على الرغم من أن خطر الإدمان يظهر بالدرجة الأولى فيما بين أوساط الشباب والمراهقين، إلا أن الأمر لم يعد قاصرا عليهم فقد بات الأطفال يعانون أيضا من هذا الشبح، سواء كانوا فى حماية ذويهم أو بعيدين عنهم وفريسة للطرق والشوارع العامة، وفى كلتا الحالتين فهناك أسباب قد تدفع بإبنك وهو لم يتجاوز بعد مرحلة الطفولة إلى الإدمان، فكونى معنا حتى تعرفى كيف تحميه من هذا الخطر..

تشير العديد من الدراسات إلى أن البيئة تلعب دورا أساسيا في تعلم التدخين,وأن 35%من البالغين الذين يدخنون بانتظام تعلموا التدخين من سن 9سنوات، وأن التدخين المستمر للطفل يجعله أكثر عرضةللانسياق وراء إدمان المخدرات.

حب التجربة والفضول دفعا "أ.ح"ابنالـ7سنوات إلى تدخين السجائر ثم المخدر ويقول: كنت أخرج يوميا في الصباح الباكر ذاهبا للمدرسة مع مجموعة من زملائي وفى الطريق وجدنا طالبين مثلنا يقومون بالتدخين في أول شارع المدرسة فتساءلت لماذا يفعلون ذلك؟ فرد على أحد زملائي "ما تيجى نجرب ونعرف" واقترح علي أنا وزملائي أن نأخذ جزءا من مصروفنا اليومي ونشترى علبة سجائر، ومع تدخين أول سيجارة شعرت بأننى رجل لأننى أفعل ما يفعله الكبار، ومع مرور الوقت اكتشفتأمى تدخينى للسجائر من خلال رائحة فمي بعد عودتي من المدرسة وحاولت تقنعني بأن ما فعلته كان خطأ كبيرا وأن شرب السجائر غير ملائم لسني وبدأت بالتدريج أقلع عن تدخينها.

ويقول "ك.م": كنت معتاد يوميا أن أشترى بعض السجائر قبل ذهابى للدرس مع ابن عمتى, وذات يوم شعرت بتعب شديد وصداع أثناء حضورى للدرس فذهبت للطبيب بصحبة والداى وأجريت الفحوصات اللازمة التى أظهرت إدمان مادة مخدرة، فشجعنى والداى على تلقى العلاج وبعد الشفاء وعدنى والدى بإلحاقى بأحد الأندية لممارسة رياضة السباحة.

أما مها عبد الرحيم، ربة منزل فتقول: يحرص ابنى -6سنوات-على تقليد والده فيمسك بالسيجارة ويضعها في فمه وكأنه يدخن، في البداية تهاونت مع الأمر وسخرت من فعله لكنني وجدته كرر هذا الموقف أكثر من مرة ما جعلني أحكي لوالده وأطلب منه عدم التدخين أمامه مرة أخرى وأن يحكى له عن أضرار التدخين على صحة الإنسان، وفعلا بدأ ابنى ينسى هذه العادة وينشغل بفعل أشياء أخرى يحبها كالرسم.

البداية من الأسرة

يعلق د. تامر عبد الرحمن،استشاري الطب النفسي والإدمان على أسباب تدخين الأطفال وتعاطيهم المخدرات قائلا: تبدأ الأسباب التي تدفع الطفل للتدخين أو إدمان المواد المخدرة من الأسرة كتقليده لوالده ورؤية المدخنين في الشارع أو التليفزيون أو المدرسين في المدرسة ما ينمى لدى الطفل الشعور بالفضول وحب التجربة في ظل غياب المتابعة الأسرية وعدم توجيه الأب أو الأم لطفلهما بأن التدخين عادة خاطئة، وكذلك تأثير الأصدقاء ورفاق السوء في جذب الطفل لتدخين السجائر أو تعاطي مواد مخدرة داخل المدرسة واعتبار المدخن قدوة ينحاز إليها الطفل ويقلده، كما أن التفكك الأسرى من الأسباب التي تجعل الطفل أكثر عرضة للإدمان، إلى جانب غياب دور المدرسة وعدم اهتمام المدرس بمتابعة التلاميذ وسلوكهم داخل الفصل، بالإضافة إلى غياب روح الابتكار لدى الطفل وعدم تشجيع مواهبه وممارسة الرياضة.

وينصح د. تامر لمعالجة الإدمان لدى الطفل بتنظيم برامج وأنشطة داخل المدرسة ودعم ومكافأة الطلبة المتميزين والمدرسين غير المدخنين، بالإضافة إلى عقد ندوات توعية داخل النوادي ومراكز الشباب عن مخاطر الإدمان والتدخين،وتوعية الأسر من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى وتأييد فكرة عدم التدخين والدائرة البيضاء.

التدخين السلبى

ترى د. عزة أحمد صيام، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنهاأن مواجهة التدخين لدى الطفل يجب أن يكون من خلال النصح والإرشاد وتعريفه أن التدخين عادة سيئة وأن الجميع ينفر منه لرائحة فمه الكريهة، وتنصح الأم بمحاورة الطفل للتعرف منه عن النفع الذي يعود عليه من شرب السجائر، بالإضافة إلى تقليل المصروف اليومى حتى لايتمكن من شراء السجائر.

ويشير د. عبد المنعم شحاتة، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفيةإلى مخاطر التدخين السلبي على الطفل ويقول: الأب الذي يدخن بجوار ابنه يساعده في تعلم التدخين من خلال العناصر والمواد الموجودة في السيجارة فعندما يشمها الطفل يتكيف جسمه عليها،لذا من الضروري عدم التدخين أمام الطفل نهائيا للحفاظ على صحته العضوية لأنه أكثر عرضة للإصابة بأمراض الصدر والجهاز التنفسي.

 

يقول د. بدر عباس راشد، نائب مدير مستشفى الصحة النفسية بالخانكة:يختلف العلاج بالنسبة للمدخن أو المدمن من طفل لآخر حسب نوع المخدر والحالة ومدة التعاطى وهذا ما يحدده الطبيب المعالج، ويأتى دور الأسرة أيضا بالحوار والتوعية خاصة إذا كان الطفل مدخنا وذلك من خلال توجيهه بأن ما يفعله خطأ والرد على تساؤلاته،وتعزيزثقتهبنفسه وتقليل ساعات مشاهدته للتليفزيونوتصفحه الإنترنت، بالإضافة إلى متابعة ومراقبة الطفل داخل المنزل وخارجه والتواصل مع مدرسيهمعضرورةتنظيم برامج وأنشطة لدعم وتشجيع الطفل على الإقلاع عن التدخين، وفى حالة عدم استجابة الطفل للنصح والإرشاد لابد من عرضه على طبيب نفسي وإخضاعه للعلاج والتأهيل النفسي ومعالجته.

المصدر: كتبت : أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1635 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,367,817

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز