتربية الحيوانات وبيعها في الأسواق، وذلك للمساعدة في احتياجات الأسرة وهو دور حيوي قامت به أيضا منذ آلالف السنين، فالمرأة ليست قوة استهلاكية فقط، وإنما عنصر انتاجي كبير وإن كان غير منظور ولا تحظي علي مقابله بأجر.
طاقات النساء
وتضيف النقاش، ولكي نستخدم كل الطاقات لدي النساء، يجب توسيع القاعدة الانتاجية في البلاد زراعية وصناعية وخدمية واستيعاب كل النساء في هذا التوسع الانتاجي، علي أن يكون لها أجر، ولكن القضية الأساسية أن التوجهات السياسية والاجتماعية للنظام الجديد بعد ثورتي يناير و30 يونيو للأسف نفس التوجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية القديمة التي همشت دور النساء وجعلت عملهن غير منظور وعطلت طاقاتهن .
معوقات للمرأة
وتختم حديثها قائلة: "للأسف نحن في مجتمع لا يوفر دور حضانات ورياض أطفال ولا حدائق يمكن للمرأة أن تترك أطفالها وتزاول عملها وتشعر بالأمان ولا يمكنها أن تدفع تكاليفه، إلا الطبقة الغنية، ولا يمكن لها أن تقوم بدورها جيدا إلا بعد أن يعترف المجتمع أن وظيفة الأم كأم وإنجابها هدف للمجتمع وليس هدف ذاتي لها، وأنه عمل مجيد لصالح المجتمع، وقتها ستزول معوقات كثيرة أمامها ونستفيد بكل طاقاتها لتنمية الاقتصاد.
ويرصد التاريخ لنا نزول المرأة المصرية إلي ميدان العمل عندما تجلت هذه الظاهرة في أعقاب الحرب العالمية، ومارست وجوه النشاط العامة وخاضت ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وبعد أن كانت المرأة المصرية لا تعمل إلا في الزراعة عملت في العديد من المجالات الأخري لتشارك في التنمية الاقتصادية.
التنمية الشاملة
ويحدثنا الاستاذ الدكتور حمدي عبدالعظيم -استاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات- عن دور المرأة في النهوض بالاقتصاد فيقول: "دور المرأة شيء أساسي فهي تقريبا حوالي 49% من إجمالي السكان بجانب أن نسبة عمالتها حوالي 30% من إجمالي الوظائف، ولكن هذه الإحصائية عن العمالة الرسمية فقط، ويضيف د.حمدي المرأة بالفعل تشارك في التنمية من خلال المشاركة المجتمعية في جمعيات المجتمع المدني والمحافظة علي البيئة ومساعدة الفقراء والجمعيات المهتمة بالأمومة والطفولة.
ويلفت د.حمدي النظر إلي أن التنمية شاملة بمعني مشاركة المرأة سياسيا ونزولها للتصويت في الاستفتاءات والانتخابات، ومشاركتها في تربية النشأ علي القيم والأخلاق جزء من التنمية وتصب في مصلحة التنمية الاقتصادية في نهاية الأمر، لذلك قيام المرأة بدورها كأم وتعليم ومتابعة أطفالها دراسيا حتي لو لم تكن عاملة جزء من تنمية المجتمع.
بجانب أن نسبة كبيرة من السيدات يعملن في مجال العمل الحر والمشروعات الصغيرة وكل ذلك له آثار إيجابية علي التنمية الاقتصادية بالفعل، وحتي الفلاحة التي تساعد زوجها في الحقل والزراعة وتربية الطيور كل ذلك يعتبر مشاركة من المرأة في تنمية الاقتصاد.
أنهي د عبد العظيم كلامه وجعلني هذا أفكرعمن ينادون بعودة المرأة للمنزل أن عمل المرأة ضرورة اجتماعية لها كفرد وللمجموع بشكل عام، إذ يخلق منها شخصية مستقلة تكسب خبزها بنفسها دون أن تكون عالة علي أحد، كذلك يضمن للمجتمع مساهمة النصف من أعضائه في توفير أسباب تقدمه وتطوره
الإنتاج الذاتي
وتعلق الأستاذة الدكتورة زينب صالح الأشوح -أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر- عن كيفية مساهمة المرأة في تنمية الاقتصاد، قائلة: "المرأة هي المنتج الأول في أي مجتمع، وهي المستثمر الأول في أي مشروع استثماري ناجح، وما بني ناجح يمكن أن يصبح ناجحاً، ومن خلال دراسات ميدانية أجريتها وجدت سيدات تقوم بالإنتاج المنزلي وكانت النواة المكانية هي المنزل، ثم بعد ذلك يمكن أن يتطور الأمر إلي مشروع استثماري.
وتضيف د.زينب أن المرأة من الممكن أن تبدأ بأن تستغل الأشياء المتاحة لها في المنزل، وتوفر استهلاك منتجات يمكن أن تشتريها من الخارج، ثم من الممكن أن يتطور المشروع ليخرج إلي نطاق أوسع عند المعارف والجيران ثم يتطور تطوراً جادياً مع شركاء ويصبح مشروعاً للتصدير إلي الخارج.
وتشرح علي سبيل المثال أن الإنتاج الذاتي بهدف الاعتماد علي الذات ثم من الممكن أن يتطور، فمثلا في تراثنا المصري المرأة تنتج الخبز الريفي والشمسي في الصعيد ولو ابتدت المرأة تصنع الخبز وتكفي استهلاكها منه ستكون منتجة وستساهم في الاقتصاد ورفع العبء قليلا علي الدولة بالنسبة للخبز المدعم، بالإضافة إلي أشياء أخري مثل الجبن والفول وغيره، وخاصة في ظل الأسعار التضخمية التي نواجهها والتي هي فوق تحمل كل البشر.
ويمكن للمرأة دخول صفحات الفيس والتعلم لتنمية مهاراتها لتساهم في التنمية الاقتصادية ولو بمشروعات بسيطة.
وتختم حديثها قائلة: "لا يمكن أن نغفل الدورالعظيم الذي تقوم به المرأة كمعلمة ومربية أجيال وأم فهذا دور كبير يساهم في تنمية الاقتصاد، لأنها بذلك تنشئ جيلاً واعياً مثقفاً ينفع بلده ويساهم في تنمية اقتصاده".
ساحة النقاش