كتبت : هايدى زكى
فى ظل الظروف التى عاشتها البلاد منذ عدة أشهر أسوة بما يحدث عالميا، واتخاذ الدولة العديد من الإجراءات الاحترازية لمنع تفشى وباء كورونا، ،» أون لاين « والاعتماد خلال المرحلة الماضية وبصورة كبيرة على التعليم كيف ترى الأسر العام الدراسى الجديد وهل يفضلون هذه الطريقة من التعليم بعد أن أثبتت فعاليتها؟ أم مازالوا يفضلون إنتظام أبنائهم بصورة كاملة فى الفصول الدراسية؟
فى البداية تقول هبه محمد، مدرسة بالمرحلة الابتدائية: هناك مقترح بتقسيم الطلاب لمجموعات بحيث يتمكنون من الحضور للمدارس فى فرق موزعة على عدة أيام لحل مشكلة الكثافات المرتفعة للمدارس والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعى التى تقتضيها إجراءات مواجهة الفيروس بالإضافة إلى تقليص الأسبوع الدراسى ليومين فقط بحيث تمتد الحصص والأنشطة الدراسية خلالهما حتى الساعة الخامسة مساء، فى مقابل الاعتماد على التعليم عن بعد باقى أيام الأسبوع الأمر الذى يثير مخاوفى حول تطبيق هذا المقترح على مختلف المراحل التعليمية والتى يحتاج الطلاب خلالها إلى التفاعل المباشر مع المدرس.
وترى إيمان السيد، مدرسة لغة فرنسية، أن كل قرار له إيجابياته وسلبياته، فبالرغم من أن التعليم عن بعد يفقد العملية التعليمية التفاعل بين الطالب والمدرس إلا أنه يحمى الأول من مخاطر انتقال الفيروس خاصة وأن هناك بعض المدارس تعانى زيادة فى عدد الطلاب.
أما حمدى إمام، ولى أمر لخمسة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة فيرى أن القرار له إيجابيات كثيرة أبرزها إتاحة الفرصة للطلاب ليتعرفوا على التكنولوجيا الحديثة واستخدامها بشكل سليم، فضلا عن توفير الوقت والجهد الذى يبذله الطلاب فى الذهاب والإياب من المدارس، إلى جانب المرونة وإتاحة الفرصة للطلاب بإعادة مشاهدة الشرح والأسئلة أكثر من مرة لتثبيت المعلومة، لافتا إلى أهمية الاهتمام بتدريب المعلم على كيفية شرح المنهج عبر الانترنت.
ويقول محمد مصطفى، ولى أمر: عند التفكير فى أى قرار يتعلق بالعملية التعليمية يجب مراعاة أن هناك بعض الطلاب وأولياء الأمور ليسوا على دراية كافية بالتعامل مع أنظمة التعليم التكنولوجى، فضلا عن عدم توفرها لدى الكثيرين ما يجعل من الصعب مشاهدة البرامج التعليمية ومتابعة المنصات التكنولوجية.
وتقول نهاد السيد، طالبة بكلية طب عين شمس: لا مانع من التعلم عن طريق المنصات الإلكترونية ولكن هناك بعض المواد العلمية التى تحتاج إلى معامل وأبحاث، لذا أرى إمكانية تطبيق القرار على الكليات النظرية كالتجارة أو الحقوق وليست العملية.
ويلقى الطالب مصطفى الزينى، الضوء على مشكلة تواجه تطبيق التعليم عن بعد وهى ضعف الانترنت فى الكثير من المناطق حتى مع توزيع شرائح الاتصالات وأجهزة التابليت على الطلاب، داعيا إلى توفير بنية تحتية للتعليم "أون لاين" وأهمها حل مشاكل الشبكة والأعطال المفاجئة وتخصيص اشتراكات للطلبة بأسعار رمزية.
حوار مجتمعى
يعلق د. محمد عمر، مساعد وزير التربية والتعليم ومدير صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، على آراء أولياء الأمور والطلاب حول تعميم التعليم عن بعد فى العام الدراسى الجديد قائلا: جميع المقترحات لتطوير التعليم سيتم عرضها فى حوار مجتمعى يشارك فيه جميع أطراف المنظومة التعليمية، مؤكدا أنه لم يتم إقرار أى نظام حتى الآن وكلها مجرد مقترحات، لافتا إلى أن فى حالة اعتماد التعليم عن بعد نظاما أساسيا للعام الدراسى المقبل فذلك يهدف إلى صالح الطلاب والحد من انتشار فيروس كورونا.
المتابعة والمراجعة
تقول د. رحاب أحمد، أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة المنوفية: يعد التعليم عن بعد أحد أدوات تطوير المنظومة التعليمية وليست وسيلة أساسية، ما يجعل على الأسرة دورا كبيرا فى تحمل مسئولية أولادها وتنظيم يومهم ومساعدتهم على المذاكرة، لذلك قبل تطبيق أى قرار لابد من توعية أولياء الأمور وتعريفهم بكيفية التعامل مع أولادهم فى ظل النظام الجديد وإنشاء روتين منتظم للدراسة الجديدة، وإرساء عادات دراسية جديدة لهم، وإذا تم تخصيص أيام منزلية وأخرى دراسية لابد من الاهتمام بالمتابعة الدراسية للطالب، وهنا يأتى دور المؤسسات التعليمية كالمدرسة والجامعة فى الاهتمام بمراجعة المواد الدراسية باستمرار للتأكد من جدية المذاكرة المنزلية فالمتابعة والمراجعة سبيل لنجاح تطبيق الطرق الحديثة والتخلص من الروتين الدراسى، كما ويعد التعليم عن بعد نقلة نوعية حيث يغير ذهنية المتعلم فيصبح هو محور العملية التعليمية وليس المعلم أو الكتاب الخارجي.
الدروس الخصوصية
يقول د. حفظى محمد، أستاذ السياسة التعليمية بجامعة الأزهر والخبير التربوى: علينا النظر بإيجابية نحو الظروف الحالية، بالطبع هناك عيوب للمقترحات المعروضة ولكن يجب النظر للظواهر السيئة التى قد يقضى عليها التعلم عن بعد وأهمها الدروس الخصوصية واعتبارها فرصة للطالب والأهل فى تحمل المسئولية واقتصار العملية التعليمية على الطالب والمعلم والأهل دون الاستعانة بمعلم خارجى أو مركز تعليمى، بالإضافة إلى اكتساب الطلاب مهارات جديدة كالبحث والاستكشاف وهى مهارات تزيد من ثبات المعلومات وتساعد على زيادة الثقة بالنفس لدى الطالب.
وتابع: لابد أن ندرس عيوب المقترح الذى ينوى تطبيقه قبل تنفيذه لتحديد نقاط الضعف والقوة والعمل على تفادى عيوبه والتى من أهمها غياب التفاعل بين الطالب والمعلم خاصة فى المواد العملية التى تحتاج إلى مناقشة وحوار وأدوات عملية، لذا أقترح تحديد أيام لدراسة هذه المواد وتخصيص أيام الذهاب إلى المدرسة للمواد العملية، فيما يقتصر التعليم عن بعد على المواد النظرية، مع مراعاة أن الملل قد يسيطر على الطالب فضلا عن رغبته فى عدم المذاكرة وهنا تتحول مميزات النظام التى أهمها فرصة تكرار البرامج التعليمية ومشاهدتها أكثر من مرة إلى عيب ضخم لدى بعض الطلاب وتأجيل المذاكرة بدافع إمكانية متابعته فى أى وقت آخر، فالالتزام بالمنصات التعليمية والبرامج التى سيتم إعدادها من قبل المدرسين لابد أن تتمتع بالثواب والعقاب للتأكيد على اهتمام الطلاب بالدروس والتشجيع على التعلم بالطريقة الحديثة، بالإضافة إلى تحفيز الطلاب من خلال عقد مسابقات أو طرق مبتكرة يتم الاتفاق عليها من خلال وزارة التربية والتعليم، وتعريفهم أن التكنولوجيا ليست فقط واتس وفيس بوك وألعاب خيالية قتالية لكنها مهارة تعليمية ووسيلة للبحث والمذاكرة وأداة لبناء جيل يساير العصر لديه قدرة عالية على التعامل مع مفتاح المستقبل "التكنولوجيا".
ساحة النقاش