الحب.. والشهامة في زمن الخطر

كتبت :سكينة السادات

البنت الجميلة سالى (23 سنة) حكت عن قصة اندماجها فى شباب الفيس بوك والتويتر وهى الابنة الوحيدة لأم تعمل فى وزارة العدل فى مركز هام ، أما والدها فقد توفاه الله وهو فى ريعان الشباب على اثر فشل كلوى حاد وجراحة لم يتحملها قلبه وكان رجل أعمال ناجحا والأم والأبنة تعيشان وحيدتين فى شقة بالمهندسين وليس لهما فى الدنيا سوى جد عجوز يسكن فى منطقة المنيل تزوج من امرأة طيبة اختارتها له ابنته (أمى) بعد أن توفيت والدتها لكى تؤنسه وترعاه وتعطيه الدواء فى مواعيده وقالت سالى أن الحياة كانت هادئة وسعيدة وعادية فهى تتم دراستها الجامعية هذا العام حتى التقت فى الجامعة بوائل وهو معيد محترم وأقنعها بالانضمام لشباب الفيس بوك وهى التى لم تكن تهتم بالسياسة ولا بأى شئ سوى دراستها وأمها وجدها وخطيبها وهو جار لجدها يرعاه ويعوده دائماً وهو وكيل نيابة نابه من أسرة محترمة كلهم يحبون الجد وزوجته ويحبون أمها وتعتبرهم والدى سالى عيونها المفتوحة على والدها المسن (80 سنة) وهم فى غاية الطيبة والاحترام وخطيبها نفسه وسمير ومحترم وله شقة خاصة به ومقتدر ماليا وليس فيه ما يعيبه!

تقول سالى أنها قالت طيب أجرب حكاية الفيس بوك ولن أخسر شيئاً فأنا شاطرة فى دراستى وسوف اتخرج هذا العام!

ونستطرد سالى.. اندمجت فى مجموعة الثورة حتى أقنعونى بأن أخرج معهم فى مظاهرة سلمية أمام المحكمة بوسط البلد ! وأقنعت أمى بأنها وقفة سلمية عادية وسوف أعود بعد ساعتين على الأكثر!.

وطبعاً .. انتقلت الوقفة من أمام المحكمة إلى ميدان التحرير والكل يعرف ما حدث بعد ذلك من حصار للبوليس وقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطى وحاولت أن أعود لكى أطمئن أمى وجدى الذى كان يبكى ويولول عندما علم بأننى فى قلب المظاهرة المهم أننى تمكنت من التسلل حتى وصلت إلى بيتى ووجدت أمى فى حالة ذهول وبكاء فأنا ابنتها الوحيدة وتقول دائما انها تعيش فقط من أجلى!

ثم تطورت الأمور ووجدت رفقائى يطلبون عودتى إلى الميدان ولم أستطع إلا أن أوافق وظهر خطيبى فى هذه الآونة وقال لى على استحياء أنه يخاف على من رصاص الشرطة والبلطجية وأنه غير موافق على المبيت فى الميدان والتجمهر لأننا فى زمن الطوارئ وانصرف غاضبا عندما أصررت على الذهاب.

ونزلت إلى الميدان وظللت هناك أكثر من عشرة أيام وأمى فى حالة إعياء وجدى ترتعد خوفاً على حتى تحقق نجاح الثورة ولم أصب والحمد لله إلا برصاصة مطاطية واحدة فى فخذى الأيسر عالجتها بمستشفى الميدان سريعاً.

واستطردت سالى .. جئت الآن أسألك يا سيدتى .. كيف أعيد إلى خطيبى وكيل النيابة المحترم الذى يرعى جدى وزوجته هو ووأسرته والذى لم أرمنه إلا كل خير وسعادة والذى أعتقد أننى أحبه وأحرص عليه. الواضح يا سيدتى أنه غضب منى عندما أصررت على المبيت فى الميدان وقال أنه لا مانع من الذهاب فى النهار لكنه لا يوافق على المبيت لوجود (بلطجية) ولصوص من خارج شباب الثورة ولم استمع إلى كلامه فقد كنت «مهووسة» بالثورة وكلى حماس مع أصدقائى وصديقاتى ولم آبه بغضبه والآن والحمد لله حققنا النجاح وتم لنا الكثير مما طلبناه لمصر فكيف أعيد إلى خطيبى الذى أحبه 

بالطبع .. خطيبك الانسان الفاضل وكيل النيابة الدارس للقانون لا شك أنه الآن سعيد بالثورة ومنجزاتها مثل كل المصريين ! والموضوع الآن - فى رأيى - أن تلتقى به على انفراد وتشرحى له الأمر وتؤكدين له على حبك له وتمسكك بالزواج منه وأنك كنت فى مهمة وطنية كللت بالنجاح فإذا قبل رجاءك فأنت محظوظة وإذا طلب منك مهلة للتفكير فلا تغضبى .. المهم أن تصالحيه كما أغضبته والله يوفقك بإذن الله. 

 

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,296,573

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز