لم تكن الدعوة التي وجهتها في ذلك الوقت عدد من الجمعيات النسائية لأيقونة الوطن "المرأة المصرية" مطالبة إياها بالنزول والمشاركة في ثورة ال 30 من يونيو، هي الدافع وراء نزول ومشاركة آلاف النساء المصريات من كافة المحافظات في هذه الثورة، بل كان الدافع الحقيقي هو شعورهن بالخوف..نعم الخوف من العودة للوراء وضياع العديد من مكتسباتهن التي قضين سنوات طويلة من السعي لحصدها والتي حاول الإخوان خلال حكمهن الانتقاص منها بل والدعوة لعودتهن للوراء عشرات السنين، الخوف على الابن والزوج والأرض والوطن من تهديدات ومخاوف عدة عشناها ولمسناها بأنفسنا سواء بسبب الغياب الأمني أو سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ككل، هذا بجانب ما لمسناه من ضياع هيبة ومكانة مصر على كافة المحافل، كل هذا وغيره كان الدافع وراء تحرك هؤلاء النساء ونزولهن سواء كن عاملات أو ربات بيوت.. شابات أو مسنات، كلهن كن في الطليعة دون دعوة وقبل أن يطلب الوطن لبين النداء سريعا، صانعات بأصواتهن ومشاركتهن ثورة سيظل التاريخ يذكرها بأحرف من النور، ثورة حررن فيها الوطن من قبضة الإرهاب والخوف والرجعية، ولم يتوقفن بل أكملن وكعادتهن المسيرة مشاركات فيما بعد في كافة الاستحقاقات الدستورية، وهو ما كان نصب أعين القيادة السياسية حيث حرصت ومازالت على تقديرهن على كافة المحافل، واليوم ونحن نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، ندعوهن مرة أخرى إلى إكمال المسيرة فمازال الوطن يحتاج للكثير حتى يصل إلى بر الأمان، ولعل أقرب ما نذكره في هذا الشان هو أوضاعنا الاقتصادية محور حوار الكثيرين، فصحيح أننا قد قطعنا الكثير في سبيل عودة الوطن من القبضة الإخوانية الإرهابية لكن دورنا جميعا كنساء لم ينته بعد وهو ما أذكر به نفسي قبل أي سيدة, فحتى نعبر علينا وأن نتعامل جميعا مع كافة الظروف الاقتصادية المحيطة بنفس المبدأ والطريقةالقائمة على وضع خطة اقتصادية محكمة تقوم على الترشيد والتوفير بقدر الإمكان..الترشيد في استهلاك كل شيء سواء كان هذا كهرباء أو بنزين أو مياهأو سلعا غذائية وغيرها، والأمر ليس بصعب على المرأة المصرية وزيرة اقتصاد منزلها والتي تملك من الحلول الذكية الكثير مما يساعدها في تخطي العديد من العقبات، فوسائل الترشيد والتوفير في كافة هذه المجالات سهلة وبسيطة وطرحها العديد من الخبراء والمتخصصين ويمكنها وببساطة تطبيقها دخل المنزل وخارجه خاصة إذا عملت على تدريب وتنشئة أبنائها على هذا حتى يتعاونوا معها في تنفيذه على أرض الواقع، وبجانب هذا هناك حيل البدائل والتي تبرع فيها المرأة المصرية سواء كانت بدائل للسلع الغذائية أو غيرها، كل هذا إذا نجحنا في دمجه مع وضع ميزانية اقتصادية دقيقة ومحددة تقوم على شراء الأساسيات والبعد عن الكماليات وتخزين السلع والامتناع عن تخزين السلع حتى لا ترتفع أسعارها بل والإبلاغ في حالة تلاعب بعض التجار في هذا مستغلين الظروف المحيطة، سنستطيع أن نعبر أي زيادة في الأسعار بأمان ودون أي عقبات أو مشكلات، فقد علينا أن نكمل دورنا ونكون كما كنا دائما حائط الصد للوطن الذي يقف أمام أي مشكلة أو عقبة تواجهه, فالحفاظ على الأرض يتطلب منا الصبر والتضحية والاستمرار في العطاء لأن الوطن أهم وأبقى من أي شيء.
ساحة النقاش