يزخر التاريخ الأفريقى بالعديد من المناضلات اللائى دعمن أوطانهن خلال الحروب والثورات حتى نجحن فى إثبات قدرتهن على تحمل المسئولية لتكتسب من نضالهن المرأة ثقة المجتمع الذى دعمها لتولى المناصب القيادية.
فى جولتنا التالية نستعرض بعض النماذج للمرأة الأفريقية التى تربعت على مقاعد القيادة وأثرن فى تاريخ بلادهن..
البداية من إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا والملقبة بالمرأة الحديدية، والتى ولدت في مونروفيا عاصمة ليبيريا, ودرست الاقتصاد حتى حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفاردعام 1971, بعدها عادت إلى ليبيريا للعمل في حكومة وليام تولبرت، لكنها شنت انتقاداتها بشأن إدارة البلاد, وسرعان ما غادرتها متجهة إلى الولايات المتحدة حيث عملت في البنك المركزي كخبيرة اقتصادية, ثم رئيسة جامعة هارفارد, لتترشح بعدها للانتخابات عام 2005 وتصبح أول سيدة ترأس دولة أفريقية عام 2006.
ومنذ تولى إلين الحكم تعهدت بتشكيل حكومة شاملة تداوي جراح الحرب, وخلال فترة حكمها قدمت العديد لبلدها حيث نجحت في إنهاء الحرب الأهليةالتي استمرت 14عاما لتلقىإشادة دولية واسعة لعملها من أجل إعادة إعمار ليبيريا،الأمر الذى أهلها للفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2011 واعتبارها من أكثر 100 شخصية نسائية تأثيرا فى العالم.
وانغازي ماثاي
ولدت ماثاي فى أبريل 1940بمقاطعة نييري الكينية,درست بمدرسة إهيثي الأساسية, وبعد بلوغها الحادية عشر من عمرها انتقلت إلى مدرسة سانت الابتدائية التابعة لبعثة مثاري الكاثوليكية في نييري حيث أتقنت اللغة الإنجليزية واعتنقت المذهب الكاثوليكي, وبعد إنهاء المرحلة الجامعية في علم الأحياء درست الماجستير, وفي عام 1971كانت وانغازي أول امرأة من شرق أفريقيا تنال درجة الدكتوراه من جامعة نيروبي لتعين على إثرها باحثة مساعدة بنفس الجامعة, ثم تدرجت في المناصب حتى أصبحت رئيس قسم التشريح البيطري,ثم عضوا فعالا في مجال حماية البيئة والدفاع عن حقوق المرأة, ما أهلها لشغل منصب رئيسة المجلس القومي للمرأة في كينيا,بالإضافة إلى نجاحها في بلورة فكرة زراعة الأشجار للمحافظة على البيئة, وفي عام 1977أنشأت حركة الحزام الأخضر التي زرعت أكثر من ثلاثينمليون شجرة في أنحاء كينيا من خلال توظيف النساء عبر شراكة مع منظمات دولية أخرى, ثم توسعت تلك الحركة لتشمل الدول الأفريقية حيث انضم إليها 45عضوا من 15دولة بالقارة الأفريقية, وفى عام 2004حصلت على جائزة نوبل للسلام وتوفيت في 25سبتمبر 2011م.
جيزيل رابيساهلا"وزيرة وناشطة حقوقية"
كانت رابيساهلا أول سيدة مدغشقرية تحظى بمقعد بالمجلس البلدي,شاركت في العمل السياسي عام 1956, وتزعمت حزب سياسي عام 1958, وفى عام 1977نصبت كوزيرة,ثم أسست صحيفة للدفاع عن حقوق الإنسان وكرست حياتها للدفاع عن استقلال مدغشقر.
كاثرين سامبا "رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطي"
انتخبت كاثرين رئيسة مؤقتة جديدة لجمهورية أفريقيا الوسطي خلفا للرئيس دجوتوديا بواسطة المجلس الانتقالي عام 2014.
ميريام ماكيبا "ماما أفريقيا"
ولدت مطربة جنوب أفريقيا بجوهانسبرغ،وحصلت على الجنسية الغينية في الستينيات, أثارت أغانيها المناهضة لنظام الفصل العنصري غضب السلطات الغينية ليتم تجريدها من جنسيتها ونفيها خارج البلاد,بعدها لجأت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح اسمها مريم, ثم أصبحت عضوا في المجموعة الغنائية الشهيرة "منهاتن براذرز", لتمنحبعدها جائزتى ماكيبيا وغرامي, وفي السبعينيات كانت أغانيها تتردد في جميع أنحاء العالم إثر مشاركتها في مهرجانات عدة للجاز, بعدها عادت إلى بلادها بعد تولي نلسون مانديلا رئاسة جنوب أفريقيا لتأسس مركزا لإعادة تأهيل المراهقات المشردات, وفي 2005قامت ماكيبا بجولتها الأخيرة في العالم وقالت وقتها:"يجب أن أذهب إلى العالم لأشكره وأودعه,بعد ذلك سأبقى في بيتي مثل الجدة,أريد أن ينثر رمادي في المحيط الهندي لأتمكن من الإبحار مجددا إلى كل هذه الدول".
قال عنها مانديلا إثر إعلان خبر وفاتها:إنها كانت السيدة الأولى للغناء في جنوب أفريقيا, وإنها تستحق لقب أم أفريقيا على أغانيها التى حملت ألم المنفى والبعد عن وطنها لـ 31عاما.
وإلى جانب ماما أفريقا ذكر التاريخ كيسيرا إيفورا "المتضامنة مع الفقراء من النساء والأطفال",فهي مغنية "المغربنا"وهو نوع من الموسيقى الذي يجمع بين غرب أفريقيا والبرتغال، وقد لفتت أنظار العالم عندما صعدت إلى المسرح لتلقي جائزة جرامي الموسيقية حافية القدمين لتضامنها مع المشردين.
مناضلات
حفل تاريخ المرأة الأفريقية بالكثيرات اللائى تولين المناصب المهمة والمراكز المؤثرة فى الرأى العام منهن دلاميني زوما التى تولت رئاسة الاتحاد الأفريقي بروندا، ونوارة باجيرينكا، بطلة أول مذبحة للتطهير العرقي والتى أسست منظمة نساء روندا الناشطات من أجل التغيير.
ساحة النقاش