كتبت : سمر عيد

أسباب عديدة قد تتسبب فى نشوب الخلافات بين الزوجين، لكن تعود معظمها إلى ميزانية الأسرة فى شهر رمضان أو تبادل الزيارات العائلية مع الأهل، وإقامة العزومات الرمضانية حتى وإن كانت على نطاق محدود فى ظل ظروف الحظر، فكيف تتجنب المرأة أى خلافات قد تعكر صفو علاقتها مع زوجها فى رمضان، وكيف تبتعد عن الأسباب التى تؤدى إلى المشكلات؟

» حواء « استطلعت آراء بعض ربات البيوت وخبراء العلاقات الأسرية حول أبرز أسباب  الخلافات خلال الشهر الكريم وطريقة تجنبها..

فى البداية تقول سوزان أحمد،موظفة بإحدى الشركات الخاصة:تنشب الكثير من الخلافات بينى وزوجى فى رمضان ،فأنا امرأة عاملة ولا أنتهي من عملي إلا الساعة الثالثة عصرا وتستغرق المسافة من عملي لبيتي حوالي ساعة،وعندما أعود إلى المنزل أكون قد استنفذت قواي ولا أستطيع أن أنام قبل موعد الإفطار فأنا أدخل على المطبخ مباشرة لتجهيز طعام الإفطار نظرا لأن زوجي لاينتهي من عمله ولا يأتي إلى المنزل إلا قبل المغرب بساعة تقريبا، وبعد انتهاء اليوم الشاق أحاول الخلود إلى النوم لكن مع الأسف أجد كما كبيرا من الصحون تحتاج إلى التنظيف، ووسط مسئولية المنزل والأبناء لا أجد وقتا للراحة ما يصيبنى بالتوتر الذى يتسبب فى نشوب خلافات بينى وزوجى على أبسط الأمور.

أما هبة مسعد، ربة منزل،فتنشأ الخلافات بينها وزوجها مع اليوم الأول من رمضان ومع من سيقضونه، وبين تبادل الآراء ورغبة كل منهما فى الإفطار مع أهله تدب المشكلة، وتقول: تكون النتيجة أحيانا أننا لانفطر معا كأسرة واحدة في أول أيام رمضان، فأنا أصطحب ابنتي الكبرى ونذهب للإفطار مع أمي بينما يصطحب زوجي ابني وابنتي الأصغر ويذهب للإفطار مع والدته،وطبعا تغضب والدته من ذلك،وتعبر عن احتجاجها عندما نقوم أنا وزوجي بدعوتها على الإفطار في منزلنا،بينما تتقبل والدتي غياب زوجي عن مائدتها في أول أيام رمضان دون معاتبته.

تقول جودي إبراهيم، موظفة بإحدى شركات المقاولات الخاصة: عادة ما أقوم بادخار بعض النقود قبل أن يهل علينا الشهر الكريم وأخصص مبلغا محددا لدعوات الإفطار في رمضان وآخر لشراء ملابس الأطفال وكحك العيد،لكن قد تحدث بعض الأمور الطارئة تهدم لي كل الميزانية وتضطرني لطلب المزيد من النقود من زوجي ما يتسبب فى الشجار بيننا ليتهمني بالتبذير والإسراف،وعندما سئمت من شجاره معي في الشهر الكريم العام الماضي جعلته هو من يتولى ميزانية الشهر ويشتري كل شيء بنفسه،وكانت النتيجة أن راتبي وراتبه قد نفذا بعد مرور 10 أيام فقط من الشهر الكريم واضطررنا أن نفطر باقي الشهر عند والدته تارة ووالدتي أخرى،وبعد ذلك وعدني بميزانية مفتوحة في الشهر الكريم.

ودعى الخلافات

تقدم د. منار عبد الفتاح، خبيرة العلاقات الأسريةبعض النصائح لتجنب الخلافات الزوجية في رمضان وتقول: من المهم إشراك الزوج في كل شيء يخص الشهر الكريم،سواء الميزانية المعدة لهأو شراء احتياجات المنزل أو تجهيز مائدة الإفطار أو شراء الملابس للأطفال وكحك العيد،فأغلب المشكلاتبين الزوجين تكون بسبب اتهام الزوجات بالإسراف، فضلا عن توجيه دعوة الإفطار إلى الأهل أو قضاء اليوم الأول وكذا أيام العيد، لذا على المرأةالاتفاق مع زوجهاعلى قضاء يوم مع أهله وآخر مع عائلتها،أما بالنسبة للأسر الكبيرة فأقترح أن يقوم كل شخص بطهي صنف من الطعام ويتشاركوا معا في تجهيز مائدة الإفطار ما يخفف الأعباء المالية على الأسرة المضيفة، كذلك ينبغي على الزوج مساعدة الزوجة في المطبخ خاصة إذا كانت عاملة حتى لايتحمل شخص واحد في الأسرة كل متطلبات أفرادها بمفرده.

وتتابع: أما بالنسبة لملابس العيد فأنصح بشرائها قبل رمضان، كما يمكن الاقتصاد فى شرائها نظرا لارتفاع الأسعار الأمر الذى يحمل الأسرة عبأ على ميزانيتها، وأنصح المرأة لتتجنب الشجار مع زوجها أن تتخير الوقت المناسب لطلب النقود،وألا تتحدث معه في المصروفات أثناء الصيام خاصة إذا كان مدخنا، ويمكنها دعوة الأقارب على السحور وليس على الإفطار حتى لاتكلف نفسها وزوجها أموالا طائلة في إعداد مائدة الإفطار، ومن الضروري جدا إشراك الزوج وتحميله المسئولية في شراء بعض احتياجات رمضان حتى يعرف أين تذهب ميزانية المنزل، ويفضل الذهاب مع زوجهالصلاة العشاء والتراويح وشرب عصير أو تناول قطعة من الحلوى بعد الانتهاء منها فمثل هذه الدقائق من شأنها أن تصلح العلاقة وتقويها، بالإضافة إلى  عدم الدخول في نقاشات ومعاتبات مع أهل الزوج في رمضان،وبهذه الطريقة يمكننا تجنب الخلافات الزوجية في الشهر الفضيل.

تجنبى الإجهاد النفسي

تقول د. أميرة شاهين، أستاذة علم النفس: لا داعي أن تحمل حواء  نفسها مالاتطيق في رمضان سواء من الناحية المادية أو النفسية،فنحن لدينا فترة قبل رمضان للاستعداد له سواء عن طريق تجهيز وجبات جاهزة وسريعة لطهيها أو عن طريق عمل ميزانية مخصصة للشهر الكريم،واحذري من اقتراض نقود من أي شخص من أجل عمل موائد وعزومات في رمضان لا تستطيعين تحمل تكلفتهاويمكن استبدالها بعزومات السحور أو دعوات ما بعد الإفطار لتناول الحلوى، فرمضان شهر الصيام والعبادة وتقوية صلة الإنسان بربه وليس للتباهي وعمل الموائد،ومن الأفضل حل أية مشكلة تنشأ بينها وزوجها في جو من الهدوء والتفاهم.