كتبت : سكينة السادات 

كل عام يا بنت بلدي.. ومصر بخير وأهلها ورئيسها عبدالفتاح السيسي وأسرته.

حكيت لك الأسبوع الماضي طرفا من حكاية الابنة بسمة (30سنة) التي كما يقولون ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب، فهي إحدى ابنتين لرجل أعمال ثري ومعروف يمتلك عدة شركات كبيرة، وأختها الوحيدة تصغرها بخمس سنوات، ولم يرزق والديها بغيرهما، ودرست بسمة في المدارس الدولية وتخرجت في الجامعة الأمريكية والتحقت بالعمل في التسويق الخارجي بإحدي شركات والدها، وقالت عن نفسها إنهم يقولون عنها إنها متكبرة ومغرورة، فكلامها كله أوامر، وتقول هي والله العظيم أنا أجد البعض يتعاملون معي "مش فاهمين حاجة" فأحتد عليهم وهذا هو السبب ليس غروراً وليس كبرا فأنا في شركة أبي مثلي مثل أية موظفة أطبق اللوائح وأنفذ التعليمات وأحافظ على المواعيد!

قالت بسمة: عندما وصلت إلى سن السابعة والعشرين وكان قد تقدم لي عشرات العرسان سألني أبي عما إذا كنت أفضل عريساً معينًا ونفيت ذلك فاختار لي مهندسًا شابًا واشتري لي شقة أثثها من الإبرة للصاروخ كما يقولون، وأتي عريسي إلى الشقة بحقيبة ملابسه فقط وكانت أسوأ فترة مرت علي في حياتي، فهو مريض نفسيا يظل طول النهار يهينني ويحقرني ويذكرني بأنني لا شيء وأنني "وحشة" أي قبيحة وأنه اضطر للزواج مني بضغط من أبيه من أجل ثراء أبي، أما عن علاقته الحميمية معي فلم تحدث إلا مرات قليلة في شهر العسل ولم تكن موفقة، وصبرت وحاولت أن أصلح من شأنه لكنه كان يبدي لي كراهية كأن بيني وبينه "ثأر بايت"، وكانت المفاجأة أنه هو الذي طلب أن يطلقني لأنني "نحس" عليه، وطبعًا وجدتها فرصة للخلاص منه وحكيت لأمي وأبي ما كنت أخفيه عنهما وتم طلاقي في هدوء وأخذ حقيبة ملابسه التي دخل بها الشقة وغادر حياتي وكانت فترة سوداء أسأل الله سبحانه وتعالى ألا أرى مثلها مرة أخرى.

*************

واستطردت الابنة بسمة "30 سنة" وسافرت بعد الطلاق في رحلة عمل وراحة واصطحبت معي إحديصديقاتى، وفعلا استرحت وهدأت نفسي بعد ثلاث سنوات من العذاب، ثم كانت المفاجأة عندما عدت من رحلتي لأجد مجوهراتي التي كنت قد تركتها في المنزل وبعض التحف التي كنت قد اشتريتها خلال رحلاتي للعمل في الخارج قد اختفت من الشقة التي كنا نقيم فيها أنا وزوجي، وقال أبي إنه لا يريد فضيحة ولا يريد مشاكل، وسأله فقال إنه لم يأخذ شيئًا وأنكر تماما رغم أن مفتاح الشقة لم يكن إلا معه ونسخة منه معي،والعجيب أننا لم نفكر في تغيير "كالون" الشقة لأننا استبعدنا أن يسرق زوجي السابق أي شيء، وسأله أبي عما إذا كان أعطى المفتاح لأحد فنفى ذلك نفيا تاما، واضطررنا إلى إبلاغ الشرطة لأن المجوهرات والتحف كانت تساوي مبلغا كبيرًا جداً وكنت قد رددت إليه شبكته وهداياه رغم أنها ليست من حقه وتنازلت له عن كل مستحقاتى عن طيب خاطر، وبالطبع لم تسفر تحريات الشرطة عن أية نتيجة!

***

واستطردت الابنة بسمة.. وعدت إلى العمل وقررت أن أعيش في شقتي مع طاقم خدمة من ثلاثة أفراد حتىلا تتعرض للسرقة مرة أخرىوحتى أمارس حريتي الشخصية، وفعلا كنت أستضيف صديقاتى وأصدقائي من النادي وأصدقاء الجامعة الأمريكية ونقضي الوقت بين النادي والسهر في المنزل وأحياناً أسهر خارج المنزل مع صديقاتي وأصدقائى، وحدث لأول مرة أن التقيت بشاب متدين ومحترم وخفق له قلبي لأول مرة في حياتي واقتربت منه ورأيت فيه الإنسان الكامل الذي تتمنى أية فتاة أن ترتبط به، وكان لطيفاً مهذبًا من أسرة متوسطة يعمل محاسبًا في شركة أجنبية ويتمتع بسمعة طيبة، ثم كانت المفاجأة إذ وجدت سيدة كبيرة السن تطلب مقابلتي في مكتبي وقابلتها وفوجئتبها تقول لي: أنا أم المحاسب أيمن وهو ابني الوحيد وأرجوك يا بنتي الله يسترك أن تتركي ابني في حاله فهو ليس من "وسطك ولا جوك" وهو يصلي الفرض بفرضه ولا يعرف السهر ولا النوادي ولا الحفلات ولا العيشة بتاعة الأغنياء، وقالت إحنا ناس في حالنا وربنا يستر على الكل وابني خاطب بنت خالته وربنا يسهلك يابنتي.

وأسقط في يدي وقلت لها: أنا مفيش بيني وبين الأستاذ أيمن غير كل خير واحترام، قاطعتني قائلة: بحزم وقسوة يعني عاوزة الناس تقول إنه ماشي مع واحدة ماشية على كيفها؟ وطمعان في فلوسها؟ الله الغني يا ستي عنك وعن فلوسك وسيبيابني في حاله وإلا هعمل حاجات وحشة ما تعجبكيشوهفضحك في كل حتة! وغادرت مكتبي وهي تصعق الباب خلفها!

قلت ماذا فعلت يا سيدتي حتى تقول عني هذه السيدة هذا الكلام؟ وهل ممارستي لحريتي الشخصية ودون إضرار بأحد يستوجب قولها "إنني عايشةعلى كيفي؟" ماذا أفعل وأنا لأول مرة في حياتي يخفق قلبي بالحب لأي رجل وأيمن يحبني أو هكذا أرى من تصرفاته، والعجيب أنه لم يقل لي أنه خاطب بنت خالته وإلا فلم أكن لأستمر في صداقتي وحبي له، ماذا أفعل يا سيدتي وأنا مظلومة، وأقسم لك أنني لم أغضب ربي ولم أرتكب إثمًا، كل الموضوع أنني كنت أمارس حريتي الشخصية.

***

أيتها الابنة بسمة لقد أعطاك الله سبحانه وتعالى العقل الرزين والمال والأسرة الطيبة وكل الناس تصادفهم في حياتهم أيام صعبة وبالصبر وحسن التصرف يعوضهم المولى سبحانه وتعالى عنها بأيام طيبة، فلا السعادة تدوم ولا الشقاء يدوم، أرجوك أن تواجهي الرجل الذي خفق له قلبك بما قالته والدته فإذا كان فعلا خطب ابنة خالته فواجبك أن تتركي له التصرف وتعاتبيه لأنه لم يقل لك عن تلك الخطبة، الكرة الآن في ملعب المحاسب أيمن اتركي له فرصة الاختيار وأعطيه الوقت الكافي لذلك.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 565 مشاهدة
نشرت فى 6 يناير 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,916,400

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز