كتبت : نيرمين طارق

"الفشل هو التوقف عن المحاولة",حقيقة أدركتها العديد من السيدات اللائى قررنأن يحولن تجاربهنالفاشلة إلى نقطة انطلاق جديدة ليعلنوا أن الفشل هو الاستسلام للإحباط ولم يتخيل أحد أن تكون تلك النجاحات المبهرة مسبوقة بتجارب غير ناجحة فى العمل والدراسة..

» حواء « تستعرض تجارب لنساء حققن نجاحات على المستوى العلمى والمهنى بعد محاولات باءت بالفشل، فكونى معنا واعرفى كيف تبدأين من جديد .

فى البداية تقول شيماء محمود، 34 سنة: التحقت بكلية الصيدلة لتحقيق رغبة والدى، لكننى رسبت فى الكلية وتم فصلى، عندها تصورت أن حياتى العلمية انتهت لكن والدتى شجعتنى على البداية من جديد واخترت برغبتى الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية قسم أزياء بسبب اهتمامى بالموضة وحبى للخياطة منذ الصغر,وتفوقت فى الكلية, وحالياً أعمل فى أحد أشهر مصانع الملابس وأستعدللبداية فى مشروعى الخاص.

وتقول سارة ماهر 29 سنة:تخرجت فى كلية التجارة وعملت لفترة فى مكتب محاسبة لكننى لم أستمر به لفترة طويلة ومع جلوسى بالمنزل شعرت بالإحباط فقررت استغلال موهبتى وحبى للطبخ وعمل الحلويات وبدأت فى مشروع لبيع الطعام من المنزل وحالياً أقوم بتوريد وجبات لعمال المصانع فى المناطق الصناعية بالمدن الجديدة.

وتقول نورهان سعيد, 38 سنة: شاركت إحدى زميلاتى فى أحد المشاريع لكنه لم يكتب له التوفيق، لكننى لم أستسلم لمشاعر الإحباط والشعور بالفشل وقررت تعلم الجرافيك وحالياً أصبحت مصممة جرافيك محترفة وأقوم بالتصميم لشركات داخل وخارج مصر وأحصل على عائد شهرى أفضل مما كنت أتوقع.

رب ضارة نافعة

تزوجت مارينا مجدى, 33 سنة,بعد تخرجهافى كلية السياحة والفنادق وسرعان ما أنجبت الطفل الأول الذى كان سببا فىالقضاء على حلمها فى العمل كمرشدة سياحية، ما دفعها إلى تصميم الإكسسوارات والحلى ليكون بداية نجاحات كبيرة، وتقول: وبدأت فى عمل تصميمات تشبه التصميمات الفرعونية وقام زوجى بمساعدتى من خلال عرض المنتجات داخل بازارات أسوان والأقصر لأنه يسافر هناك بسبب طبيعة عمله حتى أصبحت منتجاتى تطلب بالاسم.

وتقول فرح حلمى,25 سنة: مجموعى فى الثانوية العامة تسبب لى فى حالة شديدة من الحزن واتهمنى جميع أفراد أسرتى بالكسل والفشل ولكن التحقت بمعهد فنون مسرحية قسم ديكور وكنت من الأوائل على الدفعة كل سنة, وحالياً أعمل كمهندسة ديكور فى إحدى القنوات الفضائية وأقوم بتصميم الديكور الخاص بالبرامج, فلم أتوقف عند مجموع الثانوية العامة الذى كان يخجل والدى منه.

وتقول مها محمود, 40 سنة: عملت لفترة فى مصنع ملابس وبعد استغناء الإدارة عنى اشتريت ماكينة خياطة وعملت بمنزلى،فى البداية كنت أقوم بالتفصيل لأقاربى وجيرانى وحالياً أصبح عندى أكثر من ماكينة وتساعدنى ابنتى فى العمل بعد أن زاد الإقبال، والحمد لله حالياً لست حزينة بسبب تركى للمصنع فدخلى حالياً أفضل من قبل.

تحقيق الأحلام

تعرضت منى عبدالستار وزوجها إلى عملية نصب من أحد المحتالين الذى أقنعهما باستثمار "تحويشة العمر" فى مشروع مربح، ومع اكتشافهم لحقيقته لم يكن أمامهما سوى خيارين إما الاستسلام للحزن والخسارة المادية أو البداية من جديد,لكنهما قرراتحويل مشاعر الإحباط إلى طاقة تدفعهما إلى النجاح, وبالفعل استغلا سطح منزلهما وقاما بتربية الأرانب لتكون بدايتهما البسيطة انطلاقة لمشروع كبير وليصبحا أشهر موردين للأرانب لمحلات الدواجن فى الحى الذى يقطنافيه.

وتقول سارة مصطفى, 32 سنة:لم أتمكن من الاستمرار فى كلية طب أسنان بسبب مشكلة صحية جعلتنى لا أتحكم فى أعصاب يدى فالتحقت بكلية الألسن وكنت فى غاية الحزن,لكن تفوقى فى هذه الكلية ساعدنى فى الحصول على منحة للسفر إلى كوريا الجنوبية وناقشت رسالة الماجستير, وحالياً أقوم بتدريس اللغة الكورية وسعيدة جداً بعملى وبدارستى المختلفة التى ساعدتنى على السفر خارج مصر لأكثر من مرة وهذا كان حلم منذ الطفولة.

أما ندى رفعت، 35 سنة, فتقول:عملت لفترة بعد تخرجى فى كلية رياض الأطفال بإحدى المدارس الخاصة وبسبب خلاف مع الإدارة تركت المدرسة فى منتصف العام الدراسى، ففكرت فى فتح حضانة وساعدتنى أختى ووجدنا مكانا مناسبا بالقرب من إحدى الشركات الكبرى فأصبح أغلب الأطفال فى الحضانة من أبناء العاملات فى الشركة، لم أكن أتوقع أن تركى للمدرسة التى عملت فيها لسنوات سيكون سببا فى بداية مشروع خاص بى كان مجرد حلم لفترة طويلة.

تخلصى من الشعور بالفشل

عن القدرة على البداية من جديد بعد الشعور بالفشل تقول مروة حسين، خبيرة التنمية البشرية: مر أغلب الناجحين على مستوى العالم بلحظات صعبة شعروا فيها بالفشل لكن هناك من يستسلم وآخرون يحاولون مجدداً، فعلى سبيل المثال قيل لأوبرا وينفرى ملامحك لا تصلح للظهور على التلفازوحالياً هى أشهر مذيعة فى العالم, كما قيل لمحمد صلاح أنت لا تصلح للعب فى نادى الزمالك وحالياً هو واحد من أفضل اللاعبين فى العالم,ومثل هذه النماذج يجب أن نتحدث عنها أمام الأطفال حتى يكونوا قدوة ومثلا يحتذى به بعد المرور بأى تجربة تجعلهم يشعروا بالفشل أو الإحباط, والقدرة على البداية من جديد تعود للفروق الفردية فهناك من يحول التجربة الفاشلة لدفعة إيجابية خاصة عندما يتواجد الشعور بالتحدى حتى يثبت للآخرين أنه قادر على النجاح, وهناك من يستسلم, فهناك أشخاص اتجهوا لتعاطى المخدرات بعد أن تركوا وظائفهم, وهناك من بدأ بداية جديدة, وطبيعة السيدة المصرية تميل للمثابرة وتحمل المسئولية.

 

الدعم النفسى

يقول د. مايكل ماهر،استشارى الطب النفسى:وجود الدعم النفسى لأى شخص مر بتجربة صعبة من الأشياء التى تساعد على البداية الجديدة, فالإنسان يحتاج لشخص يؤمن به حتى يتمكن من تجاوز الشعور بالفشل لذلك فالتشجيع مطلوب حتى يتمكن الشخص من بداية مشروع جديد أو لاتخاذ قرار العمل فى مكان جديد بعد ترك مكان عمله القديم, فالمناعة النفسية تختلف من شخص لآخر, فهناك من يقاوم إحساس الفشل وهناك من يستسلم له, لذلك فلابد من توفير عنصر الدعم والتشجيع, فعادة الأشخاص الذين تمكنوا من تحويل الفشل لطاقة نجاح جديدة مثل محمد صلاح كان هناك شخص من أفراد أسرتهم أو أصدقائهم ساعدهم على مرور تلك المحنة.

المصدر: كتبت : نيرمين طارق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 940 مشاهدة
نشرت فى 25 سبتمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,830,471

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز