بقلم : إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا مي كانت تقرأ مسرحية روميو وجوليت للشاعر الإنجليزي الكبير ويليام شكسبير والتي كتبها في أواخرالقرن السادس عشر وتحكي قصة العاشقين الصغيرين الذين جمعهما الحب رغم العداوة والكراهية التي كانت بين عائلتيهما, وقد أرادا الفرار بحبهما لكن روميو ظن أن حبيبته قد ماتت فانتحر, وعندما أفاقت جوليت لم تجد غير خنجر روميو لتنهي به حياتها ويخلدان كشهيدين للغرام..

انسالت الدموع على وجنتي مي وهي تقرأ سطور المسرحية الأخيرة..

عندما عرفت الجدة سبب بكائها ابتسمت لها مؤكدة أن كل من قرأ ذلك العمل تأثر به عبر السنوات الطويلة وفي كل أنحاء الدنيا, فهما بالفعل رمزا العشق في كل العالم.. أومأت مي رأسها بالإيجاب, لكن الجدة فاجأتها بالسؤال ماذا لو لم ينتحر روميو؟! لنفترض أنه حينما رأى جوليت وهي منومة وظن أنها فارقت الحياة ظل يبكي حتى فاقت وفرح الحبيبان وهربا لينتصر العشق على الكره والعداوة..

هنا فرحت مي كثيرة مؤكدة أنها ستكون نهاية رائعة, لكن الجدة خالفتها الرأي وابتسمت لها وهي تشرح لها وجهة نظرها بأن روميو لو كان عاش مع جوليت زوجا وزوجة ما كانت السعادة لتظلل حياتهما بل على العكس ففي أول خلاف سيقع بينهما سيعير كل من هما الآخر بعائلته, كما أن أسرة كل واحد منهما ستستخدمهما ليس لإخماد نار العداوة بل على العكس لزيادتها اشتعالا..

إضافة لشيء مهم أن كلا منهما كان صغيرا جدا في السن فمشاعره يغلفها طابع الاندفاع الذي سرعان ما ينتهي ولا يبقى غير ميراث الكراهية بينهما..

هزت مي رأسها

-    خير ما فعله شكسبير إنه موت روميو وجوليت.

المصدر: بقلم : إيمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 474 مشاهدة
نشرت فى 29 فبراير 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,457,778

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز