كتب : محمد عبدالعال

ينجح العمل بقدر تعاون وتعامل فريق العمل مع بعضهم البعض، ويضع قائد الفريق دائما الإطار الذى يحدد شكل ذلك التعاون بين أفراده ليكون العمل بينهم إيجابيا ومثمرا ومن ثم يشعر الجميع بالسعادة، وللتعرف على أدوات فريق العمل السعيد المتعاون كان لنا هذا التحقيق..

في البداية يقول د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: يعد رئيس العمل صاحب القدرة دائما على خلق  مناخ مناسب للتعاون والإبداع من خلال تغليب مصلحة العمل على الحب والكراهية، أو تقريب شخص دون الآخر، فالمدير ليكون قائدا لابد له أن يخصص يوما على الأقل كل شهر للنقاش مع جميع أعضاء فريق العمل يستمع إليهم جيدا، ولا يترك الساحة لأحد ليكون هو المصدر الوحيد للتعرف من خلاله على مطالب أو احتياج فريق عمله لكى يضمن صحة تلك المعلومة ويتعرف على إيجابيات وسلبيات كل شخص، ففى اليابان يخصص المدير يوما كل أسبوع يفتح فيه باب النقاش لجميع العاملين ليكون اللقاء مباشرا فيشعر الجميع بالطمأنينة وبالتالي ينعكس على الإنتاج .

ويتابع: تأتى النقطة الثانية هنا من خلال توظيف الرئيس المرءوسين كل حسب إمكانياته الفعلية وقدراته وما يحب العمل فيه لكى يستطيع تقييمه تقييما صحيحا، على سبيل المثال شخص لا يجيد الأعمال المحاسبية ويوظف كمسئول عن المالية لابد من فشله، فإذا شعر طاقم العمل بالأمان وعدم حرمان أحد من مكافأة أو ترقية تميزه تسود العدالة بين الفريق وبالتالي يسود التفاهم والتعاون بينهم كفريق لعدم شعور أحد بتميز من لا يستحق، لذا أؤكد على ضرورة أن يكون اختيار الموظفين من خلال مرجعية ثقافية وتربية لائقة تنعكس على شكل تعاملهم مطالبا بوضع ضوابط بجانب الكفاءة وهى المعايير النفسية، فهناك بعض الدول تجرى اختبارا نفسيا للموظف قبل تعيينه بجانب الاطلاع على معايير وظروف نشأته الاجتماعية لتجنب مشكلات كثيرة تؤدى إلى عدم خلق روح من التعاون، فالشخص غير السوى النشأة والتربية يصعب اندماجه فى فريق عمل.

الكفاءة المهنية هي المعيار

ترى د. بسمة سليم، أخصائي الصحة النفسية أن التوافق النفسي فى العمل أهم من المادي، فأغلب الصراعات داخل العمل وضعف الإنتاج يكونا بسبب عدم توافق الموظف أو العامل النفسي مع العمل أو المجموعة المحيطة به، ويأتي دور المدير القائد المدرك لمشاكل العمل وأفراده، فالقائد هو صاحب القدرة على التحكم فى تلك المشكلات ومنع أغلبها قبل حدوثها فكل عامل له متطلبات نفسية قبل المادية، ومن يكون له القدرة على التركيز فى تلك التفاصيل وخلق جو من التعاون والألفة مع المرءوسين لا يشعر بدجر أو ملل، فهناك نماذج عديدة من أصحاب الأعمال التي يرتبط حب العمل لدى مرءوسيهم بتفهمه لهم والقدرة على التعاون معهم، على أن تكون الكفاءة والمهنية المعيار الأول والأخير في المكافأة المالية وألا تكون تلك المكافآت دورية أو شهرية يحصل عليها الشخص بانتظام بعيدا عن مبدأ الاجتهاد أو تكون ثابتة كمبلغ، فمن الممكن أن تزيد وتنقص حسب قدرة الشخص على الإبداع مع اعتبارها نوع من التقييم.

وتتابع: من المهم أن يكون أفراد العمل فى حالة نقاش مستمرة لتبادل الأفكار حول الموضوعات المختلفة الخاصة بالعمل وعرضها على مدير العمل فى صورة جماعية من خلال تحديد موعد للتحاور يقرب وجهات النظر ويعرض الحلول التى توصل إليها كل فريق مما يقرب من الزملاء فى الأفكار ويخلق روح التعاون بخلاف طرح العديد من الأفكار والحلول أمام القائد.

احترم موارد الشركة

يقول د. حسن الخولى، أستاذ علم الاجتماع: احترام موارد الشركة واسمها أحد أسباب نجاح المؤسسة ككل، فموارد الشركة وسمعتها ضرورية لنجاح العمل وتعزيز القدرة على إتمام المهام على أكمل وجه، لذا أنصح بأن يسعى الشخص جاهداً للتألق وأن يكون خبيرا في مجال عمله كي يكون أول شخص يتوجه إليه الزملاء الذين يرغبون فى الحصول على نصائح مهنية أو أجوبة لأسئلتهم المتعلقة بمجاله، وعليه وأن يكون متواضعاً ويجيب بطريقة لبقة لتتميز عن باقي الموظفين في نفس المجال، ولا يتردد في تبادل المعارف والخبرات مع زملائه حيث يساعد ذلك على التعاون والسعادة داخل فريق العمل.

وستطرد: هناك بعض البلدان المتقدمة تجد داخل كل مؤسسة مسئول عن السعادة تكون مهمته تشكيل ورش العمل وخلق مناخ يساعد على التعاون بين الزملاء، كما أن وجود مكان داخل العمل مخصص للقاء الزملاء لو لساعة يوميا لتجاذب أطراف الحديث يكون عاملا لتغير صورة الزملاء لدى بعضهم وإعطاء انطباعا جيدا لم يكن متواجدا في ظل ظروف العمل الروتيني اليومي، ومع تغير الصورة يأتي التعاون المثمر بخلاف الرحلات خارج العمل أو التجمع على سبيل المثال للإفطار في شهر رمضان أو اختيار يوم لتجمع فريق العمل للغداء تكون فرصة للتقارب بين زملاء المهنة الواحدة وإذابة الخلافات أو السلبيات.

وينهى حديثه قائلا: أما عن المهام المطلوبة من فريق العمل فأنصح بضرورة تركيز كل عضو في الفريق على المهام الموكلة إليه مهما كانت صغيرة من وجهة نظره فلابد أن يعطيها كل طاقته ويعتبر هذا العمل هو انطباع يحفظ في رصيده مدى الحياة، فكل مجتهد في عمله ولو بسيط يوصل لعمل أكبر ولابد أن يتخذ المرءوس من المدير أو القائد قدوة له في طريقه وخطوته نحو النجاح بدون غيرة أو النظر أنه هو الأفضل أو الأحق بتلك المكانة، وعليه للوصول إليها أن يمر بعدد من المرحل والخبرات والدرجات أوالها وأهمها الاجتهاد فيما يقدمه حتى وإن كان بسيطا.