بقلم: صبورة السيد

تصاعدت وتيرة حوادث وجرائم العنف عالميا بين أفراد الأسرة الواحدة لا بين الأغراب أو المعارف، وبطبيعة الحال لم تكن المنطقة العربية بمعزل عن هذه المجريات بعدما طغى العنف بين جدران بيوتها وتحت أسقفها، وبلغة الأرقام فإن النتيجة صادمة، حيث ذكر الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن ما يزيد عن 80 جريمة أسرية حدثت بالقاهرة الكبرى (العاصمة والجيزة والقليوبية) نجم عنها 82 قتيلاً في 2020 وفقا لإحصاء أجرته بوابة الأهرام المصرية، وعلى الرغم من شكوى المراقبين من غياب الإحصاءات الرسمية الدقيقة حول مسوح واستطلاعات العنف الأسري ناهيك عن الضحايا الذين يعجزون عن البوح خارج الذات وتحت جبر الأبواب الموصدة، تظل هذه المؤشرات مخيفة، ويبقى السؤال هل باتالعنف الأسرى ظاهرة مجتمعية؟

برأيي إن هذه الجرائم لا يمكن الحكم عليها بالزيادة أو الانتشار فكل جريمة لها ظروفها وطرق تنفيذها فهناك عوامل تؤثر على معدل الجرائم، فعلى سبيل المثال ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف قد يؤثر على انفعالات الأشخاص، ويمكن أن يساهم بحسب بعض الدراسات في زيادة العصبية التي يتولد منها العنف بسبب وجود إفرازات معينة تزيد خلال فصل الصيف، لكن هذه مجرد عوامل مساهمة وليست الأساس ولا يمكن اعتبارها سببا مباشرا لزيادة الجرائم، فضلا عن انفتاح وسائل الإعلام من إنترنت وفضائيات وأفلام ومسلسلات والتي باتت تعرض موادا بها عنف وتنقل الحوادث العنيفة ما جعل هناك حالة من استسهال القيام بالعنف دون الاهتمام بمعرفة توابعه، فالبعض لا يتصور أن ضربة قد تؤدي للوفاة لأن طبيعة ما يجري هو اختلافات وليست جرائم بنيّة مبيتة، وهذه الجرائم تحدث نتيجة تفكير لحظي، فعدم التحكم في النفس وعدم التحكم في رد الفعل تحت ضغط الظروف التي قد يمر بها الشخص يجعله يتصرف بعنف دون وعي بما قد يترتب على فعله.

مع تتبع المشكلات التى تعرض على وسائل الإعلام من وقت لآخر والتى تطورت إلى جرائم أودت بروح أحد الزوجين وجت أن الفكر الاستقلالي انعدم من قبل أحدهما,فهناك سيدات يستعن بأمهاتهن في شئون المنزل، وبعض الرجال يعتمدون على والديهم في الإنفاق على أسرهم وهو ما يجعل المنزل غير مستقل وعرضة لتدخل الأهل في شئونه,وهنا يحاول كلا الزوجين التغلب على نقاط ضعفه عبر نقل صورة مغلوطة لأهاليهم عن الوضع داخل المنزل وليست صورة حقيقة وذلك نتيجة ضعف مواقفهم، وهو ما يجعل الآراء القادمة من الأهل تكون في صف أبنائهم، فالمشكلة أن الزوج أو الزوجة في وقت الخلاف لا ينقلون الصورة صحيحة لأهاليهم، وإنما وجهة نظرهم التي تجعل أهاليهم يتعاطفون معهم وبالتالي لا تحل المشكلة بشكل صحيح"، لذا أنصح بالتركيز على الإيجابيات وإبراز القدوة الحسنة للأبناء، والتركيز على العامل الديني الذي قد يساهم في تقليل المشاكل داخل الأسرة، وضرورة اختيار شريك الحياة منذ البداية بشكل صحيح دون تسرع قد يؤدي لحدوث مشكلات مستقبلية، إضافة إلى عدم نقل كل ما يجري داخل الأسرة، فالكثير مما يحدث داخل المنازل يتم نقله على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الشباب الحالي أن يعرف تماما معنى كلمة الحب أو العشرة ولا يجعلها كلمات يرددها فقط.

المصدر: بقلم: صبورة السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 542 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,862,651

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز