البساطة.. وصف بمجرد سماعه يتبادر إلى أذهاننا فتاة متواضعة الملامح ترتدى النظارات الطبية وتبدو من تصرفاتها خرقاء، لا يطرق الحب لها بابا، ما دفع الكثير من الفتيات إلى متابعة برامج الموضة والتجميل حتى يظهرن بإطلالة آسرة يلفتن بها أنظار الشباب، فهل بات التصنع وسيلة لجذب الأنظار إلى الفتاة؟
فى البداية تقول سهيلة رمضان، طالبة بكلية الآداب: لا أرى مشكلة فى أن أتصرف بشياكة وأرتدى أحدث صيحات الموضة وأستخدم الكلمات الإنجليزية فى كلامى، فأنا أحب أن أكون شخصية مميزة لكننى لا أفعل ذلك من أجل لفت الانتباه وإنما هذا الأسلوب أرتاح له وأعتبره مناسبا لشخصيتي.
أما كاريمان عبد الرحمن، خريجة آداب اجتماع فتقول: حاولت لفترة أن أكون متصنعة، فبدأت أتابع برامج الموضة واستخدام لغة الجسد لكى أصبح نجمة فى الجامعة وبين أصدقائي، لكن مع الوقت وجدت هذا مرهقا جدا، فعدت لطبيعتى وشخصيتى البسيطة التى لمست خلالها قبولا من جميع المحيطين بي. وترى هالة زين أن الكثير من الفتيات يمارسن أسلوب التصنع فى كل مظاهر حياتهن حتى لو كان ذلك يفوق مستواهم المادى للفت الانتباه والشعور بأنهن أفضل من صديقاتهن.
وتتفق معها فى الرأى زينة صلاح الدين، طالبة بكلية الآثار وتقول: هناك فرق بين البساطة فى المظهر بمعنى عدم المبالغة فى المكياج واللبس وبساطة الشخصية لكن هناك بعض الفتيات يتعاملن وكأنهن من كوكب آخر.
عملة نادرة
يختلف أحمد علاء، طالب بكلية التجارة مع الكلام السابق ويرى أن الشباب عندما يجد الفتاة بسيطة فى تصرفاتها يتمسك بها جدا خاصة على مستوى الصداقة، مؤكدا أنه لا يوجد أفضل من التعامل مع فتاة يستطيع رؤية ملامحها الحقيقية بعيدا عن المكياج الصاخب أو تقمص شخصية مغايرة لطباعها.
ويتفق معه محمود عبد اللطيف، مهندس مدنى ويقول: أعتقد أن الفتاة المتكلفة التى تجذب الانتباه تكون المفضلة لدى الرجل صاحب الشخصية الضعيفة غير الواثق من نفسه، فهو يعتبر المرأة مكملا لأناقته، وأن تعاملاتها المتعالية أو اختيارات ذوقها المترف تحسن من مكانته ومظهره الاجتماعي، لكن عادة يكون هذا النوع من الفتيات سطحى جدا، ومع العشرة تكتشف حقيقته.
ويرى على كوارشي، مصمم جرافيك أنه رغم أن البنت البسيطة أصبحت عملة نادرة لكن أهم شيء فى الشخصية المبهرة هى الثقة فى النفس، فقد تكون فتاة عادية لكن ثقتها فى نفسها وشخصيتها القوية يلفتان الانتباه أكثر من أخرى جميلة تشبه عارضات الأزياء.
البساطة هى الأساس
تعلق د. زينب مهدي، خبيرة التنمية البشرية والاستشارية التربوية على الآراء السابقة وتقول: لا شك أن البساطة أساس كل شيء، وقد أثبت الواقع أن الشاب بصفه عامة يعشق الفتاة غير المتكلفة حتى لو قال عكس ذلك لأنه يريد أن يعرف طبيعة البنت التى يتحدث معها وأسلوبها دون أى إضافة، كما أنه يحب من تبرز شخصيتها وتظهر طبيعتها دون تصنع، ولا يحب الفتاة
التى تتصنع من أجل أن تنال إعجابه، فالبساطة والثقة بالنفس والاقتناع بالذات هى ثلاثية نجاح الفتاة وإعجاب الشاب بها، بل سيتمنى أن تكون شريكة حياته خاصة إذا كان الشاب قوى الشخصية.
وتابعت: كل شىء على طبيعته لا شك أنه سيربح فى النهاية لأن الأمور الزائفة تؤدى إلى إفساد العلاقة آجلا أم عاجلا، فالحل الأمثل أن تضع الفتاة نفسها فى إطار معين يعبر عنها ويعجبها قبل الآخرين.
ساحة النقاش