لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]
هل تذكرين مسلسل "نصف الربيع الآخر"؟!.. فحياتي مشابهة لإحدى بطلاته!.. أنا ربة منزل في أول العقد الخامس من العمر، بدأت حكايتي منذ 30 عاما حين تقدم لخطبتي شقيق صديقتي المقربة.. وقتها كان موظفا بأحد البنوك وكنت على علم أنه عاش قصة حب مع فتاة مماثلة له في العمر وظل يحلم بالزواج منها إلا أن أسرتها رفضته للفارق المادي بينهما.. وطبيعي أنني لم أتوقف عند تلك التجربة فغالبية الشبان يمرون بقصص مماثلة.. تزوجنا وأنجبت له ولدا وبنتا.. عشنا حياة هادئة لا يعكرها سوى الظروف المادية الصعبة لكنني دوماً كنت أرى أن الحب كفيل بالتغلب على كافة المصاعب.. هكذا مضت 10 سنوات من زواجنا حتى نجح زوجي في الحصول على عقد عمل بالخليج ولأنني والأولاد لا نستطيع العيش بعيداً عنه انتقلنا جميعاً لمقر إقامته.. وظللنا بالخليج لأكثر من 13 سنة حتى أنهى الأولاد دراستهم الجامعية ونجح ابني في الحصول على عقد عمل هناك بينما تزوجت ابنتي من شاب يعمل بنفس الشركة التي يديرها زوجي.. وأخيراً قررت الشركة الخليجية فتح مقر لها بالقاهرة وأسندت إدارته لشريك عمري.. كدت أطير من الفرح، فأخيراً سأعود للوطن.. ودعت أولادي ورجعت القاهرة وزوجي ليستلم منصبه الجديد.. كان كل شيء تغير في السنوات التي قضينها في الخارج فرحل والداي وانشغل الأهل والمعارف كل بعالمه لكن هذا لا يهم دام زوجي بجانبي فلن ينقصني شيء.. فهل قدر احتياجي إليه؟!.. للأسف، بعد 29 سنة عشرة تزوج أخرى!.. وليتها أي أخرى لكنها تلك المرأة التي أحبها أثناء دراسته الجامعية.. فقد توفى زوجها ولم تنجب وبكل بلادة جاءني معترفاً بعشقه الذي لا يزال يسري بدمائه ولابد أن يتزوجها خوفاً عليها وعليه من الوقوع فيما حرمه الله.. ولم ينسَ أن يضع مبلغا ماليا ضخما في حسابي البنكي على سبيل التعويض! نزلت كلماته كالصاعقة، رجل في آخر الخمسين وامرأة مماثله له في العمر يريدان الحلال خشية الخطيئة!.. أكاد أفقد عقلي بل بت على يقين أنني فقدته فعلاً ولا أعرف كيف أتصرف ولا ماذا أفعل بعد العمر الذي أهدرته مع من لم يقدره.. هل أطلب الطلاق أم أصبر عله يندم ويعود لصوابه؟!..
د . أ "التجمع"
أدرك تماما ما تعانيه جراء طعنة الغدر التي تلقيتيها من رجل حياتك، لكن طالما أنكِ تتساءلين عن طلب الطلاق من عدمه فهذا يعني أنكِ ما زلتِ باقية على بيتك وعلى استعداد لمسامحته حال ندمه.. لذا أرى ألا تتسرعي في اتخاذ أي قرار مع أهمية مواجهة الواقع بكافة الاحتمالات.. فقد يبقى على هذه الزيجة ومن ثم عليكِ محاولة التغلب على أحزانك والبدء من جديد مهما صعب عليكِ الأمر.. فكري بهدوء في الكيفية التي تنوين استكمال حياتك بها.. هل تستسلمين للإحباط واليأس أم تبحثين لنفسك عن أهداف جديدة سواء كانت عمل، هواية، نشاط اجتماعي.. ربما أشعر ذلك زوجك بالندم والخوف من فقدانك وحتى لو لم يحدث فاستقلالك المعنوي سيساهم في اتخاذ ما ترينه الأنسب لمستقبلك.
ساحة النقاش