بقلم  : د. حنان سليمان

تربية الأبناء ليست بالأمر السهل فهم الأمانة التي يجب الحفاظ عليها بشتى الطرق، وهى الرعية التى سنسألعنها أمام الله عز وجل، لذا كانت تربيتهم على مكارم الأخلاق وطيب السلوك ضرورة ومسئولية ليست أسرية فحسب بل مجتمعية باعتبارهم أفراد مؤثرين مستقبليا فى المجتمع ككل.

ومن دواعي الحفاظ على هؤلاء الأبناء، وأحد القيم المهمة التى يجب تربيتهم عليها تحمل المسئولية ومن ثم الابتعاد عن الأنانية والتواكل والكسل، وبذلك يستطيع الأبناء قيادة أمور حياتهم في الحاضر والمستقبل دون خوف أو تراجع حيث إن الحياة تحتاج إلى الكفاح والسعي الدائم، ومن هذا المنطلق نجد أن بناء مجتمع ناجح يبدأ من بناء إنسان سوي يثق في قدراته ويتحمل ما يطرأ ويمر بحياته.

من الضروري أن يبدأ الآباء في تعليم الأبناء تحمل المسئولية منذ الطفولةوذلك من خلالإشعار الطفل بقدرته على القيام ببعض المهام وهو في سن مبكرة؛ ففي الثالثة من عمره مثلًا يمكنه أن يضع حذاءه في مكانه المخصص بالخزانة بعد أن يخلعه، كما يمكنه أن يضع ألعابه في الصندوق المخصص لها بعد الانتهاء من اللعب، وتستطيع الأم أن تعلم أبناءها التعاون معها من خلال توزيع الأعمال المنزلية عليهم بحيث يشترك الجميع على أن لا يكون العمل أكبر من قدراتهم الشخصية كي لا يشعروا بالإحباط، ومن الضروري تشجيعهم على الاستمرار.

إن تحديد وقت معين للأبناء عند إنجاز بعض الأعمال شيء إيجابي وذلك لأنهم سيتعلمون فكرة تحقيق الهدف ضمن وقت زمني محدد ومن ثَم يشعرون بمزيد من المسئولية تجاه العمل، ومن الضروري أن يصبح أولياء الأمور قدوة للأبناء في كل شيء، ومن أهم الأمور أنه يجب استخدام المصطلحات الإيجابية مع الأبناء مثلمن فضلك،شكرا لك؛أنت مميز، ولا يجب انتقاد الأبناء بطريقة محبطة بل يجب مدح الجزء الجيد لديهم والثناء عليه، ثم تعليمهم كيفية أداء الجزء الذي لم ينفذ بشكل جيد كي يتمكنوا من الارتفاع بمستوى أدائهم فيما بعد.

السعي الدائم إلى تحفيز الأبناء من خلال المدح وتقديم الجوائز بين فترة وأخرى ليشعروا بقيمة ما يقومون به لكن يجب عدم المبالغة في ذلك؛ حتى لا يصبح ذلك أسلوب حياة يتعلمون من خلاله أنه لابد من الحصول على شيء مقابل ما يقومون به من أعمال، مع أهمية عدم التدخل لحل جميع مشكلات الأبناء من الضروريات التي تعلمهم التفكير في إيجاد حلول والاختيار من بينها، وهو ما يعطيهم مهارة في كيفية حل المشكلات والاعتماد على الذات.

وتتجلى أهمية تحمل المسئولية فى أن الإنسان يكتسب احترامه لذاته حينما يشعر أنه شخص مسئول يستطيع أن يحرك مجريات الأمور إلى الأفضل وهو ما يعطيه الثقة في ذاته وقدراته، فضلا عن احترام الآخرين له حيث يشعر أنه مرغوب فيه بينهم لأنه يقدم أعمالا إيجابية من شأنها أن تفيد من حوله الذين يمنحونه بدورهم المزيد من الثقة وتكليفه ببعض المهام الأخرى.

المصدر: بقلم : د. حنان سليمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 771 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,055

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز