بقلم : كريمة سـويدان

آلاف الطلاب ينتهون من مرحلة الدراسة الثانوية كل عام ليجدوا أنفسهم - هم وأولياء أمورهم - أمام نفس المشكلة، فهم مطالبون باتخاذ أهم القرارات فى حياتهم كلها وهى التى سيتوقف عليها أو سيتحدد على أساسها مستقبلهم، ويستقبلون مجموع درجاتهم التى حصلوا عليها بحالة من القلق والتوتر، ويجدون أنفسهم فى حيرة ما بين تطلعاتهم الخاصة، ورغباتهم الشخصية، وميولهم إلى كليات ومجالات دراسة معينة، وما بين ما حصلوا عليه من مجموع الدرجات, ومكتب التنسيق، وقواعد التوزيع الجغرافى للجامعات والكليات والمعاهد، ولكى لا نقع فى هذه الدائرة المفرغة التى تدفع بعضهم إلى الالتحاق بكلية لا يرغب الدراسة فيها، أو تدفع بعضهم إلى التحويل من كليته أو معهده بعد سنة أو أكثر بعد اكتشافه أن ما كان يدرسه من محتوىليس متوافقاً مع ميوله واهتماماته ومهاراته التى يكتشفها فى نفسه يوماً بعد يوم، وحتى لا يدخل الطالب فى هذه الدوامة ويكون قادراً على اختيار الكلية المناسبة له، فلابد أولاً وقبل كل شيء من تصفية ذهنه من أى قلق أو توتر أو خوف حتى يكون قادراً على التفكير الجيد والاختيار الصحيح، كما من الأهمية بمكان أن يستفيد الطالب من تجارب الآخرين خاصة إذا كانت تجربة تخص واحد من الأقارب، لأن اختياراتهم السابقة هى سبب ما هم عليه اليوم سواء كان نجاحاً أو فشلاً، ومن الخطوات المهمة أيضاً فى تحديد مستقبلك الدراسى ترتبط بمواجهة كل طالب مع نفسه، ومعرفة قدراته العقلية، لأن التصالح مع النفس من أهم الخطوات التى ستعينك فى اختيار الكلية التى تلتحق بها، ولا يمكن أن نتغافل عن الميول الشخصية التى تساعد الطالب فى اختيار الكلية التى يريد الالتحاق بها، فمثلاً إذا كنت تحب الحساب والرياضيات فيمكنك الالتحاق بكلية الهندسة أو كلية التجارة، أما إذا كنت تحب المواد العلمية مثل الكيمياء والفيزياء فبإمكانك الالتحاق بإحدى كليات المجموعة الطبية مثل الطب أو الصيدلة أو العلاج الطبيعى، ولا تجعل مجموعك العالى يسيطر على اختيارك للكلية التى ستلتحق بها وتتجاهل قدراتك ومواهبك وميولك وما تحب أن تدرسه، واختار كلية تستطيع التفوق والإبداع فيها، ولا يكون اختيارك لها مبنياً على كونها من كليات القمة أو الصفوة، ولا تتجاهل - وأنت تختار الكلية المناسبة لك - أن تفكر فى التخصص المهنى والعملى الذى ستعمل فيه بعد التخرج، ولا تنس أن تسأل نفسك، إذا كنت تحب ممارسة عمل مكتبى أم تحب العمل الميدانى، وهى التى ستحدد لك خيارك التعليمى فى مرحلة الجامعة.. أخيراً وبعد إتمام عملية الاختيار بنجاح يُمكنك بدء العمل والاستعداد لدخول الجامعة والانخراط فى هذا المجتمع الجديد من خلال تسليح نفسك بالدورات التدريبية والكورسات خلال الإجازة الصيفية  وفى مرحلة ما قبل الالتحاق بالجامعة.. يحيا طلاب مصر.

المصدر: بقلم : كريمة سـويدان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 279 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,680,436

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز