<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

 

 

 

من جديد يرحل عنا أحد نجوم مصر البارزين فى عالم الصحافة.. يرحل عنا الكاتب الصحفى الساخر أحمد رجب، والفيلسوف الحكيم والناقد المبدع السياسى القدير صاحب العمود الأشهر»نصف كلمة« بجريدة أخبار اليوم، والأخبار.. عموده الصحفى الذى يحمل أكبر المعانى فى أقل الكلمات »ما قل ودل« كما تقول الحكمة. الكاتب المحترم الذى اجتمع على حبه قلوب المصريين الكبار والصغار الشباب والفتيات, والغريب أن يرحل بعد صديق عمره فيلسوف الكاريكاتير والفنان مصطفى حسين فى أقل من شهر، وهما اللذان تشاركا معاً الفكرة بالقلم والريشة ليبدعا لنا يومياً النكتة الكاريكاتيرية الساخرة بشخوصها التى تمثل مختلف أنواع البشر من حولنا وكان أشهرهم فلاح كفر الهنادرة الذى تعاقبت عليه حكومات كثيرة، وكان الناصح الأمين والناقد ذو الدم الخفيف مثل خفة دم المصريين.. يظهر السلبيات بذكاء حاد فى كلمات ساخرة موجزة وفى أحيان يضع الحلول.. للأسف برحيلها يعود فلاح كفر الهنادرة إلى قريته حزيناً على رحيلها ولكنها إرادة الله, والغريب أن يجمع القدر فى أيامهما الأخيرة بينهما دون أن يدرى أحدهما بالآخر.. فقد كانا فى حجرتين متجاورتين بالرعاية المركزة بنفس المستشفى.. بل إن صديق عمره قد مات وهو لا يعرف ذلك حتى وفاته، فقد كانت حالته المرضية الحرجة لا تسمح بأى انفعال.

وقد كتب أحمد رجب فى ناقدته الصحفية"نصف كلمة" يعبر عن حزنه لمرض مصطفى حسين الشديد ويدعو الله ويقول: »يا رب حياة مصطفى حسين بين يديك إنا نتوسل ونستجدى ونطمع فى قدرتك.. يا من تعطى بلا حساب يا أرحم الراحمين.. شكراً يارب لكل ما تشاء«.

وكتب مرة أخرى عندما اشتدت الأزمة الصحية على صديقه ليقول ملك الإيجاز الصحفى فى »نصف كلمة:«  »أنا أموت«.

ولقيمة عموده نصف كلمة فى عالمنا والتى أبدعها لنا يومياً فى جريدة الأخبار منذ يوم ١١يوليو عام 1968ولم نتوقف إلا مع مرضه الأخير، وكانت من آخر كلماته وصيته التى قال فيها»الآن يا مصر أموت مطمئناً عليك وعلى أهلي المصريين.. إنى لا أوصى حاكماً صالحاً بأهلى ولكنى أوصيكم بحاكم ندر وجوده فى هذا الزمان، وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«.

ولقيمة نصف كلمة قدمت حولها رسالة دكتوراه للباحثة د.منار المراغى ونالت عنها الدكتوراه بامتياز من جامعة عين شمس.

وأحمد رجب الذى تخرج فى كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، ولكنه أحب الصحافة وعشقها، فكان يكتب بنفسه مجلة الجامعة والتى كانت تلقى إقبالا كبيرا من الشباب، يكتب فيها بأسلوبه الساخر عن الطلبة والطالبات والأساتذة.. مما عرضه لمرات لمجلس تأديب وخاصة عندما انتقد عميد الكلية بنفسه على صفحات مجلته، وكان يردد دائماً ويؤكد على عشقه للصحافة ويقول: »إن ما يجرى فى عروقى ليس دماً بل حبراً من أخبار مطابع الصحافة«.

ولذلك انتقل إلى عالم الصحافة ولم يمارس المحاماة، فقد كان يكتب عن أخبار الجامعة بالإسكندرية لمجلة الجيل بالأخبار عن طريق مكتب الإسكندرية، وهناك تعرف على الكاتب الصحفى موسى صبرى، والذى عرفه بدوره على التوأمين على ومصطفى أمين، وانتقل من مجلة »الجيل« التى كان يرأس تحريرها الكاتب الصحفى الراحل أنيس منصور بعد أن وصل أحمد رجب إلى منصب مدير التحرير ثم أيضاً مدير تحرير مجلة »هى« عن الأخبار، ولينتقل للكتابة إلى جريدة الأخبار مع مشاهير ونجوم مصر أمثال توفيق الحكيم والعقاد وطه حسين وغيرهم، وكان مبدعا في الكتابة الساخرة بالأوضاع غير المنضبطة في المجتمع، فكتب عن"فوزية البرجوازية التي تحولت إلى سهرة تليفزيونية كوميدية ممتعة ورائعة.

 

 وكان أحمد رجب هو من غير مسرحيات الكاتبة الصحفية الكبيرة حسن شاه، لتترك عالم المحاماة التى أحبتها إلى إلى عالم الصحافة، فقد كانت زميلته بالكلية بحقوق الإسكندرية هو فى السنة الثالثة وهى بالنسبة الأولى. وكتبت تقول عنه فى عيد ميلاده الأخبار فى يوميات، وهو الذى ولد فى 20 نوفمبر 1928م، كنا نتشارك أيضاً ترام الرمل بالإسكندرية فى رحلة العودة من الجامعة مع بعض الزملاء، ولكنه كان متفرداً متميزاً فى شخصيته أنيقاً فى مظهره وكأنه أحد اللوردات .. وقد ألف مسرحية خرجت للوجود على أحد مسارح القاهرة، ودعا إليها كبار النقاد الفنانين، وأعلن إليهم أنها لمؤلف سويسرى شهير عالمياً فانبرى النقاد بعد مشاهدتها فى الإشادة بها وفى كاتبها المؤلف العالمى.. ولكن ليعلن المفاجأة بطريقته الساخرة إنها من تأليفه »هو« ويوقع النقاد فى حرج بالغ فأعلن البعض اعتذاره عن ما حدث، وأعلن الآخرون أنها بالفعل ناجحة ومبدعة حتى ولو لم تكن من إبداع مؤلف عالمى.

رحم الله الكاتب الكبير القدير والمحبوب أحمد رجب وتحية حب وتقدير وعرفان له ولكل من أثروا  حياتنا بإبداعاتهم ورحلوا عنها، لتبقى ذكراهم وما قدموه لنا خالداً فى نفوسنا ونفوس أجيالنا- وندعو الله أن يرحمهم ويرحم كل شهدائنا ممن افتدوا مصر بحياتهم من أبناء الشعب ومنهم أبناء الشرطة والجيش الذين يقفون فى وجه الإرهاب من أجلنا جميعاً..  وندعو الله أن يدخلهم فسيح جناته ويصبر أهلهم فهم شهداء أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله.

 

المصدر: إيمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 555 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,845,055

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز