إن من أهم المشكلات الاجتماعية التى باتت تواجه المجتمع المصري هي مشكلة الطلاق التي أصبحت تؤرق الكثيرين، سواء من أصابهم نتائج أبغض الحلال أو غيرهم، ففى أول المسار دعونا نتعرف على معنى كلمة أبغض الحلال من خلال مقارنة كلمة أبغض التى تؤل إلى الكراهية والشحناء بكلمة الحلال الذى يتسم معناها بكل ما هو يؤل إلى الخير والحب والمودة، فأبغض الحلال هو الطريق الأخير الذى يتم اختياره إذا تم غلق جميع الأبواب فى حل مشكلة ما بين زوجين، ولعل الجدل المثار حالياً فى المجتمع المصري حول هذه القضية يجعلنا نتفكر أولا فى الأسباب التى قد تذهب بنا إلى هذا الطريق والوسائل الأساسية التى يجب اتباعها حتى لا نقع فى مجريات أبغض الحلال، فلعلك تسأل لماذا يتم طرح هذا الموضوع فى هذا الوقت، الأمر يعود إلى أن هذه الظاهرة قد باتت تشكل قلقا اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا على أفراد مجتمع حتى وإن كانوا يشكلون أقلية بالنسبة لمجمل مجموع السكان كما يزعم البعض، ففى الحقيقة أن آثار هذه المشكلة السلبية قد بدأت تبرز بشكل واضح على الساحة الاجتماعية، كما أن تراجع حالة الزواج فى المجتمع وتأخر سن الزواج لهما علاقة متصلة بموضوعنا من الناحية الأيدلوجية الكامنة بداخلنا لأن زيادة حالات الطلاق تؤثر سلبا على الآخرين فتجعل بعضهم يعزف عن الزواج، وأحب هنا أن أرجع بكم إلى فترة ماضية من الزمن كانت فيها الأجيال السابقة تتحمل كل شيء فى سبيل استقرار الأسرة وجعلها تسير فى مسارها الصحيح من خلال التضحية التى إذا أحببنا أن نرى أبرز مظاهرها فلننظر إلى أمهاتنا وجداتنا وهن ينحتن فى الصخر من أجل استقرار حالة أسرهن وجعلها تكمل طريقها المنشود، كما كان يقع على الرجل أيضا مسئولية كبيرة فيما يتعلق بالمحافظة على هذا الاستقرار من خلال معالجة المشكلات أول بأول ووضع مصلحة أبنائه وأسرته فى المقدمة حتى لا يسير فى طريق يؤدى به فى النهاية إلى الطلاق وتمزيق أسرته بأكلمها، فقد كان يعمل على تهدئة المشكلات إذا زادت عن حدها والمحافظة على أواصر الود بين الجميع، وهذا يجعلنا نؤكد على أن تلاشي صورة حكيم العائلة أو رجل المنزل قد يؤدى بنا إلى طريق لا نعلم نهايته أو على الأصح يؤدى بنا إلى الطلاق.

أما الأن فالعجيب أن تجد من هو يتمسك بأمر الطلاق بحجة أنه حلال، دون أن يبذل جهد فى الحفاظ على أسرته، والحل فى رأيي يكمن فى تحقيق العدالة والمساواة والاحترام التام بين الجنسين حتى نرى أجيالا تنشأ على تعلم أسمى معانى الإحترام والتقدير كلا للآخر، ونعود ونؤكد أنه لابد أن يكون هناك تضحية من الطرفين لأن تبعات مثل هذا الحدث «الطلاق » تكون سلبية بصورة ملحوظة بالنسبة للأبناء وكذلك الأحفاد الذين يرثون ميراثا مؤلما ليس لهم ذنب فيه، لذا فدعونا نحاول دائما الوصول إلى تهدئة وحلول مرضية لجميع الأطراف إذا أخذنا فى الاعتبار أن استقرار الأسرة أفضل بكثير من انهيارها لأنه بالطلاق لا تنهار الأسرة فقط ولكن المجتمع ككل.

المصدر: بقلم : د. ضحى أسامة راغب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 518 مشاهدة
نشرت فى 13 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,863,775

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز