كتبت : نجلاء أبوزيد

الكثيرون ممن حولي يحسدونني على تفوق ابنى ويسخرون من مشكلتي معه لكنى أخاف عليه فهو متفوق لكنه إذا حصل على الترتيب الثاني يظل يبكى ومهما حاولت إقناعه أنه ليس عيبا أن نخطئ يرفض كلامى ويتعصب ويظل يبكى ودائما متوتر وقلق لا أعرف كيف أجعله يدرك أن الفشل ليس نهاية العالم وأن عدم كونى الأول لا يعنى  أنى أقل من غيرى؟

ماما غادة

بداية نعمة من الله أن يكون ما زال هناك من أبنائنا من يحرص على التفوق وأن يعي أهمية أن يكون له ترتيب متقدم لكن أتفق معك أن هناك مشكلة لدى ابنك، فكونه متفوقا شيئا محمودا لكن كونه لا يريد أن يكون سوى الأول ولا يستوعب الهزيمة في المنافسات الرياضية الأمر هنا يحتاج إلى وقفة حقيقية والجلوس معه ومنحه فرصة التعبير عن نفسه لأنه هنا يحاول جذب انتباهكم ورضاكم وهذا يعنى أنه يعانى حرمانا عاطفيا داخل البيت لا يجده إلا عندما يتفوق دراسيا، وعليك مراجعة أسلوبك في التعامل معه ومع باقي أشقائه لأن ما يمارسه من غضب وعنف عند حصوله على المركز الثاني يعنى توتره وعدم استقراره نفسيا، وأن هناك أمرا لا يستوعبه يشكل له ضغطا نفسيا يجعله لا يتقبل الخطأ ويعتبره هزيمة، وهنا عليك بداية إشراكه في ألعاب جماعية لا فرديه مع منحه حبا وحنانا غير مشروط، وإذا كنت تفخرين بتفوقه الدراسي فلا يجب أن تشعريه أن هذه هي ميزته الوحيدة لأنك بهذا السلوك غير الواعي تشعريه أن أهميته تكمن في ترتيبه لذا لا يستوعب أن يكون في مركز غير الأول، راجعي تصرفاتك معه منذ صغره وستجدين انك مسئولة عن مشكلته لذا اهدئي في تعاملك مع المشكلة واستوعبي غضبه وحزنه إذا حقق ترتيبا آخر واحتفلي به، دعمي ثقته في نفسه وثقتك فيه ولا تحمليه فوق طاقته حتى لا ينهار، ومن الجيد أنك بدأت تدركين أن هناك مشكلة لأن هذا سيساعدك على حلها، جربى واحضنيه دون أن يكون حاملا لك كراسته أو ورقة امتحان حصل فيها على الدرجة النهائية، أشعريه أنك تحبينه أيا كانت درجاته وأنك تقدرين تعبه ولن يغضبك.