كتبت : ابتسام أشرف

علامات استفهام عديدة يضعها الرجل والمرأة حول علاقتهما العاطفية وسبب الاختلاف بينهما ففى الوقت الذى يرى الرجل فيه أن أفعاله خير دليل على مشاعره تجد المرأة صمته إهمال وجفاء، فكيف يعبر كلا منهما عن عواطفه وهل يؤدى الاختلاف فى طريقة التعبير بينهما عن الحب والعواطف إلى مشكلات؟، وأخيرا كيف يمكننا تجنب مثل هذه الخلافات والحفاظ على ما يجمعنا من مشاعر عاطفية جميلة؟

تقول لليان سمير، مهندسة: لحبى الشديد لزوجى أردت أن أعكس له ذلك من خلال اهتمامى بكل تفاصيل حياته ظنا مني أنه سيحب ذلك حتى أننىكنت أهتم بجدول عمله اليومي, وبعد مرور سنتين من الزواج جلس وتحدث معي محادثة لن أنساها أبدا,أبلغني أن كل ماأفعله ماهو إلا قيد أضعه حول رقبته وأن أصدقاءه دائما يتهموهبخوفه منى، ما جعلنى أتساءل هل التعبير عن الحب والاهتمام قيد؟ لذا كان لابد أن أقف وقفة مع نفسي وأنظر من وجهة نظره حتى تواصلنا لحل وسط لكننى ما زلت لا أفهم كيف يفكر الرجال؟

أما منى محمد فتقول: بعد ولادة ابني الأولي ابتعد عني زوجي كثيرا, ظننت أنه يقدر تعبي مع ابني ومراعاته لكن بعد حوالي سنة ونصف حملت بابنتي وهنا اتسعت الهوة بيننا ما أثار غضبى,لكن ثقتي به جعلتني لا أشك به يوما وقلت أنه مشغول بعمله خصوصا أنني كنت ألبي جميع الواجبات المنزلية لكننا فقدنا الحوار بيننا,اعتقدته أيضا تقدير لتعبي ثم اعتقدت أنه لديه مشكلات بالعمل، لكن بالصدفة اكتشفت أنه يتحدث إلى أخرياتوهنا صدمت كيف لم أفهمه؟ وكيف فقدنا التواصل إلى هذا الحد؟اتخذت وقفة معه ومع نفسي واكتشفت أنني ماحملته يوما مسئولية الأولاد التي كانت السبب فى بعدى عنه.

وتقول رهف ممدوح: فى بداية زواجي كانت الخلافات بيني وزوجى علىأشدها,فأنا أحب الهدايا والمفاجآت وهو لا يعتبرها من الأولويات، ولأن الحب ما يجمع بيننا اتفقنا أن أذكره بكل المناسبات وذكرياتنا سويا, واتفق أنه سيقدم لي الهدايا وأنني سأتفاجأ كأنه تذكر من تلقاء نفسه وأصبحت حياتنا أفضل.

وتسرد بسمة محمود, قصتها مع الاختلاف بينها وزوجها قائلة: لم تكن متطلباتي كثيرة،فالحب فقط هو طلبي الأول والأخير، ورغم أن زوجى كان يقسم أنه يحبني إلا أننى لم أجد ترجمة فعليه لحبه, ففى الوقت الذى أقدم له الهدايا وأهتم بالذكريات التى جمعت بيننا لم يكن يهاتفنى للاطمئنان علي أثناء تواجده فى العمل حتى أخبرتنى صديقة لى أن هذا من طبع الرجال.

فطرة أم عادة

تعلقد. هالة منصور،أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس على الاختلاف بين الرجل والمرأة قائلة: بداية على الرجل أن يعلم أن إحساس المرأة مهم ويجب مراعاته, فالمرأة لديها 60% هرمونات تؤثر على حالتها المزاجية، بينما يؤثرعقل الرجل على تفكيره، فالأنثى لديها عاطفتها وحنانها الذي نادرا مايتفهما الرجل ويتجه دائما إلى كل ملموس، وبينما هو ينظر إلى الوقائع والدلائل تفكر هى بقلبها قبل عقلها، لذا على كل منهما أن يتأنى جيدا فى اختيار شريك حياته الذى يشاركه الاهتمامات والميول قدر المستطاع.

وترى سهير صفوت، مسئول الاستشارات الأسرية بمركز الخدمات المجتمعية بكلية التربية بجامعة عين شمس وأستاذ علم النفس أن بين الراجل والمرأة اختلاف أيدولوجي وجسماني إلا أن الله خلق ذلك وجعلهما متكاملين، وترجع الخلافات التى تنشأ بينهما إلى التنشئة المجتمعية والمعاير التي نربي عليها أبناءنا، داعية الأهل إلى مخاطبة أبنائهم بالمساواة لا بالتمييز بينهما على أساس الجنس.

وتقول: نحن من قررنا أن ذلك الاختلاف هو ضعف لدى الأنثى ليس الفطرة التي خلقنا عليها التى تعنى الانسجام والرحمة والمودة بين الذكر والأنثي، لكن العاداتوالتقاليد والتنشئة هي التيخلقت الخلاف، فالرجليتجبر والمرأة تصنع الألاعيب وهكذا، لذا علينا تربية البنت والولد على المساواة وأن يعلما أنهما يستطيعا تحقيق كل النجاحات معا وكل منهما يستطيع أن يكون أقوى بالطرف الآخر.

العند

أما حنان رشدي، استشاري موارد بشرية وعلاقات أسرية فترجع الاختلاف بين الرجل والمرأة إلى العند وتمسك كل طرف برأيه ورفضه التنازل الذى يعتبره الكثير ضعف، وتقول: لابد أن يدخل كلا الطرفين العلاقة ولديهما قرار النجاح, وأن ينسيا أمر الانفصال بذلك يستطيع كل طرف التغاضي عن عيوب الآخر ويعلم أنهما بالتفاهم سيقفا علىأرض صلبة يستطيعا من خلالها التعامل مع اختلافهما، وأن يعلم كل منهما أن الزواج بداية جديدة للتعبير عن الحب, وأنيضعا اختلافهما نصب أعينهماليعلم الراجل أن المرأة تحب بأذنها ولتعلم الأخرى أن الرجل يحب بعقله وعينه، لذا نصيحتى للرجل أن يستمع إلى زوجته وأن يتحدث معها بالكلام الطيب.