كل يوم يكتشف العلماء ماهو جديد ليجعل حياتنا أكثر قدرة على الاستمتاع بهاومواجهة مايؤرقنا ويحول دون إحساسنا بالنعم التى حباها الله لنا فى هذه الدنيا..والصوت أمر أساسى وضرورة حياتية لنتواصل ونتفاهم ونتحاور.. فبين أصوات الفرح والبهجة والحب وأنين الألم والحزن واستغاثات التحذير.. لغة مهمة ليست بين البشر فقط ولكن بين كل الكائنات من طيور وحيوانات.
ومع كل جديد توصل إليه العلماء من دراسة خواص الصوت وتأثيره على الخلايا العصبية بالمخ استطاعوا التغلب على الكثيرمن الأمراض العضوية والنفسية التى تجتاح الإنسان فى عالمنا المعاصر وتؤرق حياتنا, وفى معجزة علمية حديثة توصل العلماء من خلال البحوث والدراسات المتواصلة على الإنسانوالموجات فوق الصوتية بتردداتها عالية الكثافة إلى علاج الأورام السرطانية من خلال توجيه هذه الموجات لتدمير الخلايا المصابة دون أى تأثيرات جانبية على الجسم الإنسانى, وقد أجريت هذه التجارب والدراسات فى فرنسا لتصل نسبة الشفاء إلى 89% وقد تزيدولكنها مازالت فى حيز لم يصل بشكل متاح للجميع, كذلك فى أمل جديد لعلاج مرض ألزهايمر الذى يصيب كبار السن وأحيانا الصغار أيضا من الشباب.
استطاع العلماء بأستراليا واليابان وفرنسا استخدام خواص الموجات فوق الصوتية لعلاج الخلايا العصبية وبروتينات حفظ الذاكرة التى أصابها التلف وتوجيهها بكثافة مركزة داخل المخ, واستطاعوا أيضا التغلب على الأمراض العصبية والنفسية مثل الاكتئاب والفصاموعلاج شلل الأطراف أو مايسمى بالشلل الرعاش, والتيسير على الأطفال ممن يعانون من صعوبات التعلم وعدم التركيزوغيرهم من مرضى التوحدمن خلال فوائد خصائص الصوت وتأثيره على المراكز الخاصة بكل هذه الأمور وعلاجها,فمن خلال استغلال الحافزلتدريب الدماغ بكل أجهزة الاستشعار بداخله وربط حالة الإدراك والأفكار بالمشاعر والأحاسيس الإيجابية والطيبة..وتحقيق الذات من أجل تطوير طرق الاستيعاب والتحصيل للوصول إلى مرحلة الحماس والإبداع.. ووجد أنه لافائدة من مجرد الضغط على النفس وإرهاق الذهن اكتشف أن الحافز والحماس هما مفتاحا تدريب الدماغ البشرىمن خلال توجيه هذه الموجاتلعلاج اضطرابات وصعوبات التعلم وغيرها من أمراض التوحد بربط الفكر والمشاعر والأحاسيس والاحتواء النفسى.. وفى نفس الوقت سماع الموسيقى بذبذباتها المختلفةفلا يوجد نشاط عقلى لكل هؤلاء من دون عواطف إنسانية.
وعن طريق الصوت وموجاته وذبذباته استطاع المكفوفون الاستمتاع بحياتهم بشكل أفضل من خلال الموسيقى والمؤثرات الصوتيةووسائل التواصل الحديثة, وأصبح المستحيل ممكنا عندما نرى إنسانا كفيفا يقود دراجته وسط الطبيعة بلاخوف مجتازا مايقابله من حواجزعن طريق جهاز عاكس لترددات الصوتينبهه ويحذره من الاصطدام بالحواجز والمعوقات من الأشجار أو الأشخاص أو حتى الكتل الخرسانية,والجهاز متصل بالرأس عن طريق خوذة يرتديها, وعندما أعطى العلماء هذا الكفيف قلما ليرسم ما يتخيلهبذهنه من هذه الحواجز التى مر بها بدراجته فوجئ الجميع بأنه يرسم أشياء قريبة من الواقع من حوله.
حتى المصابين بالصمم يستطيعون سماع الأصوات من خلال التدريب على سماع الاهتزازات المنتظمة التى يصدرها الصوت من ذبذبات يشعر بها الجسد الإنسانى..وهكذا استطاعت المعجزة هيلين كيللر الصماء البكماء العمياء أن تستمتع بحياتها وتعلم نفسها من خلال بصيرتها ومعلمتها وتتذوق جمال الموسقى من حولها, وسيأتى اليوم الذى نرى فيه كل هذا المدهش مألوفا مثلما نرى ونسمع كل يوم من الجديد فى الطب والعلوم.
ساحة النقاش