نجلاء أبو زيد
زواج فى السر
طلقت منذ عامين، ولدى ولدان فى سن المراهقة وتقدم لى زميل متزوج ويريدنى كزوجة ثانية وذهب لأهلى، وحاولت إقناع أولادى بالموضوع لكنهم رفضوا وهددنى أحدهم بأنه سينتحر إذا تزوجت، وخفت عليه ورفضت الزواج لكن بعد فترة عاود زميلى فتح الموضوع وأقنعنى أننا ممكن أن نتزوج شرعى فى السر وبعلم والدتى، ولأنى أعرف أنه لن يوافق أحد وافقت على الزواج الشرعى فى السر دون علم أمى وأصبحت أقابله فى شقته الخاصة عندما يذهب أولادى عند والدهم لعدة أيام كل أسبوع، ومر على هذا الوضع عده شهور ولكنى الآن أشعر بالخوف الشديد إذا علم أحد ما فعلته خاصة وأن بعض زملاء العمل يلمحون أن هناك شيء بيننا، وبدأت زوجته تفتعل المشاكل وتحاصره وأخشى أن يفضح الأمر وأخسر أهلى وأولادى لأنني أخفيت الأمر ولا أعرف كيف أصحح الوضع قبل اكتشاف الناس ما فعلناه؟
نشوى
بداية لقد ارتكبت أكثر من خطأ الأول إخفاء زواجك عن عائلتك وأولادك خوفا من غضب أبنائك منك، وكان الأولى ألا تفعلى أى شيء فى الخفاء، والخطأ الثانى قبولك لوضع الزوجة الثانية وفى السر مما زاد المشاكل التى ستواجهينها إذا تم اكتشاف الأمر، والأفضل الآن أن تتحدثى مع زوجك السرى فى ضرورة أن يتحدث مع أهلك ويخبرهم بإصراره على الزواج منك، وإن رفض فعل ذلك فعليك الانفصال عنه، وإذا وافق واستطعت أن تقنعيه عليك إخبار أولادك أنك ستتزوجين وتقنعيهم بذلك، وإن أصروا على الرفض تخبريهم أنك لن تتراجعى عن الأمر فوضعك الحالى هو أصعب وضع قد تعيشينه، وللأسف أنت المسئول الأول الآن عن تغييره، وإذا لم تستطعى إعلان الزواج على أنه سيتم الآن فليس أمامك سوى الانفصال قبل افتضاح الأمر لأن عواقبه ستكون كبيرة وربما تدمر علاقتك مع أولادك لمدى الحياة، فغضبهم من زواجك فى العلن لا يقارن بما سيشعرون به تجاهك إذا علموا بهذا الزواج السرى فحاولى تدارك الأمر سريعا.
زوجى وطليقى
تزوجت بعد الانفصال من رجل محترم وافق على الاعتناء معى بأولادى الصغار مما ساعدنى على عدم الدخول فى مشاكل بشأن الإنفاق عليهم مع طليقى، وأصبحت أقبل أى مبلغ يرسله عن طريق والدتى وأعمل وأساعد فى مصاريف البيت وحياتى معقولة باستثناء أن زوجى الحالى عصبى جدا وسريع الغضب ودائما يترك البيت ويذهب عند والدته إذا حدث أى خلاف، ولم أعتذر له وأراضيه حتى لو كان هو المخطئ، واتفقنا فى بداية الزواج على عدم الإنجاب هو عنده ولدان مع زوجته السابقة وأنا عندى ولدان يعيشان معى، ولكن حدث وحملت وغضب لفترة ثم تصالحنا والآن اضطررت لترك العمل وأصبح ما يرسله طليقى شيئا ضروريا لأساعد زوجى الحالى فى الإنفاق على الأولاد وزادت مماطلات طليقى واضطررت للتحدث معه والشجار أكثر من مرة بسبب نفقة الأولاد، واتفقت معه أن أقابله فى بيت أمى لنتفق على نظام ثابت ومبلغ أكبر، وخشيت أن يغضب زوجى أو يمنعنى والموضوع مهم فلم أخبره وللأسف علم من الأولاد لأنني وأبوهم تشاجرنا وتدخل جيران والدتى لتهدئة الأمر، واتهمنى زوجى بالخيانة وترك البيت وذهب عند والدته ولا أعرف كيف أقنعه أننى لم أخنه لكننى أبحث عن حقوق أولادى، ولكنه لا يتحدث معى ولا أعرف ماذا أفعل؟
فاطمة
بداية حرصك على مصلحة أولادك أمر طبيعى لكنك لم تحسنى إدارة الأمر، فكان الأفضل أن تطلبى من أحد أقاربك أو أقارب طليقك التدخل لإلزامه بالنفقة، أو أن تتحدثى مع زوجك وتخبريه بما تنوين فعله حتى وإن غضب أو رفض، ولكن خوفك على مشاعره جعلك تخفين عليه الأمر، وهنا عليك بذل الجهد لينسى هذا الموقف لأنه من داخله يشعر بالغيرة من هذا الشخص الذى ذهبت لمقابلته دون علمه حتى لو أن المقابلة تمت فى بيت والدتك وكانت كلها مناقشات وشجار، فالحل يبدأ باعترافك بالخطأ وتكرار المحاولات لإرضائه ليشعر أن له أهمية خاصة عندك خاصة وأنك حامل الآن وتخشين أن يتطور الأمر ويفكر فى الطلاق كشكل من أشكال العقاب، وثقى أنها فترة وستمر ولكن يجب أن تجدى حلا دائما يضمن عدم تعرض زوجك لمثل هذا الموقف مرة ثانية كأن تطلبى منه أن يتولى هو الأمر مع طليقك، أو أن تجعليه يهدد طليقك أنه إذا لم يلتزم بما ينفقه على الصغار سيجعلهم يذهبون للعيش معه، أشركيه فى اختيار الحل الأنسب ليشعر بقيمته عندك وأنك تبحثين عما يرضيه لأنه زوجك ولا ترغبين فى إغضابه.
الهجر الجميل
من أشد الأمور قسوة أن ننهى علاقتنا بمن كنا نحبهم سواء كانوا أهلا أو أصدقاء أو أحبابا بالقطيعة لما يحدثه ذلك من شرخ فى القلب الذى نطالبه بتحويل مكانه من كانوا يوما هم الأقرب ليصبحوا الأكثر كراهية، ولذا علينا أن نتعلم الهجر الجميل الذى أوصانا به الله عز وجل أى أن نعيد ترتيب مكانة هؤلاء الأشخاص فى حياتنا بما يتناسب مع وضعهم الحالى فى قلوبنا بلا كراهية ونكتفى بتحويلهم من الدرجات الأقرب لدرجة المعارف أو المحيطين بنا أهم ما فى الأمر ألا نحول الذكريات الجميلة لذكريات مؤذية لسلامنا النفسى، فذكرياتنا الجميلة معهم ستظل تطل علينا بين الحين والآخر فلنجعلها دوما مصدرا للبهجة لا للحزن والأسى، ولنهجر من كانوا أحبابنا هجرا جميلا غير مؤذى.
ساحة النقاش