الأمنيات والقدرة على توقع غد أفضل طريق لغرس الانتماء في نفوس الصغار, فعندما يتمنون ونطمئنهم أنأمنياتهم ما زالت ممكنة وبالاجتهاد يمكن الوصول إليها يشعرون بالانتماء لوطنهم ويحبونه ويتحملون أزماته لأن الأمانى مازالت ممكنة.
وحول الطريق لغرس القدرة على التمني وتوقع تحقق الأمنيات سألنا د.جمال شفيق أستاذ علم نفس الطفل فقال:لسه الأمانى ممكنة مفتاح سحري لغرس الانتماء في نفوس الصغار والأم الواعية هي من تجيد استخدام هذا المفتاح مع بداية إدراكأبنائها, وهناك من يفعلن ذلك فعلا ولكن للأسف هناك من تصدر طاقة سلبية لأبنائها ثم تعود لتشكو من كراهيتهملحياتهم ومن حولهم وبلدهم, والأمر ليس صعبا لكنه يحتاج صبرا, فعندما نعلم أولادنا ثقافة التمني ووضع الأهداف وتقسيمها على مراحل لنقلل صعوبتها ونحاول في كل مرة تحقيق ما يوصلنا للمرحلة الأبعد سيشعر الطفل أنه ليس مستحيلا أن ينجح لكن عليه أن يصبر ويجتهد,وأضافأن تصدير الإحباط واليأس إلى أطفالنا بوعي أو دون وعى جريمة في حقهم لأننا نحرمهم من القدرة على التمني والتي يتبعها القدرة على الحب, لذا علينا عندما نتحدث معهم عن المستقبل لا نقول أنهم لن يجدوا عملا ولن يحققوا شيئا بل العكس علينا طمأنتهمأن هذا الوطن مر بالكثير والكثير من الأزمات ودائما يصمد ويتجاوزها, وأن هناك من عاشوا ظروفا صعبة لكن اجتازوها ونجحوا وتفوقوا ربما على من يحظون بحياة وظروف أفضل منهم وعلينا دائما منحهم القدرة على الحلم وتشجيعهم وتقديم العون لهم واكتشاف مواهبهم, فمن يحب السباحة نشجعه ليكون بطلا, ومن يحب علوم الكمبيوتر نوفر له فرصة التعلم والتدرب عليه, وختم حديثه بضرورة أن يكون تشجيع الأبناء على الاجتهاد فيما يحبونه ودعمهم حتى يحققوه جزءا أساسي افي تربيتنا لهم ليشعروا بالانتماء لبيتهم ووطنهم, فالانتماء يأتي بالقدرة على تحقيق الأحلام وليس بالإحباط الدائم والإنذار بمستقبل مظلم,أطفالنا مستقبل وطن وعلينا جعلهم ينتمون ويحبون وطنهم الذي سيكبرون فيه ويبنونه عندما يكبرون.
ساحة النقاش