بقلم : طاهـر البهـي
مرت الكوميديا في مصر بحلقات متشابكة، متتابعة، من المضحكين، بدءا من شالوم وفؤاد الجزايرلي الشهير بالمعلم بحبح وزوجته أم أحمد ـ التي هي في الأصل ابنته وكانت تظهر في أفلامه في دور زوجته ـ، ثم جاءت حقبة العملاق نجيب الريحاني ومعه كوكبة من المضحكين العمالقة يتقدمهم عبدالفتاح القصري، وآخرون في الأدوار المساعدة، إلى أن جاء زمن كامل ملأه ابن السويس الرائع إسماعيل يس بمئات الأفلام الكوميدية التي أحبها الأطفال والكبار، إلى جواره ظهر نجوم عظام ولكن في الظل، أمثال: شرفنطح ـ محمد كمال المصري ـ والعظيمة ماري منيب، إلياس مؤدب، بشارة واكيم، استيفان روستي حتى لو أدى أدوار الشر، توفيق الدقن الشرير الضاحك، زينات صدقي معبرة عن خفة دم المرأة المصرية، حتى مطرب الإحساس والبساطة الكبير محمد فوزي لم تكن تفارقه خفة ظله حتى وهو يحب ويغني، بعدها جاءت حقبة الثنائي المدهش فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، إلى جوارهما الدلوعة شويكار التي أثبتت أن الكوميديانة يمكن أن تكون جميلة أيضا، ثم زعيم الكوميديا الذي تربع على عرشها نصف قرن من الزمان عادل إمام وسعيد صالح بمنهج وطريقة جديدة تماما على الكوميديا المصرية، وإن كان عادل هو الأبرز في هذه المدرسة، في نفس الفترة لمع أحمد راتب، أحمد بدير، محمد صبحي عملاق المسرح الجاد وتلميذته سعاد نصر، المنتصر بالله الذي حول النكتة إلى موال، ويحدث الانقلاب الناعم في التسعينيات بثلاثي عملوا متفرقين ولكنهم أصدقاء: الناظر علاء ولي الدين، أشرف عبد الباقي وهو الأذكى، والأيقونة محمد هنيدي بمدرسة السهل الممتنع والتسلل بنعومة إلى وجدان الطفل العربي، ومن عباءة أشرف عبد الباقي لمع بسرعة البرق النجم الشاب سامح حسين من خلال ست كوم "راجل وست ستات"، وانطلق يغرد خارج السرب، تحديدا إلى المسرح الذي وجد فيه هدفه حتى ملأ فراغا كبيرا للمسرح الكوميدي الشاب بكثير من الالتزام والضحك أيضا، وأرى فيه امتدادا أو مجاورا لمدرسة محمد صبحي ذات التقاليد الصارمة.
ساحة النقاش