إشراف: منار السيد - أميرة اسماعيل - إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع
يرى د. مجدي علام،أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب أن الثورة الصناعية التى بدأت مع اكتشاف الفحم كانت نقطة البداية لإحداث تغيرات فى الأنظمة البيئة والتى تشمل التربة "الأرض" والماء والهواء، وأن توجه العالم إلى الاعتماد على الاقتصاد الأخضر هو السبيل للحد من تأثيرات التغيرات المناخية ومخاطرها على الإنسان.
ويدعو د. مجدى خلال حواره مع "حواء" إلى الاستفادة من المخلفات وإعادة تدويرها بما يسهم فى التخفيف من تلوث البيئة، ونشر الوعى بين الشباب بأهمية الاعتماد على الطاقة النظيفة كبديل ضرورى للوقود "الأحفورى"مشيدا بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "زراعة 100 مليون شجرة" مؤكدا على النباتات من شأنها زيادة الأكسجين وتقليل الانبعاثات الضارة.
حوار: إيمان عبدالرحمن
بداية ما المقصود من مفهوم تغير المناخ وما آثاره؟
العالم يتغير من حولنا، السماء" الجو ، المياه والأرض، ومع هذا التغير تتغير الأنظمة البيئية، كما يتأثر الغلاف الجوي الذي نتنفس من خلاله ويحفظ الحياة على الكرة الأرضية، بجانب النظم المائية كالبحار والمحيطات والأنهار، فكم من أنهار جفت، ومحيطات تلوثت، وبحار تآكلت شواطئها، ثم أن المشكلة الأكبر في تربة الأرضحيث نزودها بكم كبير من الملوثاتكالكيماويات والأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشريةفكل هذه العناصر تظل موجودة فى الأرض، ويزداد الخطر إذا ما علمنا أن هناك بعض المكونات تظل مائة عام في التربة لا تذوب، فليس معنىأن الزرع تم حصاده أن أثر الكيماويات زال، بالإضافة إلى التقدم الصناعي وما أحدثه من تلوث كبير حيث تعددت مصادره بين المداخنوعوادم السيارات الأمر الذى ندفع ثمنه من فقدان النظم البيئية.
وما الآثار السلبية لتغير المناخ؟
يعيش الإنسان على ثلاثة أنظمة"ماء وهواء وتربة"، فإذا أفسدنا التربة سيتأثر بلا شك أى كائن حي، وبالتالي هذه هي خطورة تغير المناخ، لأنهاليست حالة طارئة وستمر، أو تلوث وسينتهي، لكن تظل سنوات وسنوات، فيوجد غازات تظل موجود 12 ألف سنة حابسة للكرة الأرضية، مثل الغازات الناتجة عن حرق البلاستيك واللدائن، البلاستيك نفسه عندما يرمي في الأرض يظل 500 سنة في الأرض لأنه لا يتحلل، يتفتت لكن تظل جزيئاته في الأرض، ويظل بقايا البلاستيك حتى أننا نجدها في السمك عند فتحهنجد قطعا بلاستيكية صغيرة يمكن رؤيتهامثل نقاط بيضاء نظنه ملح، لكن الحقيقة هي قطع بلاستيك دخلت جوفهلأن مياه البحر مليئة بقطع البلاستيك الصغيرة، التلوث أحدث تدهورا شديدا في النظم البيئية المرتبطة بحياة الكائنات، وهذا ثمن الثورة الصناعية منذ 500 سنة، منذ اخترعنا الفحم ونحن نحرق الدخان ونلوث الهواء مما أدىإلى احتباس حراري.
وماذا عن ثقب الأوزون؟
كان به مشكلة وتم حلها، عندما منعوا إنتاج منتجات الزئبق كلها والتي كانت تدمر طبقة الأوزون، وقد التزمت الدول الكبرىوبالتالي تم إصلاح ثقب الأوزون.
وهل هناك أمل في أن نصلح النظم البيئية التي تم تلوثها؟
يوجد أمل إذا أخذنا الموضوع بجدية، وإذا التزمت الدول الصناعية بتمويل الطاقة النظيفة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح وطاقة المساقط المائية، بدلا من الطاقة غير المتجددة.
في رأيك ما هو الدور الذي تقوم به الدولة لمكافحة هذه المشكلة من تغير المناخ؟
الرئيس السيسي أعلن عن مبادرة زراعة 100 مليون شجرة، فأتمنى أن يشتري كل مواطن شجرة، لن تكلفه جنيهات معدودة، ويتم زراعتها لنساعد في تنقية الهواء من ثاني أكسيدالكربونوإنتاج الأكسجين، والاحتماء بظلها بجانب لو كانت شجرة مثمرة والاستفادة من ثمارها وأخشابهالذا فأنا أشجع على غرس الأشجار لفوائدها المتعددة، كما لمسنا جميعا اهتمام سيادته بقضية التلوث وتحويل الطاقة إلى نظيفة وهي مبادرة جيدة جدا، بجانب التزام مصر بحمابة النظم البيئية الثلاثة، لأن مصر موقعة على ثلاث اتفاقيات، هذه الاتفاقيات لا يمكن فصلهم وهي اتفاقية حماية التنوع البيولوجي، واتفاقية مكافحة التصحر، واتفاقية حماية المناخ لارتباطهم الشديد ببعض فلا يمكن مكافحة التصحر إلا بزراعة الأشجار لذا فهم مكملين لبعض، والأمل في إنقاذ البشرية هو التزام الدول بتطبيق هذه الاتفاقيات، لحماية الكائنات ولضمان استمرار الإنسان على الكرة الأرضية.
ما أكثرالممارسات الخاطئةالتي نقدم عليها وتساعدعلى زيادةالتلوث؟
لدينا مشكلة كبيرة مع إدارة المخلفات سواء الزراعية أو الصناعية، لذا يمكن استغلالها وإعادة تدويرها لاستخدامها فى أشياء مفيدة ونافعة، كالاستفادة من قش الأرز فى صناعة ثماد عضوى بدلا من حرقه وتلويث الجو، لذا علينا توعية الشباب بهذه الأفكار، والتوجه إلى الاقتصاد الأخضر والتخلص من المخلفات وإعادة تدويرها.
ساحة النقاش