<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

 

 

 الراقصة المصرية على مدى تاريخها صاحبة مواقف سياسية، ويشهد لها التاريخ، ويكفي أنها تصدت لطيور الظلام بلا خوف أو تردد.

 

 

 

أنا من هواة الرقص الشرقى، أحبه أموت فيه، أمال إيه مش مصرية، أبقى بعشق الرقص الشرقى، ده الرقص تراث مصرى خالص مخلص نقى وبيور من أيام أجدادنا الفراعنة، وارجعوا للحوائط والجدران وشوفوا إن الرقص كان جزءاً من الحضارة المصرية القديمة، أو اسألوا الدكتور زاهى حواس حايقول ويصول ويجول ويحكى حكايات ولا ألف ليلة وليلة فى زمانها عن عشق المصريين القدماء للرقص كأحد الوسائل للترفيه عن النفس والسمو بالمشاعر والترويح بعد عناء يوم عمل طويل فى الزراعة والصيد والنجارة، وبناء أعظم حضارة عرفتها البشرية على وجه الأرض.

 

أقول قولى هذا بعد الهرج والمرج واللغط والقيل والقال عن برنامج »الراقصة« الذى تذيعه قناة القاهرة والناس، وتقدمه »دينا« الراقصة الجامعية الحاصلة على الماجستير من كلية الآداب، أيوة غصب عن عين أى متطرف أو طائر من طيور الظلام، دينا راقصة مثقفة واعية، لها وجهة نظر فى الحياة، ولها دور تؤديه حسب رؤيتها، سواء اختلفت أو اتفقت معها، فهى راقصة موهوبة، ولها بصمة فى مجال الرقص الشرقى، ولعبت دوراً هاماً فى التصدى لطيور الظلام لما حاولوا القضاء على الفن المصرى، لم تعتزل، ولم تعلن التوبة، ولم تقل أن الرقص حرام لمجرد مجاراة الجو العام اللى كان منتشر بالبلد كالوباء، وكان بيحرم كل شيء فى الفن، بما فيه الرقص، يبقى موقف ده ولا مش موقف، يا متعلمين، يا بتوع المدارس.

 

دينا راقصة ذات موهبة وتحمل رسالة من وجهة نظرها يجب أن تحترم، فهى تكمل مشوار طويل بدأته راقصات منذ العهد الفرعونى وحتى العهد الحديث، وافتكروا كويس قوى الست »بديعة مصابنى«، اللى كان الكازينو بتاعها فى شارع عماد الدين، مقصد لكبار رجال السياسة والحكم فى مصر وقتها، منهم اللى كان بيروح متخفى، ومنهم اللى كان بيجاهر ولا يهمه، لأن الترويح عن النفس لا هو عيب ولا حرام، ونروح بعيد ليه الست »تحية كاريوكا«  الفنانة العظيمة لعبت دوراً سياسياً عظيماً على مدى تاريخها، منذ بدأت الرقص وتبلور بسجنها فى بداية ثورة 1952لموقف سياسى أعلنت عنه ولم تخف أو ترهب، وظلت على موقفها حتى أنشأت فرقة مسرحية كانت رائدة فى مجال المسرح السياسى مع فايز حلاوة، وقدمت مسرحيات للمشهد السياسى من أروع ما يمكن، وآخرها »البطل فى الأبريق«، التى كانت نبرة النقد فيه عالية جداً، وأزعجت السلطات واضطرتها لإغلاق المسرح، ورغم هذا لم تيأس وظلت على موقفها فى مناهضة ومعارضة الحكومة، ويذكر لها التاريخ إضرابها عن الطعام فى مقر نقابة الممثلين، ولم تتراجع حتى اضطرت الحكومة للتراجع عن القانون المجحف الذى كانت بصدد إصداره لتكميم أفواه الفنانين والمثقفين، وقد سجل هذا الموقف على طبيعته الراحل يوسف شاهين فى فيلمه العظيم »حدوتة مصرية«.

 

طب حد ينسى الفنانة الجميلة سامية جمال الراقصة المفضلة لدى الملوك والرؤساء، بفنها الراقى الجميل وخطواتها الرشيقة البعيدة عن الابتزال، بلاش ده، التاريخ يقدر ينكر إن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية »هنرى كيسنجر« بجلالة قدره، اللى كانت تهتز له بلاد، طلب فى إحدى زياراته لمصر أن ترقص له الفنانة الجميلة سهير زكى على أنغام موسيقى أغنية انت عمرى لأم كلثوم من تلحين محمد عبدالوهاب، ولا يقدر ينسى الدور التاريخى اللى قامت به الراقصة نجوى فؤاد بالتعاون مع المخابرات المصرية، وسفرها مع مجموعة عمل فيلم"عماشة فى الأدغال" للإشتراك فى الكشف عن العملية المخابراتية التى سميت »الحفار«، وتحول لعمل فنى رائع فيما بعد بطولة نخبة كبيرة من الفنانين يروون قصة عملية من أعظم العمليات المخابراتية التى شهد لها العالم بتفجير »الحفار« على سواحل أفريقيا قبل وصوله إلى إسرائيل واستخدامه فى نهب ثروات وخيرات مصر من سيناء بعد نكسة 67.

 

ونيجى للراقصة دينا اللى سافرت إلى عدة دول منها روسيا وأمريكا واستراليا ولبنان وفرنسا وإيطاليا وتونس والمغرب وغيرها، علشان تختار أفضل راقصات فى العالم وتقيم مسابقة بينهم وتختار أحسنهم وتقدمها لعشاق فن الرقص الشرقى، فى محاولة لإنقاذ المهنة من الدخيلات، وممن يتخذونها وسيلة للكسب والحركات والإشارات المبتذلة، وتشويه صورة الرقص الشرقى الجميل الراقى الذى لا يفارق مخيلتنا، وحافظت عليه نخبة من الراقصات الراقيات من الاندثار والضياع وسط زحمة كل ما هو مبتذل ورخيص.

 

أليس هذا موقف شجاع من دينا رغم الهجوم عليها، أن تستمر ولا تتوقف وتصر على تقديم برنامجها، وتقديم صورة مختلفة للرقص الشرقى الجميل، والذى ابتدعته مصر وانتشر بين ربوع العالم، أليس موقف جميل من دينا أن تحافظ لمصر على صدارتها فى الاحتفاظ بالفن الذى اشتهرت به ويجيء لمشاهدته كبار الساسة والمسئولين من مختلف أنحاء العالم، اتركوا الفن والفنانين فى حالهم، واتركوا دينا تختار لنا أفضل راقصة تحارب بها الإسفاف الذى بدأ يطول المهنة، واتركونا نستمتع بالرقص الشرقى الجميل دون وصاية من مدعى أو متطاول.

 

المصدر: تهانى الصواب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 754 مشاهدة
نشرت فى 26 أكتوبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,753,506

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز