كتبت : ايمان عبدالرحمن

كيف يكون شكل الحياة بين الزوجين إن وجد بينهما فروق اجتماعية مادية أو تعليمية، هل يمكنهما التغلب عليها أم ستكون سببا فى إفشال العلاقة بينهما؟ هذا هو ما حاولنا البحث عن حلول له فى جولتنا التالية..

في البداية يقول محمود حسين، مدرس: تزوجت من صديقة أختى الجامعية، وبسبب الفارق الكبير فى ثقافتنا التى تختلف من المجتمع القاهرى والريفى لم تتحمل زوجتى هذه الفروق الاجتماعية والمعيشية خاصة أن السكن كان في قريتى، وهو ما دفعها لطلب استئجار شقة في القاهرة بعد سنة من الزواج وهو ما لم يكن في مقدورى، الأمر الذى انتهى بالطلاق.

وتحكي حياة السيد، محاسبة بأحد البنوك قصة قريبتها الحاصلة على درجة الدكتوراه فتقول: تقدم لها عريس ثري ونحن من طبقة متوسطة لكنه أقل منها في التعليم ووعدها بنقلة مادية كبيرة والانتقال إلى فيلا وتملكها سيارة أحدث موديل وفوجئنا بموافقتها دون تردد، وحاولنا تقديم النصيحة لها لكنها للأسف انبهرت بالحياة الثرية ووافقت على الزواج ظنا منها أن المال كفيل بتذويب أي فوارق بينهما، ومنذ أول شهر لم تستطع التأقلم مع طباعه، فحتى في شهر العسل كانت تشعر بالخجل من عدم مقدرته الظهور بمظهر لائق أو التعامل أثناء الأكل في الفندق وعدم استطاعتها الظهور معه في المناسبات الاجتماعية ووسط زملائها، وبعد ست شهور طلبت الطلاق منه.

وتقول ريناد المحمدي: تزوجت من زميلى في العمل وبعد الارتباط استقلت من عملى لتربية الأولاد وهو ما شغلنى عن استكمال دراستى العليا، وقد كان حصولى على رسالة الماجستير سبب مشكلات بيننا لإحساس زوجى أنه أدني منى، وبعد مشكلات عديدة قررت عدم استكمال الدكتوراه خوفا على هدم حياتي الزوجية.

التكافؤ شرط أساسي

عن أهمية التكافؤ بين الزوجين تقول د. ريهام عبد الرحمن، استشاري العلاقات الأسرية والتنمية الذاتية: لاشك أن التكافؤ بين الزوجين شرط مهم لضمان نجاح الحياة الزوجية سواء كان ماديا أو اجتماعيا أو ثقافيا، والتكافؤ لا يعني بالضرورة التطابق لكن معناه التقارب والتكامل، ومن  الطبيعي أن تحب المرأة الزواج في نفس مستوى معيشتها في بيت أسرتها إن لم يكن أعلى حتى تتوفر عناصر القوامة والاحتواء فى الزوج فكلما أنفق الرجل على زوجته وشعر بقوامته كانت الحياة سعيدة، وإذا اختارت المرأة من هو أقل منها ماديا بعد الزواج تبدأ البحث عما ينقصها وتشعر بعدم السعادة وضرورة أن تكون في كنف شخص متكفل ماديا بها، وحتى الزوج سيشعر بانعدام الكرامة والحساسية تجاه أي كلمة أو مشكلة بسيطة فتدب الخلافات وتستحيل العشرة بينهما.

وتضيف د. ريهام: أحيانا تستمرعلاقات زوجية بدون تكافؤ تعليمي لكن ليس إلى حد درجة عدم التعليم، فيكون من المقبول أن تكون المرأة أقل تعليما من زوجها باعتبار الرجل صاحب القوامة، لكن العكس قد لا يقبله بعض الرجال إلا من لديهم ثقة بأنفسهم لأن المستوى التعليمي ليس مؤشرا على قدرة الفرد على تسيير الأمور واتخاذ القرارات ربما خبراته الحياتية تكون أعلى من مستوى تعليمه فيكون قادرا على دعم زوجته ما يشعرها معه بالأمان، وعلى العكس فقد يكون الرجل حاصلا على درجة علمية مرموقة لكن يختفى بينه وزوجته الاستقرار النفسي والمعنوي. التفاهم مهم أما عن كيفية التعامل مع هذه الاختلافات بين الزوجين فتقول د. نادية جمال الدين، استشاري التنمية الذاتية والعلاقات الأسرية: تحدث الكثير من المشكلات بين الزوجين بسبب عدم التكافؤ لكن الحكم على استمرار هذه الزيجة ونجاحها من فشلها يكمن في إجابة سؤال مهم، هل هناك تفاهم وحب ورضا بين الطرفين أم لا؟ ومدى تأثير آراء الآخرين على الخلافات بينهما؟\ فالمشكلة الأساسية تكمن في درجة الوعي والتمسك بالطرف الآخر. وتتابع: يمكن التعامل مع الاختلاف الثقافي وإن كانت الحلول صعبة وتحتاج إلى وقت وبذل مجهود حتى تستمر العلاقة، فأحيانا يكون الطرفان متكافئين وبعد الزواج يتفوق أحدهما في درجته العلمية أو الحياة العملية فيشعر الآخر بالنقص، لذلك يجب أن يتمتع كل من الطرفين بسعة صدر والقدرة على بث الثقة فى الطرف الآخر، بالإضافة إلى أهمية تقديم بعد التنازلات حتى يتقبل شريكه هذا التغيير، مع أهمية اعتماد الحوار وسيلة لمعرفة أسباب الخلاف، والتركيزعلى المشكلة أثناء النقاش للوصول لأفضل حل يرضي الطرفين.

الأبناء هم الضحية

تختم د. نادية حديثها قائلة: يتأثر الأولاد كثيرا في حالة وجود اختلافات ثقافية أو تعليمية بين الأبوين بسبب اختلاف طريقة تربيتهما ما يؤثر بالسلب على طريقة التعامل مع الأولاد وأسلوب التوجيه، خاصة إذا كان مستوى الأم أعلى ثقافيا واجتماعيا من الأب، لذا يجب مراعاة ذلك عند اختيار شريك الحياة.

المصدر: كتبت : ايمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 685 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,750,031

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز