كان فوز مصر برئاسة الاتحاد الأفريقى بمثابة ثمرة جهود متواصلة من القيادة السياسية التى حرصت على استعادة دور مصر الريادى فى القارة السمراء، وإنعاش العلاقات المصرية بالدول المجاورة لها بعد انقطاع دام لسنوات عديدة.
حول أهمية فوز مصر بهذا المنصب، ومجالات التعاون بين البرلمانيين المصرى والأفريقى وبخاصة فيما يتعلق بأوضاع المرأة والشباب، كان هذا الحوار مع النائبة البرلمانية مى محمود، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، وممثلة المرأة المصرية فى البرلمان الأفريقى..
في البداية كيف استعادت مصر مكانتها إفريقيا وترأست الاتحاد الإفريقي بعد عقود من الزمان؟
يدل فوز مصر برئاسة الاتحاد الإفريقي عام 2019 على الجهود التي بذلت منذ 4 أو 5 سنوات لاستعادة وضعها في القارة الإفريقية، فمنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان هناك تواجد لمصر بالقارة الإفريقية بشكل كبير حيث شاركت بشكل فعال في حركات التحرر الإفريقي، لكن بعد رحيله شهدت العلاقات المصرية الإفريقية فتورا حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وأولى اهتماما كبيرا بالقارة الإفريقية واستعادة علاقاتنا بها.
ما أهم مجالات التعاون بين البرلمانيين المصري والإفريقي خاصة فيما يختص بشئون المرأة والطفل والشباب وذوي الإعاقة؟
أنشأ البرلمان المصري لجنة جديدة تسمى لجنة الشئون الإفريقية، وهي لجنة مختصة بكل ما يتعلق بالعلاقات المصرية الإفريقية، تضم 5 أعضاء بالبرلمان الإفريقي، وأنا ممثلة المرأة في البرلمان الإفريقي، كما فزت بمقعد نائب رئيس لجنة الزراعة والبيئة والموارد الطبيعية والأمن الغذائي في البرلمان الإفريقي لمرتين متتاليتين، وقد كان لزيادة نسبة وجود المرأة في البرلمان المصري دور فعال داخل البرلمان الإفريقي، ونحن كأعضاء بالبرلمان نشارك بفعالية كبيرة في القضاء على ظاهرة ختان الإناث، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وورش عمل في العديد من الدول الإفريقية للتوعية بخطورة هذه الظاهرة، كما أن هناك برامج تنفذها مصر فى هذا الشأن بالتعاون مع الأمم المتحدة، وقد خضنا داخل البرلمان الإفريقي مواجهات كثيرة من أجل تملك المرأة للأراضي، ففي بعض الدول الإفريقية تحرم المرأة من تملك أرضها، ومن هنا أتت توصيات البرلمان المصري بضرورة إيجاد صيغة قانونية وتشريعية تتيح للمرأة تملك الأراضي وتحفظ لها حقوقها المادية كاملة، ومن المعروف طبعا أن هناك نساء إفريقيات كثيرات يعملن في الزراعة ولقد استضفنا فى مصر 25 نائبا من الدول الإفريقية، وتحدثنا معهم عن التكنولوجيا التي تستخدمها مصر الآن في مجال الزراعة، كما ننقل خبراتنا الآن للقارة الإفريقية في محاربة الإرهاب والتطرف بشتى صوره، إلى جانب المشروعات التنموية لتمكين المرأة الإفريقية اقتصاديا وسياسيا، وتدريب نساء كثيرات على القتال ممن التحقن بالجيش في بلادهن الإفريقية بالجيش المصري.
كيف تتدخل مصر وبشكل فعال في وقف النزاعات والحروب الداخلية الإفريقية والتي تكون المرأة أول المتضررين منها؟
تشرف مصر على لجان مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الإفريقي تجنبا للتشكيك في نتائجها وحدوث صراعات داخلها، كما كان لنا دور فى التيسير على الناخبين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة مستفيدين فى ذلك من تجربة الانتخابات البرلمانية المصرية خاصة في سن قوانين داخل البرلمانات الإفريقية تحفظ لذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم كاملة.
وما مدى التعاون بين مصر ودول القارة السمراء في القضاء على أمية المرأة الإفريقية؟
التعليم بالنسبة للدول الإفريقية يحل مشكلتي البطالة والإرهاب، ونحن من خلال وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي نعطي منحا دراسية للطلاب الأفارقة بمصر، كما نستقبل أعدادا كبيرة من الإفريقيات الراغبات في إكمال الدراسة الجامعية بمصر، حيث أعلن وزير التعليم العالي أن نسب الإفريقيات ستزيد هذا العام بشكل غير مسبوق في الجامعات الحكومية، كما أعلنت الجامعات الخاصة عن طرح منح نسبة كبيرة بمقاعدها للدارسين الأفارقة، بالإضافة إلى أن وزارة التربية والتعليم ترسل معلمين للقارة الإفريقية للحد من ظاهرة الأمية المنتشرة خاصة بين السيدات.
وماذا عن مشاركة المهندسين والخبراء المصريين بالتنمية الإفريقية؟
كانت توصيات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بالتنمية في إفريقيا شاملة كل المجالات، وفي مجال الإعمار والبناء يجد المهندسون المصريون إفريقيا سوقا جيدة للعمل، فمصر التي تنفذ بناء سد تنزانيا رغم وجود اختيارات كثيرة لتنفيذه.
إلى أي مدى يمكن للمصريين العمل في إفريقيا وما نوع التخصصات المطلوبة؟
يمكن للمهندسين المعماريين العمل في إفريقيا والمعلمين والأطباء وكذلك المهندسين الزراعيين حيث تقوم مصر حاليا بنقل الخبرة المصرية في مجال الصوب الزراعية لإفريقيا، وهناك مشروع كبير ينشئه سيادة الرئيس لربط شمال القارة الإفريقية بجنوبها، وخط سكة حديد سنراه قريبا بين مصر والسودان، كما نصدر طاقة كهربائية للسودان، إلى جانب إنشاء مشروع كبير لتوصيل الطاقة وتحسين أدائها لعدة دول أخرى، وهذه المشروعات التنموية الكبيرة قد تخلق فرص عمل جديدة للشباب المصري داخل القارة الإفريقية والتي من شأنها دعم مكانة مصر الاقتصادية والسياسية.
<!--ما الذي يمكن أن تستفيده مصر من تطور العلاقات المصرية الإفريقية بخلاف خلق سوق للعمل للشباب؟
بالإضافة للمكانة السياسية والاقتصادية سنحقق معا كدول للقارة الإفريقية مبدأ التكامل في كافة المجالات حيث يمكننا تبادل المحاصيل الزراعية والاستفادة من خبرات دول متقدمة في القارة الإفريقية كدولة جنوب إفريقيا، ففي الوقت الذي تزرع فيه مصر محاصيل شتوية على سبيل المثال تزرع جنوب إفريقيا محاصيل صيفية، وهنا يمكننا عمل تعاون زراعي كبير، وبدلا من أن تستورد مصر من أوروبا وأمريكا بعض المحاصيل الزراعية ستستوردها من إفريقيا بأسعار مخفضة مقارنة بالمحاصيل في أي دولة أخرى، بالإضافة إلى إعادة العلاقات المتجمدة بين شمال القارة وجنوبها إلى طبيعتها التي كانت عليها منذ عقود مضت.
ساحة النقاش