عام جديد سيبدأ بعد أيام وأنت ترغبين فى دعوة الأصدقاء للاحتفال معا بحلول العام الجديد، تتجولين ببصرك فى شقتك ثم تتنهدين، لا يوجد سنتيمتر واحد خال! الشقة مكدسة بالأثاث الجديد والقديم، بما ورثته من أمك وما أهدته لك جدتك أو صديقاتك، كلها أشياء ثمينة فى نظرك، غالية على قلبك، لا يمكنك أن تفرطى فيها، والنتيجة شقة مكدسة بالأشياء مستحيل تنظيمها ومن الصعب تنظيفها، وأنت والأولاد لم تعودا قادرين على التحرك بحرية فيها وإذا ضاع شيء من أحدكم فمن الصعب العثور عليه، الجميع يعانون الأمرين من زحمة المكان وتكدس الأشياء، ابنتك لا تجد حذاءها الذهبى الذى ستحضر به عيد ميلاد صديقتها، وابنك يبحث عن كرة السلة التى سيلعب بها مع أصدقائه، والزوج يصرخ مطالبا بالدواء الخاص به.
السبب فى كل هذه الفوضى احتفاظك بأشياء لم يعد أحد محتاجا إليها، وبنظرة إلى دولابك ستكتشفين أنك تعانين بشدة من فوضى التكديس وتمضين الساعات فى التفتيش والبحث عن أشيائك، وقد تتصورين أنك فى حاجة إلى بيت جديد، ولكن المشكلة ليست فى البيت بل فيك أنت! هذا ما يقوله د. ديفيد اف تولين، أستاذ متخصص في الطب النفسي بجامعة ييل ومدير مركز "اضطرابات القلق" في معهد هارتفورد للحياة "أنت فى حاجة إلى تغيير جذري في سلوكك"، وقد شاهدنا منذ فترة برنامجا تليفزيونيا أجنبيا لأشخاص يعانون من هذه المشكلة ويستعينون بخبراء لحلها، ويبدأ الخبير النفسى بالتحدث إلى الزوجة المسئولة عن ترتيب البيت ويوجه لها بعض الأسئلة، ثم يكتشف أنها عانت من صدمة عاطفية أو إصابات فى الدماغ تجعلها عاجزة عن ترتيب بيتها أو أنها شخصية "اكتنازية" مصابة بمرض عقلي واضطراب فى الانتباه واكتئاب وحزن مزمن يعيقها عن التنظيم ويؤدي إلى تراكم يضر بنوعية حياتها، وقد قرأت أن طبيبا أمريكيا قرر دراسة ظاهرة "التكديس" اللا إرادى التى يعانى منها ملايين الأمريكيين، وقام بدراسة بعض حالات المكتنزين القهرين مستخدما تقنية مسح الدماغ.(brain-scan technology)، وقام بطلب بعض "المكدسين" أن يقرروا التخلص نهائيا من بعض أشيائهم، وجعلهم يشاهدون ممتلكاتهم المختلفة في الماسحة الضوئية "السكانر"، ثم يتخذون قرارات بشأن ما يمكن التخلص منه نهائيا، ثم يقوم بالتخلص من تلك الأشياء أمامهم فى الحال، وقد لاحظ الباحث توترا شديدا لدى المصابين بداء الاكتناز فى نشاط القشرة المدارية الأمامية، وهي جزء من المخ تشارك في صنع القرار والتخطيط.
قررى اليوم وبمناسبة العام الجديد أن تبدئى فورا فى التخلص من كل ما لا تحتجين إليه فى بيتك مهما كانت علاقتك العاطفية به، كأن يكون هدية من شخصية عزيزة، أو غالى الثمن، أو ما زال يحتفظ برونقه.. إلخ.. صديقة لى وجدت الحل فى إهداء تلك الأشياء العزيزة إلى قلبها إلى أشخاص تحبهم، مثل الإخوة أو الأبناء وبذلك وفرت شراء هدايا فى المناسبات، والفرصة مواتية لك لأن تفعلى نفس الشيء بمناسبة العام الجديد، فلا تترددى.. وكل سنة وأنت طيبة.
ساحة النقاش