كتبت : طاهـر البهـي
تواصل مصر إبهار العالم، بعد الافتتاح الأسطوري لطريق الكباش بالأقصر، يأتي مهرجان القاهرة السينمائي المبهر في دورته الـ 43، ليظل اسم مصر متصدرا أخبار الصحف العالمية، بعد حفل افتتاح ناجح، تخللته فقرة ذات مغزى عن احتضان مصر لثقافة التنوع، قدمها الفنان خالد الصاوي، ثم الفنان هاني شنودة الذي يعود إلى بؤرة الاهتمام، بعدها قدم الفنانان منى زكي والقدير سمير صبري فقرة التكريمات، لتفتتح أيام المهرجان مابين العروض السينمائية والندوات والورش، "حواء" كانت حاضرة في جميع فعاليات المهرجان لنقدم لكم هذه الجولة بين أروقته قبل 48 ساعة من الختام..
تكريم نيللي وكريم
عن تكريم نيللي وكريم عبدالعزيز والآلية التي يتم بها اختيار المكرمين قال لنا الناقد محمد حفظي رئيس المهرجان الدينامو الذي لم تهدأ حركته طوال أيام المهرجان :أن اختيار المكرمين يأتي بأغلبية أعضاء اللجنة الاستشارية للمهرجان،وعن تكريم الفنانة الاستعراضية نيللي أشار إلى ارتباطها في أذهان الناس بفوازير رمضان،في حين يغفل معظمنا كونها نجمة سينمائية متميزة جدا، تملك رصيدا ضخما من الأفلام السينمائية معظمها جيد جدا ومهم في تاريخ السينما المصرية،ولكن طغى إنتاجها التليفزيوني على أذهان البعض، ودورنا أن نلقي الضوء على رصيدها السينمائي، في حين اكتفت نيللي برسالة صوتية أهدتها للمهرجان، أعربت خلالها عن "سعادة رائعة وجميلة أن أكرم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،"بتكرم من بلدي مصر"،"ضنايا مصراللى علمتني معنى الضنا لما خوفت عليها علشان مخلفتش" وكانت رسالتها للمهرجان دافئة بالفعل، وأطلت الفنانة الكبيرة نيللي بفستان أبيض كأنها في ليلة زفاف، زادها إبهارا باقة ورد من الفل الأبيض منحتها لها مذيعة الحفل، وكثيرا ما داعبت نيللي زميلها سمير صبري، حتى أنها منحته باقة الورد، وأكدت في حوارها معه أنها لم تعتزل الفن، ولكن يأتيها أدوار غير مناسبة لا تحمل جديدا، وأشادت بلطف الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي شجعها في أول عمل إذاعي تقدمه كمحترفة، وعن سؤال سمير عن الفنان الذي يضحكها، قالت على الفور إنه سمير غانم رحمه الله.
بعدها حرصت الفنانة منى زكي على تقديم رفيق دربها الذي وقف أمامها للمرة الأولى بعد أن تخطى أدوار الطفل، وتبادلت معه كلمات الامتنان، قبل أن يتقدم كريم بالشكر لوالده المخرج الكبير محمد عبدالعزيز الذي كان حاضرا بين صفوف الجمهور في صالة المسرح الكبير، كما تقدم بالشكر لوالدته وزوجته، مستطردا أنه يشعر بالفخر أنه تعلم على أيدي عظماء عاملوه بكل احترام.
خارج المسابقة
هبه وليد خريجة ألسن من جمهور المهرجان تقول:إنها لم تتمكن من مشاهدة أفلام المسابقة، لكن نظرا لكونها تعليم فرانكفوني، فإنها أقبلت على مشاهدة أفلام خارج المسابقات الأربع،حيث شاهدت عروض الأفلام التي شاركت بعدد من المهرجانات العالمية،الفيلم الفرنسي "برونوريدال": "اعترافات قاتل" للمخرج فنسنتلوبورت،والفرنسي "حفلةالقتل".
آفاق عربية
من بين أقسام المهرجان، نلمح حضورا عربيا مكثفا، يحدثنا عنها الناقد رامي عبدالرازق – مسئول مسابقة "آفاق عربية"،الذي كشف أنها شهدت هذه الدورة مناخا أفضل وإبهارا في الإنتاج،واهتمام واضح من قبل المخرجين العرب، وبلا شك سيكون لهم شأن كبير في عالم السينما خلال السنوات المقبلة، ويؤكد عبد الرازق على أن المهرجان سعى بكل قوته،لجذب نوعية ممتازة من الأفلام،من ناحية المستوى والتميز وأيضا التنوع لعدد كبير من الأشقاء، وفي انتظار كلمة لجنة التحكيم لإعلان الأفلام الفائزة من بينها.
حواء حول العالم
من مصر شارك الفيلم الوثائقي الرائع والذي صنع بأنامل حواء من القاهرة للمخرجة هالة جلال، في عرضه العالمي الأول، ويوثق العمل لحياة هبة وآية اللتين تعيشان وحدهن في القاهرة حيث تتخذان قرارات صعبة وسط العديد من المخاوف ورغم أن السينما القصيرة والوثائقية ليست جماهيرية، إلا أن القاعة امتلأت عن آخرها بالجمهور.
مشاركة قوية
يشارك في المسابقة الدولية في هذه الدورة 13 فيلما – أي أقل بفيلمين عن دورة العام الماضي - ويمثل مصر في المسابقة الرسمية فيلم ،» أبو صدام «الذي يقوم ببطولته محمد ممدوح وأحمد داش، عن الفيلم قالت لنا مخرجته الفنانة المصرية نادين خان: إنها سعيدة بمشاركة فيلم أبو صدام في المسابقة الدولية وكشفت خان أن الفيلم تدور أحداثه حول سائق نقل ثقيل ذى خبرة كبيرة، يسند إليه مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي بعد انقطاعه عن العمل دام لسنوات، وبينما يحاول إنجاز مهمته على أكمل وجه، يتعرض لموقف يجعل الأمور تخرج عن سيطرته؛ لتتوالى الأحداث، موضحة أن كل من يظهر خلال أحداث الفيلم، هم ضيوف شرف، عدا الفنانين محمد ممدوح، وأحمد داش، فهما يقومان بدوري البطولة، لافتة إلى أن ذلك أسفر عن تناغم رائع أمام الكاميرا حتى أكثر مما كانت تتوقع.
الأكثر تشويقا
كانت "حواء" حاضرة في أروقة قاعات العرض، لتلقي الضوء حول أهم أفلام المرأة والأسرة داخل أقسام المهرجان، حيث تواجد في المسابقة فيلمين يعتبرا الأكثر إقبالا من جمهور المهرجان،خاصة بعد ردود الأفعال الإيجابية حولهما خلال عرضهما في مهرجانات أخرى،الأول الفيلم السلوفاكي"107 أمهات" للمخرج بيتر كيريكس الذي شارك في مسابقة آفاق خلال مهرجان فينسيا ورشحته دولة سلوفاكيا لتمثيلها ضمن ترشيحات جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وتدور أحداث الفيلم الذي يعتبر واحدا من الأفلام المهمة في المهرجان حول ليزيا التيارت كبتجريمةأدت إلى الحكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات في أحد السجون الإصلاحية للنساء في أوديسا، وأنجبت طفلها الأول داخل السجن.
صمت نيللي كريم
تضم لجنة تحكيم المسابقة الدولية عدد من كبار صناع السينما في العالم،برئاسة المخرج الصربي الكبير إميركوستوريتسا،أما عضوية اللجنة فتضم الممثلة المصرية نيللي كريم، التي اعتذرت لنا عن الإدلاء بأية تصريحات إعلامية، باعتبار ذلك من تقاليد العمل بالتحكيم السينمائي، وإن كانت أبدت سعادتها معربة عن أمنيتها بأن تكون جديرة بالمسئولية.
أفلام احتفت بالمرأة
السينما الآسيوية، جاء احتفاؤها بالمرأة من خلال الفيلم الأندونيسي "الانتقام لي"،الذي ينتمى إلى نوعية السينما الدرامية، ويروي قصة قاتل مأجور يقع في حب مقاتلة قوية،تدفعه للتفكير في ترك حياة الحرب والعيش بسلام،يلفت أنظارنا إلى سينما المرأة اليابانية، الناقد سامح فتحي، الذي يشدد إلى كون هذه الدورة من المهرجان بها كثير من الأفلام المهمة، فالسينما اليابانية كانت حاضرة بقوة بفيلمين، يحملان توقيع نفس المخرج، هوريوسوكيهاماجوتشي ،الأول بعنوان" عجلة الحظ والفانتازيا" والذي يرصد واقع المرأة اليابانية المعاصرعبر 3 حكايات متشابكة، أما الثاني فهو “قوديسيارتي”، وتدور أحداثه في إطار رومانسى حول مخرج مسرحي يعاني بعد وفاة زوجته.
ندوات
شهد الفيلم السعودي "بلوغ" إقبالا جماهيريا هائلا من شرائح عمرية مختلفة، لرغبة الكثيرين في التعرف على واقع السينما السعودية الواعدة، علما بأن الفيلم يعد من أفلام المرأة؛ حيث إن مخرجاته من النساء السعوديات المبدعات، ورغم أنه يتضمن 5 قصص مختلفة، مدة الحكاية لا تتعدى الـ 15 دقيقة، وهو عرض خارج المسابقة، وكانت ندوته لا تقل أهمية عن الفيلم نفسه، ومن بين أهم ما قالته إحدى مخرجاته، المخرجة فاطمة البنوي،إن الأفلام التي تناقش قضايا المرأة كثيرة، يمكن أن يقدمها رجلأ وامرأة، لكن المختلف هو أن المرأة تضيف التفاصيل النسوية.
ـ تفكير خارج الصنوق من اللجنة الفنية للمهرجان، تنظيم ندوة نقاشية حول الدراما التليفزيونية الرمضانية، تحدث خلالها إياد نصاروالمخرج بيتر ميمي والسيناريست هاني سرحان وأدارها الإعلامي عمرو عبدالحميد، واستمرت لمدة ساعتين أتيح خلالهما مشاركة الجمهور، وفاجأت الجميع بالحضور والمشاركة وزيرة الثقافة الفنانة د. إيناس عبد الدايم.
النجوم يتكلمون
الفنانة الكبيرة ليلى علوي التي أطلت في بساطتها المعتادة،وجدتها تطالع برنامج المهرجان في أحد المطبوعات، وما أن انتبهت حتى قالت ضاحكة "بذاكر"، أقترب لأسألها عن أكثر البرامج التي أحبتها في المهرجان في دورته الـ 43،تقول: إنه "يوم صناعة السينما للشباب"،حرصت على حضور هذه الورشة رغم أن مدتها يوم واحد،وهى مخصصة لعشاق السينما، وأنا من عشاقها وسوف أظل أتعلم حتى نهاية العمر،وفي النهاية طالبت بتكرار مثل هذه الأنشطة لرفع مستوى الذوق الفني.
ـ الفتى الأول النجم ظافر العابدين، التقيناه أثناء أحد العروض العربية، يشاهد بكثير من المتعة والاندماج، أبدى ظافر سعادته بمشاركة مصر فرحتها بهذا الحدث المهم وسط جمهور مصر العظيم الذي احتضنه طوال مشواره، مؤكدا حرصه على متابعة كثير من فعاليات المهرجان.
ـ الفنانة لقاء الخميسي، التي بدت في كامل أناقتها على السجادة الحمراء بالفستان الأسود اللامع، قالت لـ "حواء"، إنها خسرت التواجد السينمائي منذ عامين بسبب كورونا، ولكن التليفزيون عوضها بعدد مشاهديه الضخم، وعن رسالتها للنجمة نيللي بمناسبة تكريمها، قالت: أقول لها إنت فراشة السينما الرقيقة، وحشتينا.
أرقام وكواليس
ـ إجمالي عدد الأفلام المشاركة هذا العام، ضمن فعاليات المهرجان؛هو 98 فيلما،تمثل 63 دولةحول العالم ،مقسمة كالآتي: 76 فيلما طويلا، 22 فيلما قصيرا.
ـ تواجدت مشكلة فيروس “كورونا” على شريط الأفلام المشاركة، من أبرز هذه الأعمال، الفيلم الصيني “قصيدة لقرية نائية” للمخرج بنجليو، وتدور أحداث العمل حول إلغاء مشروع فيلم بسببتفشي فيروس “كورونا”،هناك أيضا الفيلم الروسي “هذا كل شيء” للمخ رجينبو ريسكليبنيكو فوناتالياميخشانينوفا، الذي تدور أحداثه أثناء الوباء، حينما تخرج “جوليا” و”فولوديا” على مضض إلى الشارع، حيث يكمن الخطر في إنتظارهما مع كل خطوة،.
ـ كانت لفتة ذكية من محمد حفظي تكريم تيريفريمو،مديرمهرجان "كان" السينمائي بشعبيته السينمائية العالمية الضخمة الذي أبد ىسعادته الغامرة بالتكريم،ولزيارة مصر للمرة الأولى.
ـ الفنانة فيفي عبده اختل توازنها على الريد كاربت، وتداركت الموقف بسرعة قبل أن تسقط على الأرض، مما جعل عدد كبير من الفنانين يلتفوا من حولها للاطمئنان عليها، المثير أن فيفي كانت تتكلم مع أحد الصحفيين قبلها مباشرة عن خوفها من الحسد.
ـ أكثر الفنانات اللاتي نلن نصيب الأسد من فلاشات التصوير هن: منى زكي، ثم يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين وبقية نجمات حواء الجميلات.
ساحة النقاش