كل عام وأنتم بخير..نقولها مع احتفالاتنا بالمولد النبوى الشريف ونحن نتذوق حلاوة المولد, نتذكر معها سيرته العطرة وأخلاقه الكريمةومادعاإليه من القيم الإنسانية الرفيعة ودعوته لنشر مايقيم موازين الحق والخير والرحمة والسلام والحب لكل البشر.."لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه",جاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مجسدا معنى الرحمة..الرحمة بالضعيف والصغير"ليس منا من لايرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا"..الرحمة فى زمن كانت القسوة فيه رمزا للقوة..توأد فيه الطفلة حية بلا رحمة ويؤخذ حق البنات, فجاء رسولنا يدعو: "أوصيكم بالنساء خيرا فهن شقائق الرجال".. وأقر للمرأة كل الحقوق التى كرمها المولى بها وأولها الحق فى الحياة والذمة المالية الخالصة لها وحقها فى الميراث..وحقها فى العلم والعمل والزواج بمن ترضى..وكان قوله البليغ فى الحث على حسن المعاملة "رفقا بالقوارير", وأعلى من شأنها ليأخذ برأيها كما حدث مع أم سلمة فى صلح الحديبية..وعندما أوصى:"خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"إشارة إلى السيدة عائشة التى حفظت عنه الأحاديث وفقه السنة مع القرآن الكريم..وفى احتفالاتنا بمولد الرسول الكريم نستعيد كل معانى السماحة ووسطية الإسلام البعيدة عن التشدد والتطرف..والدعوة للتعاون على البر والتقوى لما يثرى ويعمر دنيا البشر..والنهى عن كل ماينشر الفساد فى الأرض.. والحفاظ على النفس الإنسانية وإكرامها وعدم التعدى عليها, وصلة الأرحام وحفظ الأنساب واحترام حقوق الآخرين..وكلها حقوق إنسانية نادى بها نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام لتستقيم الحياة كما أمره الخالق عز وجل..ودعوته أيضا لاحترام حقوق ماحولنا, وأوصى بالرفق بالحيوان, وضرب مثلا أن رجلا دخل الجنة لأنه روى عطش كلب..وأن امرأة دخلت النار لأنها حبست قطة فلا هى أطعمتها ولاهى تركتها تأكل من أرض الله الواسعة..وكلها حقوق سبقت مانادت به كل المنظمات الدولية والعالمية لحقوق الإنسان والرفق بالحيوان..دعانا رسولنا الكريم الذى جاء متمما لمكارم الأخلاق إلى حسن المعاملة بين البشر والتأكيد على المساواة دون تمييزفى النوع واللون والعقيدة والدين..وإعلاء قيمة العلم والعمل من أجل إعمار وقوة مجتمعاتنا.
ومع احتفالاتنا بأعياد الطفولة التى تتزامن مع احتفالات مولد سيد الخلق..الذى ولد يتيما ليكون مولده تكريما وتشريفا لكل يتيم..فأوصانا ودعانا بالحب والرحمة لنعوضهم عن الحرمان من حب وأمان الأب وحنان ورعاية الأم, وبشرنا بالفوز العظيم فى الدنيا والآخرة بقوله:"أحب بيت إلى الله بيت فيه يتيم يكرم"..وأكد أيضا: "أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى"..وأوصى أن ينسب لوالديه عند التبنى كحق أساسى له فى الحياة.. والحفاظ على الحقوق الشرعية لليتامى فى الميراث, وحذر بقول الله تعالى فى قرآنه الكريم: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا"..فلنتعاون ونتكاتف معا من أجل هؤلاء الأبناء ليصبحوا نافعين لهم ولمجتمعهم.
ومن أجل أطفالنا وفى عيدهم نؤكد على كل ما يحميهم ويحمى حقوقهم التى أقرها الخالق فى رسالاته السماوية قبل إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الطفل فى 20 نوفمبر من عام 1959 ليكون عيدا عالميا للطفولة من كل عام ليذكر الإنسانية فى كل الدنيا بالحقوق الأساسية لأطفالناالملزمة لكل الدول..حقهم فى الحياة الكريمة والغذاء والكساء والرعاية الصحية والتعليموأن تكون لهم هوية وشهادة ميلاد ينسب كل منهم لوالديه..تكون له شرعية وحقه فى عدم التمييز وأيضا والأهم أن يكون له بيت آمن يحيا بداخله ويشعر فيه بالدفء الأسرى..حقه فى اللعب لأن شخصية الطفل تتشكل معه لتنمو قدراته الذهنية وملكاته الإبداعية..يتعلمون من خلاله التعاون والبعد عن الأنانية..حقهم فى حمايتهم من العنف..من أجل حياة كريمة ونتذكر دائما أننا نصنع شباب المستقبل القادر على مواجهة الحياة بتحدياتها والنجاح فيها.
ساحة النقاش