العناد، كلمة قوية وإلى حد ما مستفزة، تحمل فى طياتها الكثير من القسوة والمشاكسة، ورغم ذلك يرفع بعض الأصدقاء شعار «أنا متمرد إذن أنا موجود » كوسيلة دفاعية ضد الآراء التى تختلف مع وجهات نظرهم، فإلى أى مدى يعتبر هذا السلوك إيجابيا؟ وهل هو مرتبط بمرحلة عمرية معينة؟
تجيبنا عن ذلك زينب مهدى، الاستشارية الأسرية والتربوية بجامعة عين شمس قائلة: هناك الكثير من الشباب يستخدمون العناد بحجة أنه شئ إيجابي، على الرغم من أنه يعني العصيان، لذا من الأفضل استخدام لفظ «أعترض » فهو أقل قسوة.
ويظهر العناد بوضوح فى مرحلة المراهقة، حيث نجد المراهق الذى يرفض سلطة الوالدين واختياراتهما وكل شيء يأمرانه به فقط من أجل التمرد وذلك لأسباب نفسية، إما أنه يريد أن يفرض سيطرته، أو لدفع الآخرين إلى تنفيذ رغباته، أما المراهق السوى فهو يعرف جيدا الفرق بين السلبى والإيجابي، فلا يرفض إلا ما يرى أنه لا يحقق له ما يريد.
تربية خاطئة
وترجع زينب المهدى أسباب العناد إلى تربية الآباء والأمهات لابنهم بشكل خاطئ فتقول: يرغب الوالدان أن يربيا ابنهما على الثقة بالنفس والاستقلالية وحرية التعبير، لكنهما يفشلا فى ذلك لأن بين الحرية والعناد خيط رفيع لو لم يتم الانتباه إليه خلال تربية الطفل سوف يفلت زمام الأمور وتأتى النتيجة عكسية، كما توجد أسباب نفسية لهذا السلوك حيث يشعر الشاب بأنه يتم استغلاله فيبدأ برفع راية العصيان، فهو يريد أن يوضح أنه موجود وله كيان ولكن يتم ذلك بشكل خاطئ.
ساحة النقاش